تونس تطلب لقاح كورونا من الجزائر.. شكر وغضب شعبي
كشف وزير الشؤون الخارجية التونسي عثمان الجارندي أنه طلب من نظيره الجزائري صبري بوقادوم حصة من لقاح كورونا القادمة لبلاده.
وأوضح الوزير التونسي أن نظيره الجزائري وعده بتقاسم الحصة الواردة إلى بلاده فور وصولها.
جاء هذا التصريح عبر فيديو مسجل نشر على الصفحة الرسمية للرئاسة التونسية، عقب لقاء الجارندي مع الرئيس قيس سعيد.
إعلان وزير الخارجية التونسي أثار استياء رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تونس، واعتبروه استجداء وإهانة لكرامة التونسيين.
وتعاقدت الجزائر مع روسيا بغية توفير لقاح سبوتنيك لشعبها وستصل الشحنة الأولى خلال الأيام القليلة المقبلة.
ورغم الوضع الوبائي الصعب في البلاد، فإن تونس لم تتمكن حتى اليوم من توفير اللقاح ما جعلها تبحث عن طرق بديلة من أجل التسريع بالحصول عليه.
وأعلنت وزارة الصحة التونسية حصولها على مليوني جرعة من لقاح كورونا من شركة فايزر الأمريكية بداية من فبراير/شباط المقبل، وستكفي لتطعيم مليون شخص فقط من إجمالي 11 مليونا.
وانتقد الإعلامي التونسي سمير الوافي، عبر فيسبوك، الطلب التونسي من الجزائر.
وكتب الوفي "تلبية الجزائر الشقيقة لندائنا يؤكد أنها الصديق وقت الضيق... وأنها الجار الذي يحمي ظهرنا وقت الشدة.. لكن فيديو وزير خارجيتنا وهو يعلن ذلك مذل ومهين لكبرياء كل تونسي.. دولته تتسول وتتوسل لتوفر له اللقاح وتنقذه من الوباء".
وتابع "شكرا للجزائر العزيزة... لكن وزير خارجيتنا من المفروض أن يكون رمز كبريائنا وشموخنا أمام الدول وليس رمز الاستعطاف والتذلل".
كما كتبت الإعلامية عارم الرجايبي، على صفحتها بفيسبوك، منتقدة الوضع الذي وصلت إليه تونس قائلة: "ماذا تريدون أن يجيب وزير الخارجية الجزائري غير أن بلاده ستتقاسم اللقاحات مع تونس في حال وصلت.. كيف فكر وزير الخارجية التونسي أن يطلب شيئا لم يصل بعد من دولة شقيقة ينتظر شعبها بدوره اللقاح".
وتابعت "خلاصة القصة أن تونس تعيش أزمة اتصالية حقيقية.. فما ورد عن وزير الخارجية يعطي جوابا وحيدا وهو عجز الدولة عن فتح قنوات اتصال مباشرة مع الدول المنتجة، وهذه رسالة سلبية في حق دبلوماسيتنا ودليل واضح أن كل تلك الهيئات الاستشرافية كانت نائمة في العسل والدول حزمت واختارت وبدأت حملات تلقيح شعوبها".
بدوره كتب محمد فهري شلبي، أستاذ بالجامعة التونسية عبر فيسبوك: "المحزن في استجداء التلاقيح من الجزائر ليست مذلة لكن المقلق مسألة أخرى".
ورأى أن "بقاء تونس بلا لقاح إلى اليوم يدل على أحد أمرين أو كليهما: إما أن البلاد مفلسة إلى حد العجز عن توفير الدواء وإما أنها فاشلة دبلوماسيا وإداريا في مواكبة مجريات الأحداث للحصول على اللقاح كما فعلت الجزائر والمغرب".
وأشار إلى أن "البلاد قد تكون وصلت إلى مرحلة أن المخابر ترفض تسليمها اللقاح بالدفع المؤجل بالنظر إلى ترقيمنا السيادي وقد يكون ذلك كله معا وهو الأقرب".
وسجلت تونس، وفق إحصائيات رسمية لوزارة الصحة، 168568 إصابة بفيروس كورونا من بينها 5415 حالة وفاة، ما جعلها تعلن حجرا صحيا شاملا لمدة أربعة أيام انطلق بداية من اليوم الخميس.