خبير لقاحات بجامعة أكسفورد لـ"العين الإخبارية": 3 لقاحات تجاوزت قلق السلالات الجديدة
أعلنت فايزر قبل يومين أن لقاحها لا يزال فعالا مع السلالات الجديدة من فيروس كورونا، وذلك من خلال دراسة نشرتها في "bioRxiv".
وبينما أرسل هذا الإعلان برسالة مطمئنة للدول التي قررت الاعتماد على هذا اللقاح، فإنه من ناحية أخرى أثار تساؤلات حول مصير اللقاحات الأخرى، وهل مضمون هذه الرسالة يمكن تطبيقه على باقي اللقاحات؟
"العين الإخبارية" حملت هذه الأسئلة إلى الدكتور أحمد سالمان، مدرس علم المناعة وتطوير اللقاحات بمعهد إدوارد جينر بجامعة أكسفورد، وعضو الفريق العلمي لإنتاج لقاح كورونا، والذي قال إن ما ينطبق على فايزر ينطبق أيضا على لقاح موديرنا ولقاح أكسفورد – إسترازينكا.
وأخذت شركة فايزر خطوة أكثر تقدما لإثبات فعالية لقاحها مع السلالات الجديدة في بريطانيا وجنوب إفريقيا، من خلال دراسة علمية لم يتم تحكيمها بعد، لكنها نشرت بصورة مبدئية على موقع الأبحاث (bioRxiv)، ولكن شركتي موديرنا واسترازينكا، أعلنتا في بيانات صحفية فعالية لقاح كل منهما.
ويوضح سالمان أن فعالية هذه اللقاحات في مواجهة السلالات الجديدة يرجع إلى طريقة تصنيعهما، حيث يعتمد لقاحا موديرنا وفايزر على تقنية "مرسال الحمض النووي الريبي ( mRNA)"، بينما يعتمد لقاح أكسفورد على "الناقلات الفيروسية"، وكلا الطريقتين يتم خلالهما نقل المعلومات الوراثية الخاصة بالبروتين الرئيسي للفيروس (بروتين سبايك) لخلايا الجسم، ليتم ترجمة نفس المادة الوراثية الخاصة بالبروتين في خلايا الجسم ثم عرضها لجهاز المناعة حتى يتم تدريبه ليتعرف على الفيروس ويبني ذاكرة مناعية ضده، وبالتالي إذا حدث تغيير بسيط في هذا البروتين الذي يتكون من 1300 حمض أميني، سيترك أثرا بسيطا جدا، لكنه لن يؤثر على صلاحية اللقاح للعمل.
ويضيف أن التغيير الذي حدث في تركيبة بروتين "سبايك" في السلالات الجديدة في بريطانيا وجنوب إفريقيا، لم يتجاوز، وفق البيان الصحفي الخاص بشركة موديرنا، نسبة الـ1%، بينما لا تزال تركيبة 99% من البروتين كما هي، وهي نسبة بسيطة جدا غير مؤثرة.
ويبدو الوضع مختلفا مع اللقاحات التي تعتمد على تقنية الفيروس المقتول مثل لقاح شركة سينوفارم الصينية، حيث تعتمد هذه الطريقة على تعريض الفيروس للإشعاع أو المواد الكيماوية من أجل تثبيطه، وهذا من شأنه أن يحدث ضررا بجزء كبير من تركيبة بروتين "سبايك"، ومن غير المعروف ماهية الجزء الذي حدث به تدمير، لذلك فلابد من التجربة العملية لاختبار فعالية هذه اللقاحات مع السلالات الجديدة، كما يؤكد سالمان.
ويشير سالمان أيضا إلى أن هذه اللقاحات لا تعتمد على بروتين "سبايك" فقط، ولكنها تعتمد أيضا على بروتينات أخرى بالفيروس، وإذا كانت التحورات التي حدثت في بروتين "سبايك" قليلة بحكم طبيعة هذا البروتين (حوالي 4 تحورات)، فإن هناك 23 تحورا حدث في بروتينات أخرى، وهذا من شأنه أن يترك أثرا على فعالية اللقاح.
ورغم رسالة الطمأنة التي يبعث بها سالمان فيما يتعلق بلقاحات موديرنا وأكسفورد وفايزر، إلا أنه لا يستبعد مستقبلا حدوث تغيير كبير في تركيبة بروتين سبايك يستدعي تغيير تركيبة اللقاحات.
ويقول: "هذا لم يحدث الآن، ولكن من الوارد حدوثه، لنضطر إلى تغيير تركيبة اللقاحات، كما يحدث في الإنفلونزا، لكن لن يكون الأمر بنفس وتيرة التعديل في لقاحات الإنفلونزا، والتي تتتغير من عام لآخر".
ويضيف: "بروتين سبايك بطىء التغيير، ولذلك فقد نحتاج إلى التعديل بعد عامين أو ثلاثة أو أربعة، حسب حجم التغيير الذي سيحدث، وقد لا نضطر للتغيير، ولكن التغيير يظل احتمال قائم ".