اليوم الـ104 للحرب.. شرخ بخط «أمريكا-إسرائيل» ونتنياهو أمام خيار صعب
يحمل اليوم الـ104 للحرب في غزة رياحا سياسية أكثر حدة من التطورات على الأرض إثر توسع الشرخ بين واشنطن وتل أبيب وارتباك بحكومة الأخيرة.
إذ نقلت شبكة "إن بي سي" الأمريكية عن مسؤولين بواشنطن، أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه لا حل عسكريا بشأن مصير حماس وعلى إسرائيل الاعتراف بذلك.
وتابع المسؤولون أن نتنياهو رفض خلال زيارة بلينكن لإسرائيل قبل أيام، جميع طلبات واشنطن باستثناء عدم مهاجمة حزب الله اللبناني.
ونتيجة لذلك، قال المسؤولون: "الانقسامات بين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ونتنياهو باتت أكثر وضوحا منذ زيارة بلينكن لإسرائيل"، مضيفين: "إدارة بايدن تتطلع إلى ما بعد نتنياهو لتحقيق أهدافها في المنطقة".
وفي داخل إسرائيل، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، إن الرؤية لليوم التالي للحرب في غزة "يجب أن تكون باستمرار السيطرة على القطاع وتشجيع الهجرة الطوعية وقتل يحيى السنوار".
وأضاف بكلمات واضحة أن "التسوية السياسية لن تحقق الأمن لإسرائيل وسيتكرر ما جرى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي".
بن غفير قال أيضا: "يجب ألا نسمح بعودة العمال الفلسطينيين من الضفة للعمل في إسرائيل لأن عودتهم تشكل خطرا علينا".
ولفت إلى أنه على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو "الاختيار بين طريق بيني غانتس (الوزير بمجلس الحرب) ويائير لبيد (زعيم المعارضة) وفرضيته القديمة، وبين طريقنا الذي يهدف إلى الحسم والنصر".
حرب في لبنان؟
في سياق متصل، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، إن احتمال اندلاع حرب مع حزب الله اللبناني في الشهور المقبلة أعلى بكثير مما كان عليه في السابق.
وأوضح هاليفي: "لا أعرف متى ستبدأ الحرب في الشمال، أستطيع أن أقول إن احتمال حدوثها في الأشهر المقبلة أعلى بكثير مما كان عليه في الماضي".
الأوضاع الميدانية
ميدانيا، كثّفت إسرائيل مساء أمس، قصفها على قطاع غزة الذي دخلته شاحنات تنقل أدوية للرهائن المحتجزين لدى حماس ومساعدات إنسانية لسكّانه الفلسطينيين وذلك في إطار اتفاق توسّطت فيه قطر وفرنسا.
وارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ بدء الحرب إلى 24448 قتيلا غالبيتهم من النساء والفتية والأطفال، حسب آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.
واندلعت الحرب بعد هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول أدّى إلى مقتل نحو 1140 شخصا، غالبيتهم مدنيون، حسب تعداد لوكالة "فرانس برس" استنادا إلى مصادر إسرائيلية رسمية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي أمس، ليرتفع إلى 193 عدد جنوده الذين قُتلوا في غزة منذ بدء العمليات البرية في نهاية أكتوبر/تشرين الأول.
وأطبقت إسرائيل حصارها على القطاع منذ التاسع من أكتوبر/تشرين الأول، وقطعت إمدادات المياه والكهرباء والوقود.
ومنذ بدء الحرب، تدخل المساعدات الإنسانية بشكل متقطع بعد موافقة إسرائيلية عليها. وتؤكد الأمم المتحدة ومنظمات دولية أن الكمية تبقى أقل بكثير مما يحتاجه 2,4 مليون شخص يقطنون القطاع.
أدوية ومساعدات
وحذّرت الأمم المتحدة من الوضع "الكارثي" ومن خطر الجوع الذي يتهدّد القطاع، حيث بات 85% من أهله نازحين يقيمون في مدارس تابعة للمنظمة الدولية أو لدى أقارب أو في مخيمات عشوائية ويواجهون ظروفا مأسوية، خصوصا في أيام المطر والبرد.
وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أمس، بعد عودته من زيارته الرابعة للقطاع منذ اندلاع الحرب، إنّ كثيرا من السكان باتوا عاجزين على استطلاع "المستقبل في قطاع غزة".
وأضاف: "لدينا مئات آلاف الأشخاص الذين يعيشون الآن في الشارع، يعيشون في خيام بلاستيكية مؤقتة وينامون أرضا".
وخلال هجوم حماس خُطف نحو 250 شخصا واحتجزوا رهائن، لا يزال 132 منهم في القطاع، وفق السلطات الإسرائيلية. وقضى 27 رهينة في الأسر وفق تعداد لـ"فرانس برس" بناءً على أرقام معلنة.
وفجر الخميس، دخلت أدوية ومساعدات إلى القطاع تنفيذا لاتّفاق بين الطرفين، ما رحبت به اللجنة الدولية للصليب الأحمر على الفور، ووصفته بـ"لحظة انفراج مستحقة لعائلات الرهائن والبنى التحتية الصحية في غزة".
وبحسب تقرير نشره في الآونة الأخيرة تجمّع عائلات الرهائن في إسرائيل، فإن ثلث الرهائن على الأقل يعانون أمراضا مزمنة وهم بحاجة لعلاج.
aXA6IDMuMTM4LjEyNS44NiA=
جزيرة ام اند امز