21 مليار دولار مبيعات هدايا عيد الحب.. الاقتصاد والمشاعر مصالح متبادلة
نقلت الإمارات للشحن الجوي خلال 2018 ما يزيد على 50 ألف طن من الزهور حول العالم، 27 ألفا منها من كينيا
لا تتوقف علاقة يوم الرابع عشر من فبراير "عيد الحب" من كل عام بمؤشر المشاعر والمحبة وتبادل الزهور بين البشر فقط، بل بات يوما مشهودا لرفع معدلات استهلاك عدد كبير من الشعوب، وينتظره قطاع كبير من المنتجين، خاصة أن زراعة "زهور القطف" تحولت في السنوات الأخيرة إلى قطاع تستند إليه دول كبيرة.
وتتصدر هولندا الدول المنتجة للزهور على مستوى العالم، وعربيا تسعى السعودية إلى تعظيم إنتاجها من المشاتل وزراعة الزهور.
- قبيل "عيد الحب".. الإمارات للشحن الجوي تنقل 3400 طن من الزهور
- نجوم بوليوود في "عيد الحب".. هدايا وورود وذكريات حزينة
في الإمارات، ورغم أن شركة الإمارات للشحن الجوي تنقل الزهور طوال العام، فإن فترة "عيد الحب"، المناسبة السنوية الأبرز للمزارعين في جميع أنحاء العالم، تشهد زيادة ملحوظة في كمية الزهور المنقولة جواً، وخصوصا الورود.
ونقلت الإمارات للشحن الجوي خلال 2018 ما يزيد على 50 ألف طن من الزهور حول العالم، 27 ألفا منها من كينيا، أي 15% من إجمالي صادرات نيروبي من هذا المنتج، فيما نقلت خلال يناير/كانون الثاني الماضي نحو 2200 طن من كينيا و1200 طن من الإكوادور إلى أمستردام.
وترفع الإمارات للشحن الجوي، ذراع الشحن التابعة لشركة طيران الإمارات، طاقة الشحن سنويا على خطوط تجارة الزهور الرئيسية، منها كينيا والإكوادور؛ لنقل كميات إضافية إلى أكبر دور لمزادات الزهور حول العالم، مثل "آلسمير" في أمستردام، إذ تطلق رحلة شحن يوميا إلى نيروبي و4 أسبوعيا إلى كيتو.
وفي مصر تعتبر زراعة وصناعة الزهور وتصديرها، من الزراعات المهمة،التي تعطي لمسة ولو قليلة لميزان المدفوعات، وتوفير العملات الصعبة نتيجة لما تسهم به في مجمل الصادرات المصرية، من زهور القطف، والتي تمثل نحو 0.02% من إجمالي الصادرات العالمية للزهور.
عيد الحب وإن اختلف حوله البعض أو رفضه الكثيرون، فلا خلاف على تأثيره الفاعل في الاقتصاد في كثير من دول العالم بشكل إيجابي.
تبادل الهدايا بين المحتفلين بعيد الحب، هو السمة الغالبة على مظاهر الاحتفال بـ"الفلانتين"، وقد اختلف مفهوم الاحتفال منذ سنوات فائتة لينتقل من خانة المرتبطين عاطفيا أو المتزوجين، إلى الأهل والأقارب والأصدقاء، لتتسع دائرة المشاركة، وهو ما يعني عائدات أكبر على الاقتصاد مدفوعة بزيادة الاستهلاك.
أسواق التجزئة في الولايات المتحدة الأمريكية بدورها لا تفوت تلك الفرص، ولا تتغافل عن التحضير لها قبل يوم 14 فبراير بأسابيع، إذ تشير National Retail Federation أو الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن "آخر الإحصائيات والتنبؤات من الخبراء تشير إلى أنه سيتم تحطيم أرقام قياسية جديدة في الإنفاق خلال عيد الحب هذه السنة، كما ستضاف 20.7 مليار دولار للاقتصاد، مقارنة بـ19.2 مليار دولار التي أنفقت على مشتريات عيد الحب سنة 2018"، الأمر الذي سيشجع تجار التجزئة العاملين في هذا السوق.
