بعد الإعلان عن حبوب مولنوبيرافير.. لماذا يظل لقاح كورونا الخيار الأفضل؟
أعلنت شركة الأدوية الألمانية ميرك، الجمعة، إنتاجها أقراصاً دوائية أطلقت عليها اسم "مولنوبيرافير" لعلاج فيروس كورونا المسبب للمرض.
وعلى الرغم من النتائج الواعدة لمولنوبيرافير المضاد للفيروسات الذي في المرحلة الثالثة من التجربة وقرار الشركة الألمانية بتقديمها طلبا للحصول على ترخيص استخدام طارئ للعقار في الولايات المتحدة الأمريكية في الأسبوعين المقبلين، فإن التطعيم باللقاحات لا يزال يمثل استراتيجية الوقاية الأكثر شمولاً للفرد والمجتمع.
لقاح أم دواء؟ الوقاية أم العلاج؟ ولماذا يبقى التطعيم الخيار الأفضل؟ أسئلة كثيرة أثارها إعلان شركة ميرك الألمانية متعددة الجنسيات عن أن نتائج التحليل المؤقت لـ"مولنوبيرافير" تتحدث عن فاعلية تبلغ حوالي 50% في الحد من مخاطر دخول المستشفى والوفاة لدى المرضى المصابين بحالات خفيفة أو معتدلة من "كوفيد-19".
ووفقاً لموقع "فان بيدج" الإيطالي، من المؤكد أن اكتشاف دواء فعال في العلاج المنزلي لـكوفيد هو أحد أفضل أخبار الوباء، لأن الأدوية المضادة للفيروسات مطلوبة أيضاً بشكل عاجل في مكافحة الفيروس التاجي.
ولكن هناك أكثر من سبب يجعل علاجاً مثل مولنوبيرافير، إذا سمح به من قبل الهيئات التنظيمية، لن يحل محل لقاحات كورونا.
أولاً، لأن التطعيم، على عكس الأدوية، يحمي الشخص من العدوى وخطر الإصابة بالأمراض، لذلك فهو شكل من أشكال الوقاية، وبالنظر إلى البيانات الموحدة من مليارات الجرعات التي يتم تناولها في جميع أنحاء العالم، فقد أثبت فاعليته التي تفوق بكثير فاعلية مضادات الفيروسات الموجودة حالياً في المرحلة التجريبية.
ومن الواضح أن الوقاية خير من العلاج من خلال توجيه نظام المناعة لدينا للتعرف على العامل الممرض ومكافحته قبل ملامسته للكائنات الحية الدقيقة.
وثانياً، تظل لقاحات كورونا الخيار الأفضل من حيث الحماية حتى للمجتمع، حيث تقلل معدلات تغطية التطعيم المرتفعة من انتشار الفيروس.
بمعنى آخر، إذا تم تحصين نسبة كبيرة من الأشخاص، فإن العدوى تنتشر بشكل أقل، وجزء صغير فقط من السكان معرض لخطر الإصابة بالمرض.
لذلك، من خلال التطعيم، من الممكن السيطرة على انتشار الأمراض المعدية، وحماية الأشخاص الضعفاء بشكل غير مباشر، والذين يعانون من ضعف المناعة والذين لا يمكن تطعيمهم.
وبالتالي، فإن اللقاحات هي السلاح الأكثر اكتمالا المتاح، نظراً لقدرتها الوقائية تجاه كل من الفرد والمجتمع، عند استخدامها (كما في حالة الأمصال المضادة لـCovid) بهدف السيطرة على العدوى الفيروسية بين السكان.
من ناحية أخرى، يهدف العلاج إلى تقليل شدة ومضاعفات المرض المستقر.