إطالة صلاحية الخلايا التائية.. اختراق لتحسين العلاج المناعي للسرطان
في إطار السعي المستمر لإيجاد علاجات أكثر فعالية للسرطان، برز العلاج المناعي باعتباره ركيزة رابعة محورية، إلى جانب الجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي.
وعلى الرغم من أنه تم تطبيقه بنجاح على 15 نوعا من السرطان، بما في ذلك سرطان الجلد وبعض الأورام اللمفاوية وسرطان الدم، فإن فاعليته تظل متغيرة باختلاف أنواع السرطان ومجموعات المرضى.
ويستخدم العلاج المناعي قوة الجهاز المناعي للمريض، وتحديدا الخلايا التائية، لاستهداف الخلايا السرطانية والقضاء عليها بشكل أكثر فعالية، ومع ذلك، فقد تم تحديد استنفاد الخلايا التائية داخل البيئة الدقيقة للورم باعتباره عائقا كبيرا أمام الاستجابات المثلى للعلاج المناعي.
وفي دراسة حديثة نُشرت في دورية "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم"، بقيادة الدكتور شيكار ميهروترا، الرئيس المشارك لبرنامج أبحاث علم الأحياء والمناعة السرطانية في مركز هولينجز للسرطان في جامعة موسكو الطبية، سلطت النتائج المذهلة الضوء على التغلب على استنفاد الخلايا التائية من أجل تعزيز نوعين من العلاجات المناعية، وهما (العلاج المضاد لـPD1) وعلاج (CAR-T).
والعلاج المضاد لـ(PD1)، هو شكل من أشكال العلاج المناعي للسرطان الذي يستهدف بروتينا يسمى بروتين موت الخلايا المبرمج (PD-1) الموجود على سطح بعض الخلايا المناعية، خاصة الخلايا التائية، وهذا البروتين هو بروتين نقطة تفتيش، الذي ينظم الاستجابة المناعية عن طريق منع الخلايا التائية من مهاجمة الخلايا السليمة في الجسم.
أما العلاج (CAR-T) أو العلاج بالخلايا التائية الخاصة بالمريض، والمعدلة وراثيا للتعرف على بروتينات معينة، فتُعرف باسم المستضدات، الموجودة على سطح الخلايا السرطانية ومهاجمتها.
وكشفت الدراسة عن أن استنفاد الخلايا التائية يحد من فعالية العلاج المضاد لـ(PD1)، وهو العلاج الذي يكشف عن الخلايا السرطانية لهجوم الخلايا التائية المستهدف، ومن خلال استهداف مستقبل الخلية (CD38)، نجح فريق البحث في منع استنفاد الخلايا التائية في نموذج الفأر، واستعادة فاعلية العلاج ضد السرطان.
علاوة على ذلك، طور الدكتور ميهروترا وفريقه "كوكتيل" السيتوكين وتسجيل براءة اختراعه لمكافحة استنفاد الخلايا التائية في علاج (CAR-T)، إذ يقلل هذا الكوكتيل من تعبير مستقبل الخلية (CD38) على الخلايا التائية، ما يعزز طول عمرها ووظيفتها في البيئة الدقيقة للورم المستنفدة للمغذيات.
وقد أدت النتائج الواعدة لهذا النهج إلى تطبيقه في المرحلة الأولى من التجربة السريرية لخلايا في مركز هولينجز للسرطان في جامعة مانشستر، وقد أظهر المرضى الأوائل المسجلون استجابات كاملة دون آثار جانبية شائعة للعلاج بخلايا (CAR-T).
ويؤكد الدكتور ميهروترا أهمية التأكد من أن الخلايا التائية هي "عدائي الماراثون" في مكافحة السرطان، مسلطا الضوء على إمكانات هذا الكوكتيل المبتكر لتعزيز فاعلية العلاج المناعي.
aXA6IDMuMTQ0LjI0OS42MyA= جزيرة ام اند امز