صرخات ترامب.. هل أخرجت دبلوماسية الصين مارد الانتخابات من القمقم؟
بات الاتفاق السعودي الإيراني مدخلا لهجوم جديد من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على خلفه جو بايدن.
فالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لم يفوت فرصة الاتفاق السعودي الإيراني الذي تم التوصل إليه برعاية بكين التي استضافت توقيعه، واستغله كمدخل للهجوم على خلفه جو بايدن.
ترامب، الذي أعلن اعتزامه خوض السباق نحو البيت الأبيض المقرر العام المقبل، حمل بايدن مسؤولية توسع دور الصين في الشرق الأوسط، بعدما رعت بكين الاتفاق واستضافت التوقيع عليه، وفي المقابل تقلص دور واشنطن في المنطقة.
ترامب قال، في مقطع الفيديو المتداول ضمن مقابلة هاتفية أجراها على قناة NEWSMAX، إن "المملكة العربية السعودية توصلت لتحالف مع إيران، والصين هي من نسقت هذا التحالف وليس الولايات المتحدة.. الصين تسيطر على الشرق الأوسط نوعا ما ولا أحد يعلم حتى ماذا يحدث".
وواصل ترامب هجومه على خلفه قائلا "كل هذا حدث تحت نظر بايدن، هذا أمر لا يصدق".
وأضاف "من المهم جدا التفكير بأن روسيا والصين معا الآن وشكلا وحدة، وقاما بإضافة إيران وكوريا الشمالية وآخرين أيضا، أمر لا يصدق وكل هذا حصل خلال السنة والنصف الماضية".
الاتفاق الذي توصلت له الرياض وطهران برعاية بكين وتم الإعلان عنه في وقت سابق من الشهر الجاري يتضمن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران، بحسب بيان مشترك للدول الثلاث.
ويأتي ذلك الاتفاق بعد أكثر من 7 سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إذ أعلنت السعودية قطع العلاقات مع إيران في يناير/كانون الثاني عام 2016، بعد الاعتداء على سفارة المملكة وقنصليتها في إيران، وسط احتجاجات إيرانية على قيام السعودية بإعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر.
ويحاول ترامب استغلال الاتفاق السعودي الإيراني للتدليل على أن الدور الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط يتراجع لصالح الصين، بسبب سياسيات بايدن، الذي دوما يتهمه بالفشل.
ويغازل ترامب الناخبين الأمريكيين عبر التأكيد على قدرته على استعادة الدور الأمريكي في الشرق الأوسط، الذي تعتبره واشنطن مسرحا استراتيجيا للأحداث لا يمكن الاستغناء عنه.
ومنذ مغادرته البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني 2021، لا يكف ترامب عن إثارة الجدل، بسبب تأكيده على تزوير الانتخابات الرئاسية لصالح منافسه، الرئيس الحالي جو بايدن.
وأحدث حلقات مسلسل الجدل المستمر الذي يثيره ترامب، كان إعلانه أنه سيتم اعتقاله أو توجيه لائحة اتهام جنائية له، وهو الأمر، الذي إن حدث، سيشكل واقعة غير مسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة.
ويواجه الرئيس الأمريكي السابق اتهاما بدفع أموال إلى ممثلة أفلام إباحية مقابل صمتها عن التحدث بشأن علاقتها المزعومة معه، أثناء حملته الانتخابية في عام 2016.
ترامب يحذر
ترامب أشار في منشور عبر منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، إلى "موت ودمار محتملين" إذا تم توجيه الاتهام إليه في القضية.
وقال ترامب "أي نوع من الأشخاص من الممكن أن يتهم شخصا آخر، وفي هذه الحالة، الرئيس السابق لأمريكا الذي حصل على أصوات أكثر من أي رئيس حالي في التاريخ، والمرشح الرئيسي (إلى حد بعيد!) لترشيح الحزب الجمهوري، بجريمة، عندما يكون معروفا للجميع أنه لم يتم ارتكاب أي جريمة، ومعروف أيضا أن الموت والدمار المحتمل في مثل هذه التهمة الزائفة يمكن أن يكون كارثيا على بلدنا؟".
وأضاف "لماذا؟ ومن سيفعل مثل هذا الشيء؟ إنه مجرد شخص مختل عقليًّا ومنحط يكره حقًّا أمريكا".
وبعد فترة قليلة من نشر هذا المنشور، تم تسليم مظروف يحتوي على مسحوق أبيض ورسالة تهديد إلى مكتب ألفين براغ، المدعي العام لمنطقة مانهاتن الذي يحقق في الاتهامات ضد ترام.
المظروف كان به خطاب مكتوب بواسطة الآلة الكاتبة به كلمتين : "ألفين.. سأقتلك".
تجمع انتخابي
وعقد ترامب السبت تجمعا انتخابيا في مدينة واكو بولاية تكساس بالتزامن مع ذكرى حدث تاريخي متعلق باليمين المتطرف في الولايات المتحدة، وقع بالمدينة عام 1993.
ففي المدينة الواقعة في قلب تكساس نفذ عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي والجيش الأمريكي وسلطات تطبيق القانون في تكساس، حصاراً على طائفة دينية تُعرف باسم "الفرع الداوودي"، وهي طائفة مسيحية صغيرة منعزلة يقودها ديفيد كوريش، الذي كان يعتبر نفسه نبي نهاية العالم، ويعتقد أنه الشخص الوحيد الذي يمكنه تفسير المعنى الحقيقي للكتاب المقدس.
وقامت طائفة "الفرع الداوودي" بتخزين الأسلحة من أجل أن يصبح أفرادها "جيش الرب".
وكانت السلطات الأمريكية تعتزم القيام بغارة مفاجئة لاعتقال كوريش في وضح النهار في 28 فبراير/شباط 1993، لكن ما تلا ذلك كان مواجهة استمرت 51 يوماً خلفت 76 قتيلاً، من بينهم أكثر من 20 طفلاً وأربعة عملاء فيدراليين.
وبعد عامين من تلك الواقعة، قام تيموثي ماكفي، شاب أظهر دعمه لليمين المتطرف في واكو وأصبح منشغلاً بالثأر، بتفجير مبنى فيدرالي في أوكلاهوما سيتي في أوكلاهوما، مما أسفر عن مقتل 168 شخصاً وإصابة ما يقرب من 700 آخرين، فيما يعتبر العمل الأكثر دموية من أعمال الإرهاب المحلي في تاريخ الولايات المتحدة.
ويرى مراقبون أن ترامب يعتمد على نظرية "مؤامرات الدولة العميقة" وهي نفس النظرية التي يتبناها اليمين المتطرف، كما يصور ترامب نفسه على أنه ضحية لعصابة سرية من عملاء الحكومة، وقام فعلياً بهدم الجدران التي فصلت الحزب الجمهوري السائد عن أطرافه الأكثر تطرفاً.