بعد اعتراف بايدن بإبادة الأرمن.. علاقات أمريكا وتركيا إلى أين؟
شهدت العلاقات الأمريكية التركية دائما حالة من التعقيدات، وخصوصا في السنوات الأخيرة وربما تزداد اليوم باعتراف واشنطن بإبادة الأرمن.
ومرت العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا عبر تاريخ طويل من التعقيدات، وعدم وجود عصر ذهبي يمكن الإشارة إليه حيث كانت الأزمات هي عنوان العلاقات بين واشنطن وأنقرة مؤخرا.
وخلال السنوات الأخيرة، كانت هناك 5 أزمات اختبرت العلاقات الأمريكية التركية وأصبحت تحتل الأسبقية على أجندة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ومنها شراء أنقرة لأنظمة الصواريخ الروسية الصنع إس 400 والعقوبات الأمريكية التي تلت ذلك على تركيا وأزمة الأكراد السوريين، وأزمة شرق البحر الأبيض المتوسط ، وغيرها من طابور الأزمات بين البلدين.
ومؤخرا، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين عن تركيا إنها "شريكنا الاستراتيجي المزعوم" ردًا على سؤال حول شراء تركيا لأنظمة الدفاع الصاروخية "إس400" من روسيا ؛ هذا مؤشر على مزاج الإدارة الجديدة تجاه تركيا.
وعلى الرغم من الرسائل الإيجابية الأخيرة من أنقرة، بحسب صحيفة "أحوال التركية" فإن الأزمة في علاقات تركيا مع الغرب الأوسع من المقرر أن تزداد سوءا، سيكون هذا واضحا في القراءات المتباينة للشؤون الدولية، وسعي تركيا لتقليل الاعتماد على الغرب، ثم كان القرار الأخير بالاعتراف بالإبادة الأرمنية ليصب الزيت على النار ويتسبب في سخط تركي شديد.
كما تتابين القراءات للأزمات والقضايا الدولية بين أنقرة وواشنطن حيث تؤكد إدارة الرئيس الأمريكي على تعزيز التحالفات والمؤسسات والنظام الدولي الليبرالي، في المقابل، ترى حكومة أردوغان أنه على الولايات المتحدة أن تتعامل مع الواقع الجيوسياسي الجديد في جوار تركيا، بما في ذلك دور تركيا فيه، والتغييرات الأوسع في الشؤون الدولية.
ورفضت تركيا بشكل تام اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم السبت، بالإبادة الجماعية بحق الأرمن في العهد العثماني.
وندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في أول تعليق له، بالقرار الأمريكي، واعتبره "تسييسا" لجدل حول الإبادة الجماعية بحق الأرمن "من جانب أطراف ثالثة".
وبعث أردوغان برسالة إلى ساهاك ماشاليان، بطريرك الأرمن في تركيا، قال فيها إنه لا يمكن السماح بزوال ثقافة العيش المشترك لمئات السنين بين الأتراك والأرمن، وتسييس أطراف ثالثة النقاشات حول أحداث 1915 وتحويلها إلى أداة تدخل ضد تركيا لم يحقق منفعة لأي أحد.
وأكد أن ما يجمع الأتراك والأرمن ليست المصالح، بل ارتباط وثيق بالدولة التركية والقيم والمثل العليا ذاتها.
من جانبه، أكد وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو، أن تركيا "ترفض تماما" اعتراف الرئيس الأمريكي بالمذبحة التي تعرض لها الأرمن عام 1915 أواخر عهد الإمبراطورية العثمانية باعتبارها إبادة جماعية.
وقال جاويش أوغلو على تويتر: "ليس هناك شيء لنتعلمه من أي أحد بشأن ماضينا.. الانتهازية السياسية هي أكبر خيانة للسلام والعدل.. نرفض تماما هذا البيان الذي استند إلى الشعبوية فقط".
واعترف الرئيس الأمريكي الأمريكي بالإبادة الجماعية بحق الأرمن في العهد العثماني.
وقال الرئيس الأمريكي "نتذكر أرواح جميع من لقوا حتفهم في الإبادة الجماعية للأرمن ونجدد التزامنا بمنع حدوث أحداث مشابهة مرة أخرى"، وأكد أن "الأرمن أعادوا بناء مجتمعهم مرة أخرى، والمهاجرين منهم دعموا الولايات المتحدة بطرق عدة".
ويقدر المؤرخون أن نحو 1.5 مليون مسيحي أرمني قتلوا خلال حملات القتل والترحيل التي نفذتها الإمبراطورية العثمانية بداية من عام 1915. ويستخدم الكثيرون كلمة "إبادة جماعية" لوصف ما حدث.
aXA6IDMuMTM4LjEyNi41MSA= جزيرة ام اند امز