"البقعة العمياء".. ماذا يحدث للأسلحة المرسلة إلى أوكرانيا؟
تقع إمدادات الأسلحة الكبيرة المتدفقة إلى أوكرانيا في "بقعة عمياء"، ترجع في جزء كبير منها إلى عدم وجود قوات على الأرض للدول التي ترسلها.
وقالت مصادر لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن الولايات المتحدة لديها وسائل قليلة لتتبع إمداداتها الكبيرة من الأسلحة المضادة للدبابات والطائرات وغيرها التي أرسلتها إلى أوكرانيا، لكنها لا تزال بقعة عمياء نظرا لعدم وجود قوات أمريكية على الأرض، والنقل السهل لعديد من الأنظمة الأصغر التي تتدفق الآن عبر الحدود.
- في غياب واشنطن ولندن.. عودة "خجولة" لسفراء حلفاء أوكرانيا إلى كييف
- ماريوبول في معركتها الأخيرة.. ماذا يعني سقوط "درع" أوكرانيا؟
وطبقًا لـ"سي إن إن"، يمثل ذلك مخاطرة واعية ترغب إدارة جو بايدن في القيام بها. وعلى المدى القصير، ترى الولايات المتحدة أن معدات بقيمة مئات ملايين الدولارات أمر حيوي لقدرة الأوكرانيين على التصدي للحرب الروسية".
وقال مسؤول دفاعي كبير، الثلاثاء، إنه "بالتأكيد أكبر إمداد حديث لدولة شريكة في نزاع"، لكن يكمن الخطر، بحسب مسؤولين أمريكيين حاليين ومحللي دفاع، في أنه على المدى الطويل قد ينتهى الحال بتلك الأسلحة بالوقوع في أيدي جيوش ومليشيات أخرى لم تنو الولايات المتحدة تسليحها".
وفي اتخاذ القرار بشأن إرسال أسلحة ومعدات بقيمة مليارات الدولارات، وضعت إدارة بايدن في الحسبان خطر أن ينتهي الأمر ببعض من تلك الشحنات في أماكن غير متوقعة، بحسب مسؤول دفاع.
اختيار الخطر الأصغر
لكن بالوقت الراهن، بحسب المسؤول، تنظر الإدارة إلى الفشل في تسليح أوكرانيا بشكل كاف على أنه خطر أكبر.
ونظرًا لعدم وجود الجيش الأمريكي بالميدان، تعتمد الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بشكل كبير على المعلومات التي تقدمها الحكومة الأوكرانية.
وسرًا، يدرك المسؤولون أن أوكرانيا لديها الحافز لتقديم فقط المعلومات التي تدعم قضيتهم للحصول على مزيد من المساعدات، والأسلحة، ومزيد من المساعدة الدبلوماسية.
وقال مصدر مطلع على الاستخبارات الغربية: "إنها حرب.. كل شيء يفعلونه ويقولونه علانية يستهدف مساعدتهم في الحرب. كل تصريحات علانية هي عملية معلوماتية، كل مقابلة، وكل ظهور لزيلينسكي هو عملية معلوماتية. هذا لا يعني أنهم مخطئون في فعل ذلك بأي شكل من الأشكال".
وعلى مدار شهور، قدم المسؤولون الأمريكيون والغربيون روايات تفصيلية بشأن ما يعرفه الغرب عن وضع القوات الروسية داخل أوكرانيا: عدد الضحايا، وقوتهم القتالية المتبقية، ومخزون أسلحتهم، ونوع الذخيرة التي يستخدمونها ومكانها.
لكن عندما يتعلق الأمر بالقوات الأوكرانية، يقر المسؤولون بأن الغرب -بما في ذلك الولايات المتحدة- لديهم نقص في المعلومات.
وطبقًا لمصدرين مطلعين على الاستخبارات الأمريكية والغربية، تعتبر التقديرات الغربية للضحايا الأوكرانيين غير واضحة أيضا.
وأوضح مصدر أنه "من الصعب التعقب مع عدم وجود أحد على الأرض".
نقدم ما يحتاجونه
وتقول إدارة بايدن ودول الناتو إنهم يقدمون أسلحة إلى أوكرانيا بناء على ما تقول القوات الأوكرانية إنهم يحتاجونه، سواء كانت أنظمة محمولة مثل صواريخ جافلين وستينجر، أو منظومة الدفاع الجوي "إس-"300، التي أرسلت الأسبوع الماضي.
وقال المتحدث باسم البنتاجون، جون كيربي، إن الشاحنات المحملة بمنصات أسلحة التي قدمتها وزارة الدفاع تتسلمها القوات المسلحة الأوكرانية -بشكل أساسي في بولندا- ثم تنقل إلى أوكرانيا، "ثم يعود الأمر إلى الأوكرانيين لتحديد أين تذهب وكيف يتم توزيعها داخل بلادهم".
وأشار مصدر في الكونجرس إلى أنه في حين لا توجد قوات أمريكية على الأرض في أوكرانيا، لدى الولايات المتحدة أدوات لمعرفة ما يحدث بخلاف ما يقوله الأوكرانيون، لافتا إلى أن الولايات المتحدة تستخدم بشكل مكثف صور الأقمار الصناعية، ويبدو أن كلا من الجيشين الأوكراني والروسي يستخدمان معدات الاتصالات التجارية.
وقال مصدر آخر بالكونجرس إن الجيش الأمريكي ينظر إلى المعلومات التي يتسلمها من أوكرانيا موثوقة بشكل عام، لأن الولايات المتحدة دربت وسلحت الجيش الأوكراني على مدار 8 أعوام إلى الآن، ما أدى لتطوير علاقات قوية.
لكن هذا لا يعني عدم وجود نقاط عمياء، بحسب المصدر، مثل المسائل المتعلقة بالوضع التشغيلي لمنظومات "إس-300" في أوكرانيا.
وطبقًا لـ"سي إن إن"، فإن المسؤولين أقل قلقًا -على الأقل بالوقت الحالي- من احتمال سقوط الأسلحة في أيدي القوات الروسية.
وأشار مصدر إلى أن فشل روسيا في السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي أو إجبار العديد من الوحدات الأوكرانية على الاستسلام يعني أن تلك الأسلحة إما تم استخدامها أو لا تزال في أيدي الأوكرانيين.