هل يتكرر سيناريو الانتخابات الأمريكية في فرنسا؟
بالرغم من الدعم الدولي لمرشح التيار المتوسط إيمانويل ماكرون إلا أن تشابه الأحداث مع الانتخابات الأمريكية يرجح كافة لوبان
عقب الإعلان عن نتائج الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية، والتي أظهرت تأهل المرشحين إيمانويل ماكرون ممثل التيار الوسطي ومارين لوبان مرشحة اليمين المتطرف، لجولة الإعادة المقرر عقدها في 7 مايو/أيار المقبل، بدأت التهاني ورسائل الدعم تنهال على ماكرون من أغلب المسؤولين والسياسيين والمهتمين بالشأن الفرنسي في رسالة خوف شديدة من وصول لوبان لحكم فرنسا بسبب برنامجها الانتخابي الذي يشبه كثيرا برنامج الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب.
- الخوف من لوبان يدفع ساسة أوروبا لدعم ماكرون
- إنفوجراف.. أولاند و3 مرشحين سابقين يدعمون ماكرون بالإعادة
- فيون يحذر: انتخاب لوبان سيؤدي ببلادنا إلى الفوضى
ماكرون عقب وصوله للجولة النهائية وجد نفسه وسط تأييد دولي ومحلي يشبه ما نالته مرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الأمريكية هيلاري كلينتون والتي تلقت هزيمة غير متوقعة من منافسها المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
فبمجرد إعلان الحزب الديمقراطي الأمريكي هيلاري كلينتون مرشحته للانتخابات الرئاسية، وسارع الرئيس الأمريكي حينها باراك أوباما وزوجته إعلان تأيديهما لها في الانتخابات أمام دونالد ترامب عن طريق مؤتمرات صحفية وأحاديث وصلت حينها للخسرية من شخص دونالد ترامب، الأمر الذي يشبه موقف الرئيس الفرنسي الحالي فرانسوا هولاند الذي أعلن دعمه لماكرون على حساب مرشحة اليمين المتطرف لوبان.
ووصفت صحفة عالمية في هذا الوقت فوز دونالد ترامب بالصدمة، حيث استطاع الإعلام الأمريكي والعالمي تهيئة الجميع بأن هيلاري كلينتون هي خليفة الرئيس باراك أوباما، بل ونالت هذه المرشحة من التأييد الدولي ما يكفيها للاطمئنان على أنها الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية، وهو الأمر الذي يشبه ما يحدث الآن مع مرشح التيار الوسطي الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وبالعودة للانتخابات الأمريكية، نجد أن الإعلام الأمريكي قد همش معظم أحاديث الرئيس الحالي دونالد ترامب والذي يحمل أفكار قد تكون متطابقة مع مرشحة اليمين المتطرف لوبان التي تتعرض لمثل هذه التصرفات حاليا خوفا من توليها الرئاسة، وتنفيذ برنامجها الانتخابي الذي أصاب الأوساط السياسية بالخوف بحسب صحف فرنسية.
وتعمد الإعلام أيضا إظهار الجوانب السلبية في برنامج ترامب وشخصيته، بل وصل الأمر في هذا الوقت لتسريب مجموعة من المكالمات الشخصية له قالت الصحافة الأمريكية عنها "أن ترامب لا يحترم المرأة"، وهو ما يشبه ما تعرضت له مرشحة اليمين المتطرف والتي ظهرت لها في الأفق قضية فساد نابعة من داخل الاتحاد الأوروبي الذي يدعم منافسها في الانتخابات، حيث اتهمها هي وموظفيها بقضية فساد إداري قالت لوبان عنها "إنها ضحية لعبة سياسية".
ولكن كل هذه الأشياء والممارسات، التي تمت ضد ترامب ومن بعده مرشحة اليمين المتطرف لوبان، لم تمنعه من الوصول إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية ولم يمنعها هي الأخرى من الوصول إلى جولة إعادة أمام ماكرون، وهو الامر الذي أثار زعر المجتمع الدولي من تكرار التجربة ووصول لوبان للحكم، لتتوقع صحف عالمية أن الفترة القادمة وحتى يوم 7 مايو/أيار ستشهد صراعا انتخابيا أو إعلاميا لا مثيل له في فرنسا.
وبالرغم من أن الرئيس دونالد ترامب لم يعلن صراحه دعمه لمرشحة اليمين المتطرف لوبان، إلا أنه يتمنى فوزها لتشابه برامجهم الانتخابية معا وحتى لا تكون سياسته وحدها محل انتقاد وخاصة في قضايا المهاجرين الذي اتفقا المرشحين على ضرورة تقنين وجودهم داخل بلادهم.
وأكدت الصحف الأمريكية أن إدارة ترامب لديها يقين بخسارة ماكرون أمام لوبان، بسبب الدعم الدولي الذي يحظى به الآن من شخصيات دولية وسياسية، والتي يرى الشعب الفرنسي أنهم السبب في دخول الإرهاب دولتهم.
ويبقى يوم 7 مايو/أيار القادم هو الفاصل في الانتخابات الفرنسية وسيعلن فيه من استطاع الفوز بكرسي الرئاسة وسط ترجيحات بفوز مرشحة اليمين المتطرف بالرغم من الدعم الدولي الذي يلقاه منافسها والذي تلقته من قبله المرشحة الأمريكية الخاسرة في أمريكا هيلاري كلينتون.
aXA6IDMuMTQ2LjE1Mi4xNDcg جزيرة ام اند امز