يضم مسبحا وملهى ليليا.. فنزويلا تستعيد السجن "المرفّه"
هل تخيلت نفسك يوما أن تكون سجينا في مكان أشبه بفندق لا يخلو من ملهى ليلي أو حديقة حيوانات أو حتى العيش مع شريك حياتك؟
في فنزويلا، هناك سجن "توكورون" سيئ السمعة، وتديره أقوى العصابات الإجرامية في البلاد، لكن ما بين ليلة وضحاها كان المكان في قبضة السطات الأمنية.
إذ أعلنت السلطات الأمنية استعادة السيطرة على السجن الذي كانت تسيطر عليه عصابة "ترين دي أراغوا"، ويديره السجناء لسنوات.
ومن أجل هذه العملية، نشرت الحكومة الفنزويلية 11 ألف جندي وشرطي في عملية أدت إلى الاستيلاء على السجن الواقع في ولاية أراغوا شمال وسط البلاد.
إقامة 5 نجوم
وكان السجناء قادرين على التجول بحرية داخل السجن، الذي يضم مرافق تشبه الفنادق بما في ذلك حمام سباحة، وملهى ليلي، وحديقة حيوانات صغيرة تضم النمور والأسود والتماسيح والبوما وبعض الطيور والنعام، وسوبر ماركت.
لم يكن "توكورون" يحتجز المجرمين المدانين فحسب، بل أيضا بعض شركائهم وأقاربهم، الذين انتقلوا إلى المكان ليكونوا بالقرب من أحبائهم، حيث أقيمت لهم أكواخ للعيش فيها.
ولا يكتمل المكان بدون مطعم كان السجناء يتناولون فيه العشاء مع زوارهم، وملعب للبيسبول، وغرفة تجري فيها أنشطة المقامرة.
وقالت امرأة تدعى غلاديس هيرنانديز لوكالة فرانس برس للأنباء إنها كانت تنتظر معرفة المكان الذي سيأخذون إليه زوجها.
وأضافت "كنت أعيش هناك، لكنهم طردونا".
وقد أصبح السجن بمثابة المقر الرئيسي لعصابة "ترين دي أراغوا"، أقوى عصابة عابرة للحدود الوطنية في فنزويلا، حيث امتدت إلى عدة دول في أمريكا اللاتينية ووصلت إلى تشيلي.
ويشارك أعضاء العصابة التي يقودها هيكتور "نينيو" غيريرو، في الاتجار بالبشر، ويديرون شبكات دعارة ويبتزون المهاجرين.
وأظهرت صور للمداهمة رجال الشرطة والجنود وهم يقتحمون أحد مباني السجن، حيث تم العثور على ممر تحت الأرض له عدة مخارج، بما في ذلك واحد يؤدي إلى بحيرة حيث تتمركز 3 طوافات خشبية على الشاطئ.
وقال وزير الداخلية ريميجيو سيبايوس: "لقد وضعنا حدا للمخالفات في هذا المجال، واكتشفنا بعض الأنفاق، وفي نظام الأنفاق هذا منعنا هروبا جماعيًا، وسيطرنا على كل السجناء"
وألقت قوات الأمن القبض على اثنين من المعتقلين الذين فروا من السجن خلال المداهمة، التي أطلق عليها النظام الفنزويلي اسم "عملية تحرير كاسيك غواكايبورو".
وأكد سيبايوس، أمس الخميس، أنه تم القبض على 60 من أعضاء "ترين دي أراغوا"، كما تم اعتقال 4 من مسؤولي السجن.