توصية بريطانية بتلقيح "المثليين" ضد جدري القرود.. ما السر؟
أوصت الوكالة البريطانية للصحة العامة، بأن يتلقّى المثليون الذين يعتبرون "عرضة للخطر" لقاحا ضدّ فيروس جدري القرود.
ويمثل المثليون الفئة الأكثر تأثرا بالموجة الحالية من هذا الوباء.
وأوضحت الوكالة "رغم أنه يمكن أي شخص أن يصاب بجدري القردة، فإن البيانات الحالية تظهر مستويات أعلى لانتقال العدوى بين المثليين".
ويلفت الخبراء إلى أن الظاهرة الجديدة في الانتشار الراهن للفيروس هو سريانه المطرد بين الذكور الذين يقيمون علاقات مثلية، والذين يشكلون 98 في المائة من مجموع الإصابات المؤكدة حتى الآن.
لكن رغم ذلك، لا تعتبر منظمة الصحة العالمية أن هذا المرض يسري عبر العلاقات الجنسية، علماً بأن بعض البحوث الأخيرة بدأت تنطلق من هذه الفرضية حيث أظهرت دراسة أجريت أخيراً في إيطاليا وجود هذا الفيروس في السائل المنوي عند المصابين الأربعة الأوائل.
وجدري القردة هو مرض حيواني المنشأ يوجد مخزونه بين القوارض الصغيرة في بلدان أفريقيا الوسطى والغربية، وينتقل منها إلى البشر عبر السوائل اللعابية ليبدأ سلاسل سريان كانت حتى الآن محدودة النطاق؛ إذ إن العدوى تقتضي تواصلاً وثيقاً كالذي يحصل خلال العلاقات الجنسية.
وهذا الفيروس الذي ينتشر عادة في وسط أفريقيا وغربها، رصد الآن، بالإضافة إلى أوروبا، في أستراليا والشرق الأوسط وأمريكا الشمالية وأميركا الجنوبية، مع تسجيل أكثر من 2100 إصابة في المجموع خلال الفترة الممتدة من 1 يناير/ كانون الثاني إلى 15 يونيو/ حزيران 2022.
وسجّلت المملكة المتحدة 793 إصابة حتى 16 يونيو/ حزيران.
وينتمي جدري القرود، المعروف منذ 1970 إلى عائلة الجدري الذي تم القضاء عليه قبل نحو أربعين عاما لكنه أقل خطورة منه. ويتسبب المرض في بادئ الأمر بارتفاع في درجة حرارة الجسم ويتطور بسرعة إلى طفح جلدي مع تكوين قشور، وغالبا ما يكون حميدا ويشفى عموما بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.
ويقول كارلوس مالوكير، أستاذ العلوم الفيروسية الجزيئية في جامعة "ساري" البريطانية، وأحد أبرز الخبراء العالميين في الجدري، إن نتائج الدراسات التي أجريت حتى الآن توحي بأننا أمام قنوات جديدة لسريان هذا الفيروس لم تكن معروفة من قبل، وإن السيطرة على هذا الانتشار الجديد لن تكون سهلة.
ويضيف: "أصبح الفيروس منتشراً في بلدان عدة، وسريانه يتنامى فيما لا تزال وسائل الرصد والتعقب محدودة جداً. والمصابون الذين يلجأون إلى المراكز الصحية للعلاج يشكلون نسبة ضئيلة من المرضى، ما يزيد من احتمالات الانتشار في المرحلة المقبلة".
ويقول خبراء منظمة الصحة الذين يتابعون تطور هذا الوباء إن الجانب الإيجابي في المعلومات المتوفرة حتى الآن هو أن عدد الإصابات خارج دائرة الممارسات الخطرة ما زال ضئيلاً جداً، ما يعني أن الفيروس لم يتكيف مع أنماط انتشار جديدة. لكنهم حذروا من أنه كلما طالت فترة انتشاره، توفرت له الظروف للتكيف والسريان بسرعة وعلى نطاق أوسع.
تجدر الإشارة إلى أن فيروس جدري القردة هو من نوع DNA الذي يملك قدرة أقل على التحور مقارنة بفيروسات RNA التي منها الفيروسات التاجية. وكانت الدراسات الوراثية التي قارنت بين الفيروس الحالي وذلك الذي ظهر في المملكة المتحدة عام 2018 على ثلاث حالات وافدة من نيجيريا، قد بينت عدداً من التحورات أكثر مما كان متوقعاً.
ويقول الباحثون إنها تحورات طفيفة لا تكفي لزيادة خطورة الفيروس، لكن ليس معروفاً بعد إذا كانت تساعد على سرعة سريانه.
aXA6IDMuMTQ3LjQ4LjEwNSA=
جزيرة ام اند امز