بأعين مسؤول سابق.. أمريكا «تدخل الشيخوخة» وتخسر «الخطوط الحمراء»
انتخابات أمريكية حاسمة بوقت صعب عالميا تدفع السياسة الخارجية لواشنطن لقمة الجدل السياسي، لكنها تبرز "وضع أمريكا الحرج"، و"تهاوي الخطوط الحمراء".
وتحل الانتخابات الرئاسية الأمريكية يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، فيما تواجه الولايات المتحدة تحديات جوسياسية شديدة الصعوبة، ما أعطى ملف السياسة الخارجية أهمية كبيرة في معركة الانتخابات الحالية، على عكس الحال في دورات سابقة سيطرت فيها القضايا الداخلية من الاقتصاد إلى حق الإجهاض على السجال الانتخابي.
ويواجه الرئيس الديمقراطي جو بايدن الذي يستعد لخوض معركة الانتخابات للفوز بولاية ثانية هجوما حادا من جانب خصومه الجمهوريين ومعسكر اليمين السياسي بشكل عام، على خلفية سياسته الخارجية التي يرى البعض أنها تجعل الولايات المتحدة تبدو ضعيفة على الصعيد العالمي.
"مشكلة اليسار"
وفي تحليل نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية، قال روبرت ويلكي الذي خدم في إدارة الرئيس الأمريكي الجمهوري السابق دونالد ترامب كعاشر وزير لشؤون المحاربين القدماء ووكيل لوزارة الدفاع لشؤون الأفراد والجاهزية، إن اليسار الأمريكي "لم يستوعب دروس الحرب العالمية الثانية عندما تجاهل الغرب تنامي قوة ألمانيا النازية بعد الحرب العالمية الأولى والتهام الزعيم النازي أودولف هتلر الدول الأوروبية واحدة وراء أخرى".
وأضاف ويلكي الذي عمل أيضا، كباحث زائر في مركز الأمن الأمريكي التابع لمعهد سياسات "أمريكا أولا" للأبحاث أن الولايات المتحدة تواجه حاليا "خطرا مميتا من محور الشر الذي يضم الصين وروسيا وإيران، وهو المحور الذي أصبح أشد خطورة وأكثر تعقيدا من الاتحاد السوفيتي السابق".
ويلكي أشار في إطار توضيح الوضع الحالي، إلى أن إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما ونائبه بايدن "سعت إلى استرضاء الخصوم التقليديين للولايات المتحدة، إيران وروسيا والصين. وأرسلت مليارات الدولارات من أموال دافعي الضرائب إلى إيران ووعدت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتساهل معه بعد إعادة انتخابه، وأظهرت الضعف أمام الصين من خلال عدم الاحتفاظ بالوجود العسكري الأمريكي في المحيط الهادئ".
واعتبر أن "الأكثر خطورة وإثارة للقلق فهو أن هذه الإدارة شجعت الخصوم والأعداء على تجاوز "الخطوط الحمراء" التي كانوا يخشون تجاوزها لأن الرد الأمريكي عليها يكون ساحقا ومدمرا. وقد تم تجاوز هذه الخطوط عدة مرات دون رد مناسب من جانب البيت الأبيض".
"نمر من ورق"
ومضى قائلا "ظهرت الولايات المتحدة كنمر من ورق كما يقول باستمرار الشيوعيون والجماعات الدينية المتطرفة، في الوقت نفسه اتسع نطاق الحروب وزاد عدد الأمريكيين المعرضين للخطر، ثم جاءت أفغانستان والآن جاءت الردود الضعيفة على الهجمات التي تشنها جماعات موالية لإيران على الأمريكيين في الشرق الأوسط".
ووفق المصدر ذاته، أصبحت القوة العسكرية الأمريكية منتشرة على نطاق يفوق قدرتها، كما أنها "لم تعد تحظى بالتقدير الكافي وتعاني من قلة الموارد. وأصبحت الولاية الثالثة لأوباما ممثلة في إدارة الرئيس جو بايدن أسوأ لأن الرئيس بايدن يشرف حاليا على أكبر تراجع لقوة ومكانة أمريكا في تاريخها".
وأوضح أن نسبة الإنفاق العسكري للولايات المتحدة من إجمالي الناتج المحلي انخفضت إلى أقل مستوياتها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، كما تدهور مستوى التجنيد العسكري لآن إدارة بايدن تستخدم وزارة الدفاع كحقل تجارب لسياسات العدالة الاجتماعية. ولم يحتاج بايدن إلى أكثر من 7 أشهر لكي يجعل الولايات المتحدة موضع سخرية في أفغانستان.
ووصل ويلكي هجومه على بايدن في تحليله قائلا إنه "إذا لم يكن ما سبق كافيا، فإن وزارة العدل الأمريكية قالت للعالم يوم 8 فبراير/شباط الحالي إن رئيس الولايات المتحدة غير قادر على القيام بوظيفته.، وعلى الفور أبلغ رؤساء أجهزة المخابرات في العالم رؤساء دولهم بمحتوى "تقرير هور" وأعادوا تشغيل الفيديوهات التي تحتوي على سقطات وأخطاء الرئيس بايدن أمام وسائل الإعلام".
جدل الذاكرة
وكان المحقق الأمريكي روبرت هور الذي تولى التحقيق في اتهام بايدن بإساءة التعامل مع الوثائق السرية، قد أعلن في ذلك اليوم، ملخص تقريره الذي قال فيه إن الرئيس الديموقراطي البالغ 81 عاما، «ذو ذاكرة ضعيفة»، وأن ذاكرته «ضبابية وغامضة وضعيفة»، وأنه "لا يستطيع أن يتذكر تواريخ تخص معالم بارزة في حياته، كتوقيت وفاة ابنه بو، أو عندما شغل منصب نائب الرئيس".
لكن بايدن رد بغضب على التقرير قائلاً «ذاكرتي جيدة»، في حين وصفت نائبة الرئيس كامالا هاريس تقرير هور بأنه «غير مبرر وغير دقيق وغير مناسب ومدفوع سياسيا».
ويختتم روبرت ويلكي تحليله قائلا "إن هذه الأوضاع تطرح السؤال عمن يقود البيت الأبيض"، مشيرا إلى أنه في الإدارة الحالية اختفى وزير الدفاع لويس أوستن عدة أيام دون أن يلاحظ ذلك أحد، عندما دخل إلى المستشفى لتلقي العلاج دون إعلان أو تفويض نائبه بمهام منصبه، كما تقضي القواعد.
في الوقت نفسه تواجه الولايات المتحدة مخاطر هائلة في حين لا يبدو أن بايدن قادرا على الإمساك بزمام الأمور كما يجب بالنسبة للرئيس الأمريكي.
aXA6IDE4LjE4OC4xMzIuNzEg
جزيرة ام اند امز