قانون «الأعداء الأجانب».. ترامب يلجأ لتشريع عمره 227 عاما لترحيل المهاجرين

خطوة غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية لجأ لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لترحيل المهاجرين.
وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية فقد فعل ترامب أمس السبت قانون "الأعداء الأجانب" لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، مانحًا نفسه صلاحيات واسعة بموجب قانونٍ يعود تاريخه إلى قرون، لترحيل الأشخاص المرتبطين بعصابة فنزويلية، إلا أن قاضيا فيدراليا أوقف أمر ترامب بعد ساعات من إصداره.. فما هو ذلك القانون؟
ما هو قانون الأعداء الأجانب؟
قانون "الأعداء الأجانب" هو سلطة شاملة في زمن الحرب تسمح بترحيل غير المواطنين دون منحهم الفرصة للمثول أمام قاضي الهجرة أو المحكمة الفيدرالية.
وفي عام 1798، وبينما كانت الولايات المتحدة تستعد لما اعتقدت أنه حرب مع فرنسا، أقرّ الكونغرس سلسلة من القوانين التي زادت من نفوذ الحكومة الفيدرالية، ووسط مخاوف من تعاطف المهاجرين مع الفرنسيين، صدر قانون الأعداء الأجانب لمنح الرئيس صلاحيات واسعة لسجن وترحيل غير المواطنين في زمن الحرب.
ومنذ ذلك الحين، تم استخدام هذا القانون 3 مرات فقط؛ خلال حرب عام 1812، والحرب العالمية الأولى، والحرب العالمية الثانية.
خلال الحرب العالمية الثانية، ومع انتشار مخاوف معاداة الأجانب في البلاد، كان هذا جزءًا من المبرر القانوني للاحتجاز الجماعي للأشخاص من أصول ألمانية وإيطالية ويابانية.
ويُقدر عدد الأشخاص ذوي الأصول اليابانية، بمن فيهم حاملو الجنسية الأمريكية، الذين سُجنوا خلال الحرب بحوالي 120 ألف شخص.
لماذا يستخدمه ترامب الآن؟
لسنوات، دأب ترامب وحلفاؤه على القول إن أمريكا تواجه "غزوًا" من المهاجرين غير الشرعيين.
وفي خطاب تنصيبه، قال ترامب إن هذا القانون سيكون أداةً أساسيةً في حملته على الهجرة.
وقال ترامب: "بتفعيل قانون الأعداء الأجانب لعام 1798، سأوجه حكومتنا لاستخدام كامل صلاحياتها الهائلة لإنفاذ القانون على المستويين الفيدرالي والولائي للقضاء على جميع العصابات والشبكات الإجرامية الأجنبية التي تجلب جرائم مدمرة إلى الأراضي الأمريكية".
في تصريحه أمس السبت، قال ترامب إن عصابة ترين دي أراغوا "ترتكب وتحاول وتهدد بغزوٍ ضارٍ لأراضي الولايات المتحدة". وأضاف أن العصابة منخرطة في "حربٍ غير نظامية" ضد الولايات المتحدة بتوجيه من الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
في الشهر الماضي، صنفت إدارة ترامب منظمة ترين دي أراغوا وسبع منظمات إجرامية أخرى في أميركا اللاتينية على أنها "منظمات إرهابية أجنبية".
ماذا يقول منتقدو هذه الخطوة؟
يقول المنتقدون إن ترامب يستخدم القانون بشكل خاطئ لاستهداف جهات غير حكومية، بدلاً من الحكومات الأجنبية. واتهمت منظمات الحريات المدنية ترامب بالاستعانة بقانون عام 1798 بشكل غير قانوني في زمن السلم لتسريع عمليات الترحيل الجماعي والالتفاف على قانون الهجرة.
وكتب مركز برينان للعدالة: "إن الاستعانة بذلك القانون في وقت السلم لتجاوز قانون الهجرة التقليدي سيكون انتهاكًا صارخًا"، ووصفه بأنه "يتعارض مع قرون من الممارسة التشريعية والرئاسية والقضائية".
وقال مركز برينان إن "الاحتجازات السريعة والترحيل بموجب القانون تتعارض مع الفهم المعاصر للحماية المتساوية والإجراءات القانونية الواجبة".
وذكرت هيئة الأبحاث التابعة للكونغرس في تقرير صدر الشهر الماضي أن المسؤولين قد يستخدمون تصنيفات الإرهاب الأجنبي للدفع بأن أنشطة العصابة في الولايات المتحدة تُعتبر غزوًا محدودًا. وقالت دائرة أبحاث الكونغرس: "تبدو هذه النظرية غير مسبوقة ولم تخضع لمراجعة قضائية".
ولم تستقبل الحكومة الفنزويلية مواطنيها من الولايات المتحدة عادةً، إلا في مناسبات قليلة. خلال الأسابيع القليلة الماضية، رحّلت نحو 350 شخصًا إلى فنزويلا، من بينهم نحو 180 شخصًا قضوا ما يصل إلى 16 يومًا في قاعدة غوانتانامو البحرية.
aXA6IDMuMTQ3LjU5LjIzNyA= جزيرة ام اند امز