جو بايدن.. الحاضر الغائب في البيت الأبيض
سيبقى الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن في منصبه لنحو 40 يوما مقبلة، إلا أن الأمر يبدو كأنه غادر المكتب البيضاوي منذ أسابيع.
وبحسب موقع مجلة بوليتيكو الأمريكية فإن بايدن اختفى فعليا من الرادار في أعقاب الهزيمة الانتخابية المؤلمة التي تعرض لها الديمقراطيون في انتخابات الرئاسة التي جرت في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأشار الموقع إلى أن بايدن اكتفى إلى حد كبير بالإدلاء بتصريحات معدة سلفا، وتجنب الظهور العام غير المخطط له أو أسئلة الصحافة، كما اختار الجلوس بعيدا عن المناقشة المحتدمة حول فوز دونالد ترامب، والمحادثات السياسية في الكونغرس ومستقبل الحزب الديمقراطي.
وقال مسؤول سابق في البيت الأبيض "لقد كان متهاونا وأنانيا للغاية بشأن كيفية تعامله مع الأسابيع الأخيرة من وظيفته".
على مدى ما يقرب من أسبوعين قضاهما في الخارج منذ الانتخابات، تحدث بايدن سبع كلمات فقط إلى وسائل الإعلام التي رافقته، ولم يحدد بعد موعدا لمؤتمر صحفي بعد الانتخابات، كما فعل الرئيسان السابقان باراك أوباما وجورج دبليو بوش عندما كانا في طريقهما إلى مغادرة منصبيهما.
لقد ذهب بايدن إلى حديقة الورود للإشادة علنا بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، والتقى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ وتحدث إلى الصحافة يوم الأحد الماضي عن التطورات الأخيرة في سوريا، ولكن بخلاف ذلك كان جدول أعماله المحلي بعد الانتخابات مليئا بأحداث مثل تكريم أبطال الدوري الأمريكي للمحترفين لعام 2024، وشكر المؤيدين منذ فترة طويلة في عشاء ساوث لاون.
لقد أسهم انخفاض مستوى بايدن منذ الانتخابات في الشعور بعدم القدرة على توجيه الأمور الذي ساد مساحات واسعة من واشنطن، حيث يستعد المشرعون والمساعدون ومسؤولو الحزب لعودة ترامب إلى السلطة ويسعون إلى اتجاه ورؤية جديدة قبل الانتخابات النصفية وانتخابات الرئاسة 2028.
ووفق المصدر ذاته، فلم يعد البيت الأبيض وبايدن يظهرات اهتماما كبيرا بالمساعدة في رسم مستقبل الحزب الديمقراطي بعد تنصيب ترامب المقرر في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.
وركز بايدن طاقات مساعديه إلى حد كبير على إدارة عملية الانتقال الرئاسي والاهتمام ببعض البنود النهائية التي تهدف إلى صقل إرثه الشخصي، بما في ذلك خطاب حول الاقتصاد يوم غد الثلاثاء.
واختفت نائبة الرئيس والمرشحة الخاسرة في الانتخابات الأخيرة كامالا هاريس، التي صورت نفسها في الحملة الانتخابية باعتبارها مستقبل الحزب، من المشهد تقريبا.
وبحسب أحد الديمقراطيين المقربين من كبار المشرعين فإنه "لا توجد قيادة قادمة من البيت الأبيض.. هناك فراغ كامل".
وقال بعض المساعدين أيضا إن بايدن يعتقد أنه يجب أن يتخذ نهجا أكثر تحفظا في كيفية حديثه عن الرئيس المنتخب دونالد ترامب نظرا لتركيزه على تسهيل انتقال السلطة سلميا.
ويعترف بعض مساعدي بايدن بغياب الرئيس عن المناقشات الأوسع نطاقا حول كيفية التعامل مع رئاسة ترامب المقبلة ومستقبل الحزب الديمقراطي.
وبحسب المساعدين ذاتهم فإن بايدن نفسه يرى أن هناك قلة من الناس حريصون على سماع أخباره، واعتقاده الشخصي المستمر بأنه لا يدين بالكثير لحزب دفعه جانبا بلا مراسم.
ودافع المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس عن بايدن، قائلا إن الرئيس "يجعل كل يوم من هذه الفترة مهما" و"يقود بالقدوة من أجل الديمقراطية الأمريكية، ويفي بوعده الانتخابي باحترام إرادة الناخبين وتوفير انتقال منظم".