فانيسا فريزر.. دبلوماسية خبيرة ممثلة أممية لـ«النزاعات المسلحة»

تمثل فانيسا فريزر نموذجًا للدبلوماسية الحديثة التي تمزج بين الإنسانية والصرامة المهنية.
فريزر، التي شغلت منصب سفيرة مالطة لدى الأمم المتحدة، عُرفت في الأوساط الأممية بقدرتها على إدارة الأزمات المعقدة وبناء التوافق في بيئة دولية تتنازعها المصالح.
تخرجت في جامعة مالطة، حيث حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الدبلوماسية مع تخصص في القانون الدولي، كما نالت دكتوراه فخرية في الآداب الإنسانية من كلية لوثر في ولاية أيوا الأمريكية، تكريمًا لمسيرتها في الدفاع عن حقوق الإنسان والعمل الإنساني.
خبرة مؤسسية وإنجازات أممية
برزت فريزر بقوة في مجلس الأمن الدولي من خلال رئاستها لمجموعة العمل المعنية بالأطفال والنزاعات المسلحة، حيث دفعت بقضايا حماية الأطفال إلى مقدمة النقاش الأممي.
وتولت الرئاسة الدورية لمجلس الأمن مرتين في شباط/فبراير 2023 ونيسان/أبريل 2024، وتميزت خلالها بإدارة الملفات الحساسة بروح توافقية، مع تركيز خاص على القضايا الإنسانية.
كما أدارت ملفات دقيقة، منها التيسير لمفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن إيران، ورئاستها لجنة العقوبات 1267 الخاصة بتنظيم القاعدة وتنظيم داعش، ما أكسبها خبرة في التوازن بين مقتضيات الأمن واحترام القانون الدولي الإنساني.
وشغلت فريزر كذلك منصب رئيسة اللجنة الثانية التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة (اللجنة الاقتصادية والمالية)، حيث قادت أول مكتب نسائي بالكامل في تاريخ الأمم المتحدة، خطوة رمزية في مسيرة تمكين المرأة داخل المنظمة الدولية.
مهمة ثقيلة في زمن النزاعات
يأتي تعيين فانيسا فريزر ممثلة خاصة للأمين العام للأمم المتحدة معنية بالأطفال والنزاعات المسلحة في وقت يشهد تصاعدًا غير مسبوق في الانتهاكات بحق الأطفال في مناطق الحرب، من غزة إلى السودان وأوكرانيا.
وتخلف فريزر في هذا المنصب فيرجينيا غامبا، لتواصل جهودًا معقدة تتعلق بحماية الأطفال من التجنيد والعنف والانتهاكات، وهي مهمة تزداد صعوبة في ظل التسييس الحاد للنزاعات الدولية وتراجع أدوات المساءلة الأممية.
بفضل خبرتها في الوساطة والتفاوض، يُنتظر أن تسعى فريزر إلى إعادة إحياء آليات الأمم المتحدة لحماية الأطفال في مناطق الصراع، مع تعزيز التنسيق بين الحكومات والمنظمات الإنسانية، وضمان أن تبقى أصوات الأطفال في صدارة الاهتمام الدولي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjEg جزيرة ام اند امز