المغرب وأمريكا.. علاقات استراتيجية يعززها الحوار
زيارة مرتقبة لنائبة وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان للمغرب، تعمق علاقات ثنائية استراتيجية وتعزز حوارا مستمرا بين البلدين.
وتأتي الزيارة المقررة الثلاثاء والأربعاء المقبلين، في ظل وضع إقليمي ودولي خاص، بالنظر إلى الحرب الدائرة بين أوكرانيا وروسيا وتبعاتها السياسية والاقتصادية وأيضا الأمنية.
علاقة متجذرة
في هذا الإطار، قال حسن بلوان، الخبير المغربي في العلاقات الدولية، إن زيارة نائبة وزير الخارجية الأمريكية للمملكة تدل على عمق العلاقات الاستراتيجية الثنائية.
وأضاف بلوان، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن الحوار الثنائي مستمر منذ سنوات، بفعل العلاقات الوطيدة والاستراتيجية، إذ تَعتبر الولايات المتحدة الأمريكية المغرب حليفا استراتيجيا خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأشار الخبير إلى أن الزيارة تأتي في سياق إقليمي ودولي خاص بغض النظر عن متانة العلاقات المغربية الأمريكية، بفعل "الأزمة الكبيرة التي أحدثتها الحرب بين روسيا وأوكرانيا".
وأبرز بلوان أنه من المعروف أن الصراع في أوكرانيا يشكل حربا بالوكالة بين المعسكرين الشرقي الذي تتزعمه روسيا والغربي بقيادة واشنطن.
وبالتالي، يضيف، فإن "دبلوماسية الولايات المتحدة نشطة في هذا الاتجاه من أجل جلب مجموعة من الأصوات المنددة بالحرب".
مصالح متبادلة
وبحسب الخبير، فإن المغرب سيستثمر زيارة نائبة وزير الخارجية الأمريكي من أجل التأكيد على المصالح المتبادلة اقتصاديا واستراتيجيا، وعلى مغربية الصحراء.
وأشار الخبير في العلاقات الدولية، إلى أن "الولايات المتحدة الأمريكية اعترفت بسيادة المغرب على الأقاليم الجنوبية بدون رجعة".
ولفت إلى أن "المسؤولين الأمريكيين تعودوا على زيارة المغرب خاصة في شهر مارس/آذار الذي يتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة".
وبالنسبة له، فإنه "من المعلوم أن المغرب قطع أشواطا كبيرة في تعزيز حقوق المرأة خاصة من خلال مدونة الأسرة، والنقاشات الدائرة من خلال تمكين المرأة المغربية من المناصفة".
كما أشار إلى أن "المسؤولين الأمريكيين رفيعي المستوى، دأبوا على تجسيد هذا اليوم العالمي، وبحضور المرأة المغربية في صلب الوثيقة الدستورية والنقاش السياسي المغربي".
حوار استراتيجي
وفي وقت سابق، قالت الخارجية الأمريكية في بيان لها، إن شيرمان ستقود الوفد الأمريكي في الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والمغرب حول القضايا السياسية الإقليمية.
وتضم الجولة دول تركيا وإسبانيا والجزائر ومصر، ثم المغرب الذي يُنتظر أن تحل به في يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين.
وستهم الزيارة كلا من الدار البيضاء والرباط، حيث سيشارك الوفد الأمريكي في الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والمغرب حول القضايا السياسية الإقليمية.
ومن بين المسؤولين الذين ستلتقيهم نائبة زعيم الدبلوماسية الأمريكية، وزير الخارجية ناصر بوريطة، إضافة إلى مسؤولين حكوميين بارزين.
كما ستلقي خطابا رئيسيا بمناسبة يوم المرأة العالمي، والذي تشارك فيه رائدات الأعمال وسيدات الأعمال، إلى جانب عقدها لقاءات مع مجموعة من الشباب المغاربة.
وبنهاية زيارتها، يُنتظر أن تطير إلى العاصمة الجزائرية، في زيارة تستغرق يومين أيضا (الأربعاء والخميس).
ويُنتظر أن تمضي هذه الزيارة في نفس سياق سابقاتها لمسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، والتي ساهمت في تعزيز العلاقات بين البلدين وتطويرها.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2020، أعلنت واشنطن اعترافها الكامل بالسيادة المغربية على صحرائه، ونيتها فتح قنصلية بمدينة الداخلة في الصحراء المغربية.
وفي يناير/ كانون الثاني 2021، زار ديفيد شينكير مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على رأس وفد رفيع المستوى، مدينتي العيون والداخلة بالأقاليم الجنوبية للمملكة، في زيارة كانت الأولى من نوعها لمسؤول أمريكي إلى المنطقة.