الذكرى الرابعة لبدء العمليات العسكرية لقوات التحالف لاستعادة الشرعية في اليمن دون جديد من جانب الميليشيات الإرهابية الحوثية
تأتي الذكرى الرابعة اليوم لبدء العمليات العسكرية لقوات التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن دون جديد من جانب الميليشيات الإرهابية الحوثية في اليمن، حيث رفضوا عقد اجتماع للجنة المشتركة لإعادة الانتشار في مدينة الحديدة الذي كان مقرراً يوم أمس بين الحكومة اليمنية والحوثيين بعد مماطلات عدة.
وما يجب الإشارة إليه هو أن الاتفاق كان قد التزم به الحوثيون في تعهدهم أمام المجتمع الدولي في ستكهولم الذي مر عليه مئة يوم، في مشهد يكرر علينا مراوغاته هو وغيره من الأذرع السياسية التابعة لنظام الملالي في إيران.
لكن من الناحية الاستراتيجية، فإن مراجعة الهدف الأساسي لها من تدخلها الشأن العربي، فهناك الكثير من التغيرات أبسطها تراجع الغطرسة الإيرانية في العالم العربي، وترسيخ الصورة النمطية عن غطرستها أمام الرأي العام العالمي. فلم يعد قادة الحرس الثوري ومستشارو المرشد الأعلى يتبجحون باحتلالهم عواصم عربية كما فعلوا في عام 2015 قبل تأسيس التحالف العربي، بل أصبحوا يعانون من الضربات العسكرية التي أعادت الكثير من الأراضي اليمنية إلى الحكومة الشرعية.
كما واجهوا الضربات السياسية الشديدة التي تمثلت من خلال الحملات الإعلامية والمواقف السياسية السلبية من الدول المؤثرة في المجتمع الدولي، بل إن الوضع الاجتماعي الداخلي يشهد حالة من الفوران الشعبي ضد النظام في موقف يذكرنا بتصريحات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي الذي تعهد بنقل المعركة إلى الداخل الإيراني.
رغم كل "إيحاءات" النظام الإيراني لإثبات عدم تأثره بالتحالف العربي سواءً عسكرياً أو سياسياً وإعلامياً، إلا أن هذا الزعم هو غير منطقي، حيث أصبح لدى الدول الكبرى مواقف سلبية واضحة تجاه النظام، سواء الموقف البريطاني الذي صنف حزب الله اللبناني جماعة إرهابية أو الولايات المتحدة التي تتفنن في فرض العقوبات الاقتصادية ضدها، أو من خلال فقدان "الحوثيين" السيطرة على جزء كبير من الأراضي التي كانت تحتلها، أو حتى وصول حكومة وطنية في العراق تحاول الاهتمام بالإنسان العراقي لا يمكن لعاقل أن يصدقها.
ميليشيات الحوثي باتت اليوم في "مأزق" استراتيجي حقيقي داخلياً وخارجياً، من خلال التضييق على الجماعة في مدينة الحديدة اليمنية التي تحاول البقاء فيها أطول وقت، ولكنها تسير على الرغم من ذلك نحو الشرعية اليمنية.
رغم كل "إيحاءات" النظام الإيراني لإثبات عدم تأثره بالتحالف العربي سواءً عسكرياً أو سياسياً وإعلامياً، إلا أن هذا الزعم هو غير منطقي، حيث أصبح لدى الدول الكبرى مواقف سلبية واضحة تجاه النظام، سواء الموقف البريطاني الذي صنف حزب الله اللبناني جماعة إرهابية أو الولايات المتحدة التي تتفنن في فرض العقوبات.
تدل كل المؤشرات في الملف اليمني أن مسألة الاستعانة بالقوة العسكرية لحسم مماطلة الحوثي هي أمر سهل، ولكن مراعاة قوات التحالف للوضع الإنساني في المدينة التي يبلغ تعدادها قرابة 250 ألف نسمة، هو المانع والمعرقل الوحيد لهم؛ فأتباع النظام الإيراني الذين لا يفهمون إلا لغة القوة يجيدون استغلال المأساة الإنسانية لكسب عواطف الناس؛ ولكن هذه الحجة باتت من الماضي في التعامل معهم بعد أن تم تعريتهم أمام المجتمع الدولي الذي بات يضيق الخناق عليهم، خاصة بعد اتباع أساليبهم الملتوية في التحايل على المعاهدات والاتفاقيات الدولية، وهنا ترسخت الصورة النمطية السيئة لهذا النظام.
الشيء الذي بات الجميع يدركه أن أتباع النظام الإيراني من الميليشيات لا يلتزمون بما يتعهدون به أمام العالم لأسباب عدة من بينها أن القرار السياسي ليس بيدها وإنما لدى النظام الإيراني. وبالتالي لا بد أن يأخذوا موافقتهم قبل التنفيذ وبما أن الأمر سيعني إخراج إيران من الشأن العربي أو اليمني، فإن تنفيذه يبقى معقداً. والسبب الآخر لعدم الوفاء بجانبهم من الوعود هو أن السمة الغالبة للنظام الإيراني في التعامل الدولي هو التحايل على القرارات الدولية والتهرب من تطبيقها، وهذا الذي ينطبق حاليا على اتفاقية ستكهولم بالسويد، حيث كان توقيعها على اعتبار أنها "عادة". ويبقى الأمر في يد المجتمع الدولي الذي اتضحت أمامه الصورة كاملة في التعامل مع هذه الأذرع باللغة التي تفهمها وهي القوة العسكرية دون غيرها.
يمكننا القول إن أبرز إنجازين حققهما التحالف العربي بعد أربعة أعوام من تشكيله هو أنه استطاع "التضييق" على الطموحات الإيرانية في اليمن في السيطرة على المضائق الدولية المطلة على العالم العربي، بل إن تأثيرها وصل لدرجة أن يتراجع النظام وينشغل بالداخل الإيراني ويواجه تحديات من الشعب الإيراني. كما عمل التحالف العربي على إعادة تأهيل الدولة اليمنية وخلق مؤسسات تعمل على الدفاع عن مصالح الشعب والدولة اليمنية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة