علامة النصر (V).. رحلة تاريخ بدأت من حرب «المائة عام»
في الانتصارات مرفوعة وفي المناسبات السعيدة حاضرة أيضا، إنها إشارة (V)، فهل رفعتها من قبل؟ أو شاهدت زعيما أو شخصا عاديا يلوح بها؟
هذه العلامة التي رفعها ونستون تشرشل كانت واحدة من أكثر الرموز شهرة في الحرب العالمية الثانية، قبل أن تجتاح أوروبا وتصبح رمزا لأولئك الذين يعيشون تحت الاحتلال.
وبعد عقود من ظهورها، أصبح لهذه الإشارة معان كثيرة لدى أصحابها، فهناك من يرفعها للدلالة على النصر أو التضامن أو عدم الاستسلام.
ولكن من أين جاء هذا الرمز في الواقع؟
يرى البعض أن أول من رفع أصبعيه كعلامة على النصر كان الرماة في الجيش الإنجليزي في «حرب المائة عام»، تحديدا في معركة أجينكور في 25 أكتوبر/تشرين الأول 1415، عندما أعلن الجنود الفرنسيون رغبتهم في قطع أصابع الرماة الإنجليز عند أسرهم بعد المعركة.
لكن الإنجليز خرجوا منتصرين من المعركة وبدأوا يتباهون لأن أصابعم لا تزال سليمة، عبر رفعها، وفقا لموقع هيستوري.
ولكن البداية الفعلية لها كانت في القرن العشرين عندما اقترح السياسي البلجيكي فيكتور دي لافيلي على البلجيكيين اعتماد الحرف (V) كشعار للتجمع، حينما كانت القوات الألمانية تحتل البلاد.
بالنسبة إلى دي لافيلي، فإن الحرف (V) يرمز إلى "victoire" بالفرنسية، التي تعني النصر، وكذلك vrijheid التي تعني الحرية باللغة الفلمنكية، وفقا لمجلة "نيوزويك" الأمريكية.
ودعا الناس في بلجيكا إلى كتابة الحرف بالطباشير، وصنع العلامة كلما أمكنهم ذلك كعلامة على التضامن والمقاومة.
ونستون تشرشل وعلامة النصر
ثم تبنى تشرشل هذا الرمز في يوليو/تموز 1941، واستخدمه طوال الحرب وكان رمزا شائعا في أوروبا ليرمز إلى النصر ونهاية الحرب.
الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون هو الآخر استخدم الإشارة بمعنى النصر، وأصبحت سمة مميزة عرف واشتهر بها الرئيس. وقد استخدمها أيضا عند مغادرته مكتب الرئاسة في 1974.
ومنذ ذلك الحين، استخدم هذا الرمز في مجموعة متنوعة من السياقات، كان أبرزها ما تم تبنيه من قبل الحركة المناهضة للحرب في الستينيات من القرن العشرين، حيث اندلعت الاحتجاجات ضد صراع فيتنام في جميع أنحاء الولايات المتحدة ودول أخرى.