لقاح أمريكي جديد يحارب الإيدز
اللقاح الجديد يعتمد على استخدام الفيروس المضخم للخلايا (CMV)، ويقوم بتفعيل نظام المناعة في مواجهة فيروس الإيدز
اقترب لقاح واعد يحصن القردة من فيروس شبيه بفيروس نقص المناعة المسبب للإيدز عند البشر، من مرحلة التجارب السريرية، بعد أن أثبتت دراسة أمريكية لجامعة أوريجون للصحة والعلوم، نشرت مؤخرا، أن إصدارا ضعيفا من اللقاح يوفر حماية مماثلة للنسخة الأصلية.
وفي دراسة سابقة استخدمت نسخة أصلية غير مخففة من اللقاح مع قرود مكاك ريسوسي، اتضح قدرة تلك النسخة على توفير الحماية لـ9 من بين 12 قردا لمدة 3 سنوات، منذ إعطائها اللقاح المضاد لفيروس "إس أي في SIV " والمعروف باسم "نقص المناعة البشرية عند القرود".
وكشفت الدراسة الجديدة -التي نشرتها دورية ساينس ترانسليشن ميدسين Science Translational Medicine"، في 17 يوليو/تموز الجاري- أن بإمكان نسخة مخففة من اللقاح تحقيق النتائج نفسها.
ويعتمد هذا اللقاح على استخدام الفيروس المضخم للخلايا (CMV)، حيث قام الباحثون باستخدام قوة انتشاره في الجسم، ولكن بدلا من قيامه بنقل المرض قاموا بتعديله ليقوم بتفعيل نظام المناعة في مواجهة فيروس نقص المناعة البشرية.
والفيروس يعد من الفيروسات الشائعة التي يحتفظ بها الجسم بقية الحياة عند الإصابة بها، وأغلب الأشخاص لا يعرفون أنهم يحملونه، لأنه لا يسبب مشكلات للأشخاص الأصحاء إلا في حالات نادرة.
وعلى الرغم من أن البشر غالباً ما يصابون بهذا الفيروس دون أي مشكلة، لكن يمكن أن يلحق الضرر بأولئك الذين يعانون من ضعف أجهزة المناعة، مثل الأشخاص الذين يعانون من عمليات زرع الأعضاء، كما أنه خطير بالنسبة للنساء الحوامل، لأنه يسبب العيوب الخلقية مثل فقدان السمع وصغر الرأس عند الأطفال، وهو ما استدعى ضرورة وجود نسخة مخففة من اللقاح المعتمد على هذا الفيروس، حتى يكون ملائما للاستخدام مع البشر.
هذا فضلا عن أنه لا توجد لقاحات بشكل عام تستخدم فيروسات حية غير مخففة بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، حيث إنها تكون غير آمنة للاستخدام مع الأشخاص الذين لديهم مشاكل مناعية.
ويقول كلاوس فروه -من مدرسة الطب بجامعة أوريجون للصحة والعلوم بأمريكا، وأحد الباحثين الرئيسيين بالدراسة، في تقرير نشره موقع الجامعة بالتزامن مع نشرها- "النتائج التي توصلنا إليها تقدم رؤى مهمة لتصميم لقاح لفيروس نقص المناعة البشرية يعتمد على الفيروس المضخم للخلايا (CMV)، فقد خففنا بشكل كبير اللقاح، وما زلنا نحصل على الاستجابات المناعية نفسها كما في النسخة الأصلية".
ويضيف "الحصول على الاستجابات المناعية نفسها مع استخدام نسخة مخففة من اللقاح صالحة للاستخدام مع البشر، يجعلنا قريبين جدا من استخدامها مع التجارب السريرية".