«الخطيئة الأصلية».. هكذا قضى بايدن على حلم هاريس في البيت الأبيض

لماذا خسرت كامالا هاريس الانتخابات الرئاسية الأمريكية أمام الرئيس الحالي دونالد ترامب؟
ديفيد بلوف، كبير مستشاري حملة هاريس، حمّل في كتاب جديد الرئيس السابق جو بايدن المسؤولية عن خسارة هاريس، بحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية.
واعتبر بلوف أن بايدن دمّر محاولة هاريس للبقاء في السباق لفترة طويلة، ووصف سباق هاريس لمدة 107 أيام ضد ترامب بأنه "كابوس سخيف".
وأضاف بلوف: "إن جو بايدن أفسد علينا الأمر تمامًا بتركه الوقت متأخرًا جدًا للانسحاب من الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024".
تم اختيار ديفيد بلوف، الذي كان مدير حملة باراك أوباما الفائزة في عام 2008 ومستشارًا كبيرًا في البيت الأبيض، لمساعدة هاريس في محاولتها للرئاسة بعد انسحاب بايدن من السباق الصيف الماضي، بعد أدائه الكارثي في المناظرة التي جمعته بترامب في يونيو/حزيران الماضي.
ونُقل عن بلوف، في كتاب "الخطيئة الأصلية: تراجع الرئيس بايدن، والتستر عليه، وخياره الكارثي بالترشح مجددًا"، قوله إن سباق هاريس الذي استمر 107 أيام ضد دونالد ترامب كان "كابوسًا مريعًا".
وأضاف بلوف، متأملًا قرارات الرئيس الأمريكي السابق بالترشح لإعادة انتخابه، ثم التشبث به لأكثر من ثلاثة أسابيع بعد أداء كارثي في مناظرة ضد ترامب أثار تساؤلات حول قواه العقلية وعمره، أن "هذا كله من صنع بايدن. لقد أفسد علينا الأمر تمامًا".
وسبق لبلوف، إلى جانب بعض موظفي أوباما السابقين، أن انتقد بايدن ودوره في هزيمة الديمقراطيين. في أعقاب خسارة هاريس، نشر رسالة على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي مفادها أن حملة هاريس بدأت في "حفرة عميقة"، ثم حذف حسابه لاحقًا.
ويصف الكتاب كيف تلقى بلوف اتصالات من مانحين قلقين بشأن تراجع طاقة بايدن، ومهاراته المعرفية، وقدرته على إلقاء الخطابات. وبدوره، ضغط بلوف على البيت الأبيض والحزب الديمقراطي ليتأكدوا من قدرة بايدن على الفوز في انتخابات أخرى، وقيل له مرارًا إنه قادر على ذلك.
لكن تابر، كبير مراسلي شبكة "سي إن إن" في واشنطن، وتومسون، المراسل السياسي الوطني في "أكسيوس"، تحدثا إلى نحو 200 شخص من أجل الكتاب، بمن فيهم أعضاء في الكونغرس والبيت الأبيض ومسؤولون في الحملة.
وكان البعض قد دق ناقوس الخطر بشأن صحة بايدن العقلية، والجهود اليائسة التي يبذلها مساعدوه المقربون وحلفاؤه لإخفاء مدى تدهور حالته الصحية.
ويعترف أحد كبار المساعدين، الذين استقالوا من البيت الأبيض لأنهم لم يعتقدوا أن بايدن يجب أن يترشح، للمؤلفين بأننا "حاولنا حمايته من موظفيه حتى إن الكثير من الناس لم يدركوا مدى التراجع الذي بدأ في عام 2023".
ويقول ديمقراطي بارز عن عزم بايدن على إعادة انتخابه: "لقد كان أمرًا شنيعًا. لقد سرق الانتخابات من الحزب الديمقراطي، بل سرقها من الشعب الأمريكي".
يُعد كتاب "الخطيئة الأصلية" واحدًا من بين العديد من الكتب المنتظرة بفارغ الصبر حول انتخابات عام 2024 ومؤامرة البيت الأبيض المزعومة.
ويبدو أن بايدن، البالغ من العمر 82 عامًا، حاول استباق ما كُشف عنه الأسبوع الماضي بظهوره الإعلامي في برنامج "توداي" على إذاعة "بي بي سي 4"، وبرنامج "ذا فيو" الحواري على قناة "إيه بي سي".
لكن مناظرته مع ترامب في 27 يونيو/حزيران 2024 لم تكن استثناءً، كما يؤكد الكتاب، إذ إنه منذ عام 2022 على الأقل، أصبح بايدن أكثر عرضة لفقدان تركيزه وصعوبة تذكّر أسماء كبار مساعديه، وقد تكون خطاباته غير متماسكة ويصعب سماعها. وعندما عجز عن إلقاء خطاب فيديو مدته دقيقتان دون تلعثم، صوره مساعدوه بكاميرتين لتكون عملية التعديل أقل وضوحًا.
ويروي كتاب "الخطيئة الأصلية" كيف حاولت شخصيات بارزة التدخل بطرق مختلفة، حيث زار أوباما البيت الأبيض في 2023، وحذر بايدن قائلًا: "فقط تأكد من قدرتك على الفوز في السباق".
كما واجه تشاك شومر، زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، الرئيسَ بعد المناظرة في يوليو الماضي في منزله في ريهوبوث بولاية ديلاوير، وناشده الحفاظ على إرثه، وحذر بايدن من أنه إذا استمر في السباق وخسر أمام ترامب، فإن 50 عامًا من "العمل الرائع والجميل ستذهب أدراج الرياح. لكن الأمر أسوأ من ذلك - سيُخلّد اسمه في التاريخ الأمريكي كواحد من أكثر الشخصيات ظلامًا".
وتنحى بايدن في 21 يوليو/تموز الماضي، وسارع إلى تأييد هاريس، لكن الأوان كان قد فات، كما يؤكد الكتاب، إذ ساهم بالفعل في تمهيد الطريق للمصير الذي كان يتمنى تجنبه بشدة: عودة ترامب إلى البيت الأبيض.