"وثائق بايدن".. لماذا صمت البيت الأبيض لمدة شهرين؟
أخفى الرئيس الأمريكي جو بايدن وكبار مستشاريه الوثائق السرية، رافضين إفشاء السر بدافع الأمل بالتخلص من الحادث بهدوء، وفق صحيفة أمريكية.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن عدداً من المستشارين الذين كانوا على دراية باكتشاف الوثائق في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني، قبل 6 أيام من انتخابات التجديد النصفي، راهنوا أن التكتم على الوثائق يمنحهم الفرصة لإقناع وزارة العدل الأمريكية بأن الأمر لم يكن أكثر من مجرد خطأ بسيط بحسن نية، على عكس ما قام به الرئيس السابق دونالد ترامب بالاحتفاظ بالوثائق في منتجعه في فلوريدا.
ووفقاً لما ذكره أشخاص مطلعون على المداولات الداخلية، والذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، أن هدف فريق بايدن كان كسب ثقة محققي وزارة العدل، وإثبات تعاون الرئيس وفريقه الكامل، ومن ثم تجنب أي تداعيات قانونية خطرة.
لكن هذا الرهان لم يأت سوى بنتائج عكسية.
وبحسب الصحيفة :"تسبب صمت بايدن في ضجة عامة، بمجرد أن بات واضحا أن البيت الأبيض أخفى الموقف عن الجمهور لأكثر من شهرين".
ولا يزال مستشارو بايدن يأملون في أن تؤتي الثقة التي يعتقدون أنهم اكتسبوها لدى المحققين، قد تؤتي ثمارها على المدى الطويل، عبر إقناع المحقق الخاص بأن ما حدث كان بحسن نية.
لكن هذه الاستراتيجية تركت بايدن عرضة لانتقادات شديدة لإخفائه اكتشاف الوثائق لفترة طويلة.
كما -حسب "نيويورك تايمز"- أضعفت قدرة بايدن بعد عام مثمر على المنافسة ضد ترامب، بينما أثارت أيضاً تساؤلات حول قدرة فريقه على التغلب على هجمات الجمهوريين في مجلس النواب.
وأشارت الصحيفة إلى أن المناقشات بشأن كيفية التعامل مع هذه المسألة اقتصرت في البداية على دائرة ضيقة بما في ذلك بايدن وزوجته جيل، وبوب باور كبير المحامين الشخصيين للرئيس، وأنيتا دن كبيرة مستشاري البيت الأبيض وستيوارت ديليري مستشار البيت الأبيض وريتشارد ساوبر محامي البيت الأبيض الذي يشرف على الاستجابة للتحقيقات.
وفي النهاية اتسعت الدائرة قليلاً، لكن الأمر ظل طي السرية، ولا يبدو أن فكرة الإعلان عن الاكتشافات بشكل استباقي قد تم النظر فيها بجدية، وفقاً للصحيفة.
وأدى اختيار الصمت لأكثر من شهرين إلى تفاقم الضرر السياسي عندما تسربت الأنباء إلى الصحف في 9 يناير/كانون الثاني، وتعزز الانطباع بأن بايدن لم يكن صريحاً، إثر سلسلة من البيانات غير الصريحة من قبل فريق العلاقات العامة للرئيس.
ورفض البيت الأبيض تفسير السبب وراء استغراق الأمر نحو ستة أسابيع بعد الاكتشاف الأولي للوثائق لتفتيش منزل الرئيس في ويلمنجتون بولاية ديلاوير، إذ تم العثور على دفعة ثانية في 20 ديسمبر/كانون الأول.
ويشكك مسؤولو البيت الأبيض في التسريبات التي أدت إلى علانية القضية، لكنهم خلصوا إلى أن الجمهور يرى موقف بايدن وترمب مختلفين تماماً.
aXA6IDE4LjIyNi45My4xMzgg جزيرة ام اند امز