فنزويلا وغويانا تذيبان جليد التوتر بحرارة «الكحول والهوية»
زجاجة مشروب كحولي و«صندوق هوية (منتجات محلية)» يعيدان الحرارة إلى خطوط العلاقات بين فنزويلا وغويانا بعد أشهر من التوتر.
وأكد رئيس غويانا عرفان علي، أن بلاده تريد السلام مع جارتها فنزويلا، وذلك على خلفية نزاع مستمر منذ قرن بشأن السيادة على منطقة إيسيكيبو.
- «خونة».. فنزويلا تطرد 33 عسكريا «تآمروا لاغتيال مادورو»
- طبول حرب في قارة جديدة.. نزاع بين فنزويلا وغويانا على «رائحة النفط»
وقال علي خلال قمة لمجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي (سيلاك) في سانت فنسنت وغرينادين: "نريد السلام. نريد الازدهار لجيراننا وللجميع في هذه المنطقة".
وأضاف: "أنا على استعداد للتحدث مع الرئيس (الفنزويلي نيكولاس) مادورو في أي شأن قد يساهم في تعزيز العلاقة بين بلدينا".
وتطالب فنزويلا بمنطقة إيسيكيبو التي تشكل نحو ثلثي أراضي غويانا، وتصاعدت المخاوف من نشوب نزاع عسكري أواخر العام الماضي قبل أن يتعهد البلدان بالامتناع عن استخدام القوة لتسوية النزاع الحدودي.
"سلام وحب"
جاء اللقاء الجمعة في أجواء أكثر ودية مقارنة بتلك التي سادت اجتماعهما في يناير/كانون الثاني الماضي بسانت فنسنت وغرينادين أيضا.
وقدم علي زجاجة مشروب كحولي لمادورو الذي قدم له بدوره صندوقا يحتوي على منتجات فنزويلية. وقال له مادورو بالانكليزية "سلام وحب".
وأضاف مادورو "آمل بأن تتعمق العلاقات الطيبة التي أقيمت من أجل الحوار... وأن نبحث وجها لوجه... عن حل صحي وسلمي ودبلوماسي للخلافات والجدل القائم بيننا منذ القرن التاسع عشر".
ومن بين الرؤساء الذين حضروا قمة مجموعة سيلاك، البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، والكولومبي غوستافو بيترو إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
نزاع
ومنطقة إيسيكيبو موضوع نزاع حدودي أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي والتي ترفض فنزويلا اختصاصها في هذه القضية.
ويعيش بإيسيكيبو 125 ألف نسمة من عدد سكان غويانا البالغ 800 ألف نسمة.
وتصاعد الجدل منذ 2015 عقب اكتشاف شركة النفط الأمريكية العملاقة "إيكسون موبيل" التي كانت تعمل بموجب تصريح من غويانا، كميات كبيرة من احتياطي النفط في المنطقة التي تبلغ مساحتها 160 ألف كيلومتر مربع.
ثم نظمت حكومة مادورو استفتاء مثيرا للجدل غير ملزم، وافق فيه المشاركون بأغلبية ساحقة على إنشاء إقليم فنزويلي في إيسيكيبو، وفق نتائج رسمية.
وبقي منسوب التوتر مرتفعا في وقت سابق هذا العام مع وصول سفينة حربية بريطانية إلى مياه غويانا ردت عليه كراكاس بتعبئة أكثر من 5600 جندي لتمارين عسكرية قرب الحدود المتنازع عليها.
وأكد علي أن المناورات "لا علاقة لها بالجدل"، منددا بعمليات "توغل في المجال الإقليمي لغويانا"، دون إضافة تفاصيل.