ونشر موقع the balance الأمريكي آخر الإحصائيات التي كشفت عن أن إنفاق المستهلكين بالولايات المتحدة قد يحقق رقماً قياسياً خلال سنة 2019 بالمقارنة مع 19.7 مليار دولار المحققة عام 2016، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع مساهمة إنفاق المستهلكين بما يقرب 70% من إجمالي الإنتاج المحلي للبلاد.
ولا تتوقف الآثار الإيجابية للاحتفال بالمناسبة عند الاستهلاك الزائد للهدايا والزهور فقط، وإنما تتخطى ذلك إلى رواج حركة السياحة في كثير من المناطق التي تتأهب فنادقها ومطاعمها الكبرى في تدشين برامج خاصة للاحتفال بعيد الحب من حيث الحفلات الغنائية وقوائم الطعام الخاصة.
"ماستركارد بلس" المعنية بقياس الإنفاق أو الاستهلاك لدى الأمريكيين، توقعت من خلال تقرير لها ارتفاع مبيعات المطاعم بنسبة 5.4٪ خلال أسبوع عيد الحب هذا العام، في حين يشهد الإنفاق على الفنادق ارتفاعًا بنسبة 9%.
ومن أمريكا إلى أوروبا، حيث تشهد الدول الأوروبية وتيرة إنفاق كبيرة في عيد الحب، وهو ما كشفته شبكة novatek التي قالت: إن مبيعات الزهور في عيد الحب في فرنسا تستحوذ على 5% من إجمالي مبيعاتها سنوياً، حيث يباع في البلد الذي يشتهر بالرومانسية نحو 22 مليون باقة ورد في كل عام.
ويشير معهد YouGov في دراسة صدرت العام الماضي إلى أن متوسط إنفاق الفرد في فرنسا على هدايات وتجهيزات Valentine’s Day يصل إلى 120 يورو.
وعلى مستوى الاحتفال في مصر، تزينت محال الهدايا والزهور وتنوعت الهدايا لتتخذ أشكالا أكثر جذبا للمستهلكين، فيما انتشرت الصناعات اليدوية للهدايا والتي لاقت إقبالا كبيرا هذا العام.
وكشف أحمد شيحة رئيس عضو شعبة المستوردين بالغرفة التجارية في مصر، لـ"العين الإخبارية"، عن أن معظم المنتجات في السوق المحلية الخاصة بعيد الحب من الزهور ولعب الأطفال وغيرها، هي منتجات محلية الصنع.
وقال: إن المستوردين سعوا مؤخرا لاستيراد السلع الأساسية أكثر من غيرها، بينما المادة الخام التي تدخل في صناعات الهدايا يتم استيراد بعضها من الخارج.
من جهته، قال بركات صفا، نائب رئيس شعبة لعب الأطفال بالغرفة التجارية بالقاهرة، إنه تم استيراد هدايا بمناسبة عيد الحب هذا العام بقيمة 5 ملايين دولار لا تشمل المنتج كاملًا، وإنما مستلزمات إنتاج وخامات للمصنوعات المصرية.
من جهته، علق عصام علي الخبير السياحي المصري، على أهمية المناسبة للموسم السياحي الشتوي خاصة في منتجعات البحر الأحمر، حيث قال إنها مناسبة لانتعاش القطاع الفندقي الذي يكتظ بالزوار على خلفية إقامة حفلات لكبار المطربين في الوطن العربي.
وقال لـ"العين الإخبارية": إن عيد الحب بالنسبة للفنادق هو موسم اليوم الواحد، إذ تستعيد الفنادق عمالتها الغائبة، وتمنع الإجازات، وتخصص برامجَ تُناسب الاحتفال.
aXA6IDE4LjExOS4xMDYuNjYg
جزيرة ام اند امز