فانواتو.. جمهورية البراكين "تشعل" سباق المحيط الهادئ
بقعة جديدة انتقل إليها "صراع الكبار" بمنطقة المحيط الهادئ، إذ انضمت جمهورية فانواتو إلى خريطة الصدام الصيني الغربي.
سباق شرس أشعله اتفاق أمني بين أستراليا وجمهورية فانواتو، يعد الثاني في المحيط الهادئ، منذ شهرين، بعد اتفاق سابق لها مع الصين، وسط منافسة على بسط النفوذ في المنطقة.
وبحسب وكالة بلومبرج للأنباء فقد قالت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ إن توقيع الاتفاق، اليوم الثلاثاء، خلال زيارة لفانواتو، دليل على أن أستراليا لا تزال "الشريك الأمني المفضل" لفانواتو.
اتفاق من شأنه مساعدة البلدين على التعاون في عدة مجالات، تشمل تقديم المساعدة في أوقات الكوارث وتطبيق القانون والدفاع، بحسب "وونغ".
وهناك سباق بين أستراليا والولايات المتحدة ضمن جبهة واحدة ضد الصين، إذ تسعى الدول الثلاث لترسيخ علاقاتها الدبلوماسية في المحيط الهادئ عبر اتفاقات تجرى مع دول صغيرة كـ"فيجي وجزر سليمان وفانواتو".
جزر البراكين
وخريطة فانواتو ممتدة لتشمل سلسلة من أكثر من 80 جزيرة، كانت تعرف باسم نيو هبريدس، قبل أن تحصل على استقلالها عن فرنسا وبريطانيا في عام 1980، ومعظم هذه الجزر مأهولة، لكنها تتضمن براكين نشطة.
وتتميز فانواتو بأنه جمهورية جبلية ومعظمها مغطى بالغابات الاستوائية المطيرة، لكنها عرضة دائمًا للزلازل وموجات المد والجزر، وفي عام 2015، أصابها إعصار "بام" الذي تسبب في أضرار واسعة النطاق.
يعيش معظم الناس في المناطق الريفية ويمارسون زراعة الكفاف، حيث يسعى سكانها لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية والحيوانات. أما النساء هناك بلديهن مكانة اجتماعية أقل من الرجال وفرص تعليمية أقل.
ومنذ يوليو/ تموز 2022، يتولى نيكينيكي فوروبارافو رئاسة جمهورية فانواتو خلفا للرئيس السابق تاليس أوبيد موسى. ونيكينيكي دبلوماسي وسياسي محترف شغل العديد من المناصب الدبلوماسية والحكومية، بما في ذلك منصب المفوض السامي المقيم الأول لفانواتو في فيجي.
وأُجريت انتخابات مبكرة في جمهورية فانواتو، خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد تصويت بحجب الثقة عن رئيس الوزراء بوب لوغمان، ومن وقتها لا يزال المنصب شاغرا.
تاريخيًا، عرف سكان فانواتو في سنة 550 قبل الميلاد بشعب ميلانيزيا، قبل أن يقوم المستكشف البريطاني كابتن كوك في 1774 برسم الخرائط للجزر التي أطلق عليها اسم نيو هبريدس.
استقلال وعلاقات دولية
لا يزال سكان فانواتو يعانون من تاريخ استعماري مؤلم، ففي القرن التاسع عشر، تعرض الآلاف من أهلها للاختطاف وإجبارهم على العمل في مزارع السكر والقطن في فيجي وأستراليا.
وتبلغ مساحة الأرض المجمعة لجزر فانواتو 12189 كيلومترًا مربعًا، أي بحجم جزر فوكلاند، أو أكبر قليلاً من ولاية كونيتيكت، فيما بلغ عدد سكان الأرخبيل 287 ألفًا حتى آخر إحصاء في عام 2015، وعاصمتها وأكبر مدينة بورت فيلا.
أما اللغات المنطوقة فيها فهي البيسلامية، والإنجليزية والفرنسية ولغات أسترونيزية مختلفة، وفي عام 1906 جعلت بريطانيا وفرنسا من هذا البلد وحدة ملكية تحت إدارة مشتركة.
وفي عام 1980 حصلت فانواتو على الاستقلال، وأصبحت جمهورية تسعى الدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة والصين على إقامة علاقات اقتصادية وأمنية معها.
فبعد ست سنوات من الاستقلال، أقامت الولايات المتحدة وفانواتو علاقات دبلوماسية، وتحديدا في عام 1986، حيث أصبح السفير الأمريكي لدى بابوا غينيا الجديدة معتمداً أيضاً في فانواتو.
وفي عام 2016، وقعت الولايات المتحدة وفانواتو اتفاقًا تاريخيًا يرتبط بحركة السفن، كما تلجأ السفن العسكرية الأمريكية بانتظام إلى الموانئ في فانواتو للمشاركة في التدريب والتبادل مع السلطات الأمنية بتلك الجمهورية.
لكن الصين سبقت الولايات المتحدة في إقامة علاقات دبلوماسية مع فانواتو، ففي 26 مارس/آذار 1982، تم توقيع اتفاق مشترك لعلاقات رسمية، وعلى مدار 40 عاما احتفت بكين بذراع لها في دول جزر المحيط الهادئ.
وتوجت الصين تلك العلاقات مع فانواتو في عام 2019، بتوقيع خطة تعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق كمخطط لتعاون عملي أوسع وأعمق في المجالات ذات الاهتمام المشترك. وفي عام 2021، اتفقت الصين ووزراء خارجية دول جزر المحيط الهادئ بشكل مشترك على آلية للاجتماعات المنتظمة، مما يخلق مسارًا لتعاون وتواصل أوثق بشأن السياسات.