طبول حرب في قارة جديدة.. نزاع بين فنزويلا وغويانا على «رائحة النفط»
تصاعدت التوترات بين الجارتين فنزويلا وغويانا مؤخرا بسبب منطقة حدودية تم اكتشاف كميات هائلة من النفط والغاز فيها، ما ينذر بالأسوأ.
وتبلغ مساحة المنطقة 160 ألف كيلومتر مربع وتقع حول نهر إيسيكويبو وهي عبارة عن غابات في معظمها، ومنطقة بحرية، وفقا لوكالة رويترز.
وتتنازع الدولتان على ملكية المنطقة ذات الكثافة السكانية المنخفضة، حيث ترى فنزويلا أن نهر إيسيكيبو الواقع شرق المنطقة، "يجب أن يشكل الحدود الطبيعية بين البلدين كما أُعلن عام 1777، في ظلّ الحكم الإسباني"، مشيرة إلى أن بريطانيا "استحوذت على أراضٍ فنزويلية بشكل خاطئ في القرن التاسع عشر".
فيما تؤكد غويانا التي تملك احتياطات نفطية تأتي ضمن الأعلى في العالم للفرد، أن الحدود بينها وبين جارتها فنزويلا أقيمت في حقبة الاستعمار البريطاني وثبّتتها محكمة تحكيم عام 1899.
ورفعت غويانا شكوى أمام محكمة العدل الدولية، تطلب فيها من أعلى هيئة قضائية أممية المصادقة على الحكم الصادر عن محكمة التحكيم.
ما سبب تأجج التوترات؟
عادت فنزويلا للمطالبة بالمنطقة في السنوات الأخيرة بعد العثور على احتياطيات تقدر بنحو 11 مليار برميل من النفط والغاز قبالة ساحل غويانا.
وحصلت كراكاس على الدعم في استفتاء أجري مطلع الأسبوع لإنشاء دولة جديدة وتعهد الرئيس نيكولاس مادورو بالتنقيب عن النفط والتعدين في المنطقة التي تزعم فنزويلا ملكيتها لها.
وقال محللون ومصادر في كراكاس إن الاستفتاء، الذي رفض فيه الناخبون أيضًا اختصاص محكمة العدل الدولية في هذه القضية، لن يُترجم إلى غزو فعلي. ويقولون إنها محاولة من مادورو لإظهار القوة وقياس الدعم لحكومته قبل الانتخابات الرئاسية عام 2024.
ما مدى أهمية المنطقة؟
رغم كون منطقة إيسيكويبو منطقة غابات غير مطورة إلى حد كبير، جرت اكتشافات بحرية كبيرة للنفط الخام والغاز في مكان قريب في السنوات الأخيرة، مما وضع غويانا على خريطة العالم لمنتجي النفط.
بدأ كونسورتيوم يضم إكسون موبيل وشركة CNOOC الصينية وشركة هيس الأمريكية إنتاج النفط في غويانا عام 2019.
ويبلغ إنتاج الجزيرة حاليا حوالي 400 ألف برميل يوميا من النفط والغاز، ويتوقع أن يرتفع إلى أكثر من مليون برميل يوميا بحلول عام 2027. وقد عزز ذلك اقتصاد غويانا بشكل كبير ويعد بدخل ضخم للبلاد على مدى السنوات المقبلة.
ورغم امتلاك فنزويلا أكبر احتياطيات من النفط الخام، إضافة إلى احتياطيات هائلة من الغاز الطبيعي، إلا أن إنتاجها انخفض بشكل كبير في السنوات الأخيرة بسبب العقوبات الأمريكية والفساد وتدهور البنية التحتية.
وقال مادورو يوم الثلاثاء إنه سيسمح بالتنقيب عن النفط في إيسيكويبو، مع قيام شركة النفط الحكومية PDVSA وشركة الحديد والصلب الحكومية CVG بإنشاء أقسام للمنطقة المتنازع عليها.
وقال مكتبه إنه لا ينبغي السماح لغويانا بمنح امتيازات في مناطق المحيط "التي سيتم ترسيمها".
ولم يتضح حدود المناطق البحرية التي يطالب بها مادورو لصالح فنزويلا، لكنه أمهل جميع الشركات العاملة قبالة ساحل غويانا ثلاثة أشهر للمغادرة. وقالت إكسون إن النزاعات الحدودية يجب أن تحلها الدول والهيئات الدولية ذات الصلة.
ماذا قالت محكمة العدل الدولية؟
كانت غويانا قد طلبت من محكمة العدل الدولية منع الاستفتاء.
ولم تذهب المحكمة إلى هذا الحد في حكمها الذي أصدرته الأسبوع الماضي، لكنها منعت فنزويلا من اتخاذ أي إجراء من شأنه تغيير الوضع الراهن.
وقد أكد مادورو مراراً أن الاستفتاء ملزم، على الرغم من وصف حكومته في السابق إلى الاستفتاء باعتباره "استشاريا".
ماذا كان رد غويانا؟
قال رئيس غويانا عرفان علي يوم الثلاثاء إن بلاده ستحيط الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية علما بتعليقات مادورو بشأن تطوير النفط المقترح وإنه تحدث مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وأكد أن القوات المسلحة لبلاده في حالة تأهب قصوى، قائلا إن فنزويلا أعلنت نفسها "دولة خارجة عن القانون" وتتجاهل بشكل صارخ أوامر محكمة العدل الدولية.
وسعى علي أيضا إلى تهدئة المستثمرين المحتملين، قائلاً إن غويانا حصلت على ضمانات بالدعم من الشركاء والمجتمع الدولي.
وقال وزير خارجية فنزويلا على وسائل التواصل الاجتماعي، الأربعاء، إنه تحدث مع نظيره الغوياني بشأن ما وصفه "بالتفويض غير القابل للاستئناف" لفنزويلا.
وشككت حكومة غويانا في أرقام نسبة المشاركة التي أعلنتها حكومة مادورو في الاستفتاء.
وتحدثت السلطات الانتخابية يوم الأحد عن مشاركة 10.5 مليون ناخب في أسئلة الاستفتاء الخمسة، لكنها قالت في وقت لاحق إن هذا الرقم يشير إلى إجمالي الناخبين. وروى عدد من الشهود لرويترز ضعف الإقبال على مراكز الاقتراع.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNS42NiA=
جزيرة ام اند امز