زعيم «العمال» البريطاني يتجنب «السلاح» الناعم.. والسبب زوجته
سلاح انتخابي ناجع و"ناعم" لا يريد زعيم حزب العمال، استغلاله في الانتخابات البريطانية، ويفضل عليه اعتبارات الخصوصية وحماية العائلة.
وفي ذروة الحملات الانتخابية ببريطانيا، يبذل الجميع كل الجهود الممكنة باستخدام كافة الأسلحة المسموحة، وعادة ما تلعب الصورة العائلية دورا فعالا في جذب الناخبين، لكن زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر، لا يسير مع هذا التيار.
وفي حين يعتقد نواب حزب العمال أن فيكتوريا ستارمر زوجة زعيم الحزب، يمكن أن تعزز شعبية زوجها، يُصر الأخير على إبعاد عائلته عن الأضواء.
إصرار النواب ينبع من صورة كير وفيكتوريا التي تحظى بشعبية كبيرة في دائرة زعيم حزب العمال الانتخابية، كأسرة محبة ومتفاهمة، وفق ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "تلغراف" البريطانية.
وفيكتوريا أو "السيدة فيك" كما تُعرف بين موظفي حزب العمال، شخصية ساحرة مفعمة بالحيوية إلا أنها تقاوم بشدة فكرة تحطيم الحياة السعيدة للعائلة وتحافظ على مستوى منخفض جدا من المشاركة في الحملة الانتخابية.
ودائما ما تواجه طلبات إجراء المقابلات مع فيكتوريا، أو حتى الإحاطات الإعلامية "غير الرسمية" بجدار من الصمت من قبل فريق ستارمر.
هل يدفع الثمن؟
وعلى مدار قيادته لحزب العمال التي استمرت 1509 أيام، لم يتمسك ستارمر دائما بمواقفه، إذ تطورت سياساته وأخلف بعض الوعود، لكن الأمر الوحيد الذي لم يتزعزع هو موقفه من إشراك عائلته في السياسة.
ويشعر البعض داخل حزب العمال بالقلق من أن يدفع ستارمر ثمن ذلك الموقف. وعلى الرغم من استياء الناخبين من المحافظين، إلا أن الكثير من البريطانيين يرون أنهم لا يعرفون تماما من هو كير باستثناء تجارة والده ولقطات لفيكتوريا في مناسبات قليلة بجانب زوجها.
ويرى البعض أن فيكتوريا يمكنها إضفاء طابع إنساني على ستارمر مثلما فعلت سامانثا مع زوجها رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون، أو ميشيل مع زوجها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، لكن زعيم حزب العمال لا يسمح للحملة الانتخابية باستغلال زوجته.
وقال مصدر مطلع في حزب العمال إن السر هو "الأطفال"، وأضاف "لديهما مراهقان اثنان مرعوبان تمامًا من فكرة التواجد في داونينغ ستريت أو أن يكونا بأي شكل من الأشكال، تحت أعين الجمهور بشكل دائم".
لكن نائبا عماليا فضّل عدم الكشف عن هويته، اعتبر الأمر "عارا حقيقيا"، مشيرا إلى أن ستارمر شخص "صارم واستراتيجي وحازم، ويمكنه أن يصبح رئيس وزراء ممتازاً. لكن المشكلة هي أنه لا يتمتع بالكاريزما اللازمة ويمكن لزوجته أن تخبر الناس عن كير الحقيقي".
من هي فيكتوريا؟
ويمكن أن تكشف قصة أول تعارف بين الزوجين، الكثير عنهما. ففي بداية القرن العشرين، كانت فيكتوريا ألكسندر محامية في لندن عندما اتصل بها كير الذي لم يكن قد تحدث معها من قبل، وتساءل عما إذا كان الموجز الذي أرسلته إليه "أقل من دقيقة بنسبة 100%".
ووفقا لكتاب "حياة التناقضات.. كير ستارمر"، فإن فيكتوريا "صمدت بثبات وطمأنت المتصل بأنها تعرف وظيفتها، وبعد أن وضعت الهاتف جانباً، تمتمت من هو هذا الشخص اللعين؟ لكنها لم تكن قد أغلقت الهاتف فسمعها كير".
ربما لم تكن بداية جيدة، لكنها كلاسيكية، وتكشف عن سمات فيكتوريا باعتبارها المرأة القادرة على أن توازن أسلوب زوجها، بحسب صديقة العائلة النائبة العمالية كارولين هاريس.
ونشأت فيكتوريا في ضاحية جوسيب أوك الثرية بشمال لندن، ونشأ والدها في بريطانيا كجزء من عائلة يهودية وصلت من بولندا قبل الحرب العالمية الثانية.
ورغم أن كليهما (كير وفيكتوريا) ليسا متدينين بشكل خاص، أكد ستارمر في وقت سابق أنهما حريصان على احترام التقاليد اليهودية، بما في ذلك اصطحاب ابنيهما إلى الكنيس اليهودي.
وفيكتوريا أصغر من زوجها لكن لم يتم الكشف عن تاريخ ميلادها الدقيق، ودرست القانون وعلم الاجتماع في جامعة كارديف ثم تطوعت في حملة زعيم العمال توني بلير عام 1997، وأصبحت محامية في لندن.
أسباب "الحماية"
وتزوج كير وفيكتوريا في 6 مايو/أيار 2007 ولديهما ابن وابنة لم يتم الكشف عن اسميهما أبدا، ومن غير المعروف هل سيستمر هذا الغموض في حال فوز حزب العمال في الانتخابات أم لا.
وفي مقابلة تلفزيونية العام الماضي، قال ستارمر "أنا قلق على طفليّ،.. أنا وفيك لا نقوم بالتخطيط الجيد.. لكننا نحاول حمايتهم.. لا نسميهم في الأماكن العامة ولا نستخدم صورهم بأي شكل من الأشكال.. أريد الحفاظ على تلك المساحة لهم لأطول فترة ممكنة".
وبعد إنجاب طفليها، خضعت فيكتوريا لتدريب في مجال الصحة المهنية ولا تزال تعمل في هيئة الخدمات الصحية الوطنية وقال كير "أحصل على رؤية مباشرة يوميًا للتحديات التي تواجهها هيئة الخدمات الصحية الوطنية".
يتردد أن فيكتوريا شغوفة بسباق الخيل والموسيقى والطعام، وتظهر أحيانا لالتقاط الصور مع زوجها خلال جولاته الانتخابية.