«ممنوع اللمس».. هواجس غريبة في غرفة نوم ترامب
يدخل غرفة نومه يوميا في التوقيت نفسه يرفع ملاءة سريره ويقربها من أنفه ليشتم رائحتها، قبل أن يتفحص شاشات التلفاز الملتصقة بالجدران.
روتين غريب يتمسك به الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في كل مكان، سواء في البيت الأبيض خلال فترة توليه الرئاسة، أو حتى بمقر إقامته عقب خسارته منصبه.
مسكون بهاجس تسميمه، هكذا يقول كتاب "نار وغضب" للكاتب الصحفي مايكل وولف، الذي يستعرض جوانب من شخصية ترامب، المرشح الذي يستعد لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر/تشرين المقبل.
تهديد دائم
وتقول تقارير أمريكية إن الرجل يشعر بتهديد دائم، واللافت أنه لا يخشى التعرض لإطلاق نار أو أي نوع آخر من الاستهداف، بل تتلخص كل مخاوفه في التعرض للتسميم.
وحسب تقارير إعلامية أمريكية، لطالما أسرّ ترامب لمقربين منه أنه يتوقع نهاية مأساوية لحياته، ويعتقد أن مقتله سيكون بسم يدسه له شخص مقرب منه لم يكن يتصور يوما أن يلحق به ضررا.
ومن هذا المنطلق، يفسر خبراء علم النفس جانبا مهما من شخصية ترامب، هو عدم وثوقه بالناس بشكل عام، حتى المقربين جدا منه، بل بلغ حد الاعتقاد بأنه يمكن لأعدائه أن «يشتروا» أبناءه أو زوجته بالمال، بهدف التخلص منه.
هاجس ينبع بشكل خاص من تضخم الذات والشعور بالعظمة، الذي لطالما تجسد في أقوال وتصرفات الرئيس السابق، وهذا ما يمنح الخبراء شبه قناعة أنه بسبب الخوف من الموت بالسم.
وبناء على هذا الهاجس، الذي يبدو أنه بات يطغى بشكل متصاعد على شخصيته، يقوم ترامب يوميا بتفحص كل أغراضه حالما تقطع قدماه عتبة غرفة نومه.
وقبل كل شيء، غرفة نومه ممنوعة عن الجميع، وحتى عمال النظافة لا يدخلونها إلا في موعد محدد يكون فيه ترامب موجودا، لكن المهم في كل ذلك أنه يمنع لمس أي غرض بالغرفة، حيث تقتصر عمليات التنظيف على تلميع الجدران والأرضية وما يتصل بهما.
ومع ذلك، لم تنطفئ نيران الشك بداخله، حيث يدخل غرفته، يتفحصها بنظرة شاملة تجوب خلالها عيناه المكان بشكل دقيق، يحاول رصد أي تغيير في موقع أشيائه أو حركة مريبة على سريره.
يتقدم ببطء نحو غطاء السرير، يرفعه بيديه ويشتمه قبل أن يبعده عن أنفه ويترك المجال لعينيه لفحص أي آثار لمس محتملة عليه، وحين يتأكد من سلامته يعيده إلى مكانه أو يقوم باستبداله.
نعم يفعل ذلك بنفسه، فتغيير الملاءات محظور على غيره، يشعر وكأنها أقرب شيء إليه وهو يخلد للنوم، ولذلك فإنه في حال قرر أحدهم التخلص منهم، فقد يفكر في استغلال ذلك القرب، هكذا يفكر.
هناك أيضا فرشاة أسنانه، فهي أيضا ضمن محاور اهتمامه الشديد، ويعتقد أنها من أغراضه التي يمكن أن تشكل أداة لقتله، ولذلك يحرص على ألا يلمسها أي شخص حتى إن كانت زوجته.
توقيت دقيق
من غرائب غرفة نوم ترامب، أيضا، أنه يذهب إليها يوميا في الساعة 6:30 مساء، وفي أحيان كثيرة كان يحمل معه وجبة "البرغر بالجبنة" المفضلة له.
ولم تكن نظرات استغراب العاملين بمقر إقامته لتغير من عادته تلك، فمهما حصل، لا يتأخر ترامب عن موعد دخول غرفته، بحسب كتاب "نار وغضب".
وحين تساءل مراقبون عن سر التوقيت، ترددت إجابات في بعض التقارير تشير إلى أن الرئيس السابق كان يدخل غرفة نومه في ذلك التوقيت، ليمنح نفسه فرصة تغيير ملابسه والاسترخاء قليلا قبل فتح شاشات التلفزيون الثلاث.
وبعدها، يتجول بين المحطات، يبحث بشكل خاص عما يتعلق به، ويرصد كل خبر أو نقاش دار حوله، يتأكد من الأسماء وعناوين البرامج وكأنه يحاول حفظها.
قد تنتابه أحيانا حالة من الغضب، فيلوح بيديه باتجاه ما يُعرض، وقد يهلل فرحا بإشادة أو تثمين لإجراء أو قرار أصدره، وفي كل الأحوال، لا تخلو أجواء غرفة نومه من شتائم يطلقها بغض النظر عما إن كان ما يسمعه مديحا أو ذما.