بعد إحباط "هجمات فيينا".. كيف تؤمّن أوروبا أسواق عيد الميلاد؟
أسواق عيد الميلاد تبدأ أواخر نوفمبر من كل عام وتستمر حتى نهاية ديسمبر وتعد هدفا رئيسيا للهجمات الإرهابية لأنها تجذب ملايين الزوار
تنفذ السلطات في عدة دول أوروبية إجراءات أمنية مشددة للغاية، لتأمين أسواق عيد الميلاد التي تجذب ملايين الزوار في فترة الشتاء، باعتبارها هدفا رئيسيا لهجمات التنظيمات الإرهابية.
وأعلنت السلطات النمساوية، الإثنين، إحباط سلسلة هجمات خطط لها 3 أشخاص تابعين لتنظيم "داعش" الإرهابي، حيث كانت تستهدف أسواق عيد الميلاد في ميدان ستيفان بلاتس، ومحيط مبنى البلدية وسط فيينا.
وأعادت خطط الهجمات هذه الأذهان إلى حادث الدهس الذي أوقع 12 قتيلا و48 مصابا في سوق عيد الميلاد الملاصقة للكنيسة التذكارية ببرلين، قبل 3 سنوات، وهجوم بالأسلحة النارية في سوق آخر بستراسبورج الفرنسية قبل عام، الذي أسفر عن 3 قتلى و12 مصاباً.
ووفق صحيفة كورير النمساوية فإن أسواق عيد الميلاد التي تبدأ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام وتستمر حتى نهاية ديسمبر/تشرين الأول تعد هدفا رئيسيا للهجمات الإرهابية، لأنها تجذب ملايين الزوار، وتعد مكانا مفتوحا، حيث تنتصب الأكشاك الخشبية في الشوارع والميادين الرئيسية، ما يسهل استهدافها.
وحتى يتسنى للزوار الاستمتاع بالأسواق دون خوف شددت شرطة عدد من الدول الأوروبية إجراءات الأمن فيها، للحيلولة دون وقوع هجمات، وفق "كورير".
وعلى سبيل المثال، وضعت الشرطة في ألمانيا والنمسا أعمدة أسمنتية في مداخل أسواق عيد الميلاد الرئيسية، للحيلولة دون اقتحامها بأي شاحنات ضخمة.
وفي هذا الإطار، قال كريستيان شنايدر، أحد رجال الأمن في السوق الملاصقة للكنيسة التذكارية في برلين لصحيفة "مركورست" الألمانية، إن "هذه الأعمدة مصممة لتتحمل أي اصطدام، ومنع حتى الشاحنات الثقيلة".
ولا يتوقف الأمر عند ذلك، إذ كثفت الشرطة انتشارها في أسواق عيد الميلاد بالنمسا وألمانيا، منذ نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لرصد أي هجمات بأسلحة نارية أو غيرها، وفق صحيفة بيلد الألمانية.
وتنتشر عناصر الشرطة بلباسها الرسمي مدججة بالسلاح خارج الأسواق، فضلا عن تفقد عناصر شرطة بثياب مدنية لها باستمرار من الداخل على مدار الساعة، لرصد أي تهديد.
ونقلت صحيفة تاجس شبيجل الألمانية الخاصة عن المسؤول الشرطي في برلين، ديرك غيراش قوله: "لا نريد أن تتأثر أجواء الاحتفال بوجودنا.. لذلك سننشر عناصر شرطية بزي مدني في داخل السوق".
وتابع: "هذا لا يعني أننا سنختفي، سنتواجد بالخارج، وأحيانا بالداخل، مسلحين بشكل كامل، لتأمين الزوار".
بينما نقلت صحيفة كرونة النمساوية عن شرطة فيينا: "تنتشر عناصرنا بشكل مكثف في محيط أسواق عيد الميلاد وداخلها، لتأمين الزوار".
بالإضافة إلى ذلك، تجري الشرطة في ألمانيا والنمسا تفتيشا عشوائيا للمارة في محيط أسواق عيد الميلاد.
ولا يختلف الأمر في سويسرا، حيث تشدد سلطات الأمن إجراءات تأمين أسواق عيد الميلاد، عبر وضع حواجز أسمنتية ضخمة في مداخل الأسواق، ونشر عناصر الشرطة بشكل مكثف، حسب صحيفة بليك السويسرية الناطقة بالألمانية.
وتعد أسواق "الكريسماس" من مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد ونهاية العام في أوروبا، وأصبحت ظاهرة سنوية تقدم فيها الهدايا والأطعمة والمشروبات للزوار، ويتنافس بعضها على الفوز بلقب الأفضل تنظيما وخدمة.
وبدأت هذه الظاهرة في مدينة دريسدن جنوب شرقي ألمانيا في عام 1434 ميلادية، ثم انتقلت للنمسا وسويسرا، وكانت لفترات طويلة من معالم البلدان الثلاثة قبل أن تنتقل إلى دول أوروبية أخرى.
aXA6IDMuMTM4LjY5LjEwMSA= جزيرة ام اند امز