محمد بن زايد في فيينا.. 3 ملفات تتصدر أجندة الزيارة
بدأ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، اليوم الخميس، زيارة رسمية إلى النمسا.
ويلتقي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال الزيارة، سباستيان كورتس مستشار النمسا، حيث يعقد معه جلسة مباحثات رسمية.
وخلال الزيارة يبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع سباستيان كورتس مستشار النمسا علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وكانت وكالة الأنباء النمساوية الرسمية قالت في وقت سابق إن المستشار كورتس يستقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في فيينا، الخميس، حيث يستعرضان حرس الشرف في ميدان "بال هاوس".
وبعدها، يعقد كورتس والشيخ محمد بن زايد آل نهيان جلسة مباجثات.
ومن المقرر، وفق الوكالة النمساوية، توقيع اتفاق تعاون بين النمسا والإمارات خلال جلسة العمل بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وكورتس.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أكد، خلال تصريحات سابقة، أن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والنمسا هي علاقات متميزة، وتستند إلى تاريخ طويل من التعاون والتفاهم والمصالح المشتركة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين في عام 1974.
وأضاف أن "الزيارات المتبادلة على أعلى المستويات بين البلدين الصديقين تعكس حرصاً مشتركاً من قبل قيادتيهما على تطوير العلاقات بينهما ودفعها إلى الأمام باستمرار".
وأشاد بالدور المهم الذي تقوم به اللجنة المشتركة للتعاون بين دولة الإمارات والنمسا في توسيع آفاق التعاون والشراكة في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والتكنولوجية وغيرها، بما يصب في مصلحة الشعبين الصديقين وتقدمهما ورفاهيتهما.
وبصفة عامة، تسيطر 3 ملفات رئيسية على جلسة المباحثات بين الشيخ محمد بن زايد وكورتس، غدا في فيينا، وهي
العلاقات الثنائية
وتعتبر العلاقات الثنائية بين فيينا وأبوظبي، أهم ملف على طاولة مباحثات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وكورتس في جلسة المباحثات المنتظرة الخميس.
وتعتبر العلاقات الثنائية بين الإمارات والنمسا متميزة في مختلف المجالات، وخاصة المجالات السياسية والاقتصادية.
وبصفة عامة، تعود العلاقات الودية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية النمسا إلى عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان والمستشار برونو كرايسكي، حيث كان أول لقاء يجمعهما في العام 1973 في حين أن العلاقات الثنائية بين البلدين قد أقيمت في 10 مارس 1974.
فيما تعكس المؤشرات التطور الإيجابي في العلاقات الاقتصادية بين الدولتين حيث تحتل دولة الإمارات المرتبة الأولى في قائمة أهم الشركاء التجاريين للنمسا في منطقة الشرق الأوسط ومنطقة مجلس التعاون الخليجي.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2019 نحو 1,116 مليار دولار بما في ذلك المناطق الحرة، وارتفعت حجم الاستثمارات الإماراتية المباشرة في النمسا إلى 10.445 مليار يورو، كما ارتفعت أيضاً حجم الاستثمارات النمساوية المباشرة في دولة الإمارات خلال 2018 إلى 5.589 مليار يورو.
وتعمل أكثر من 400 شركة نمساوية في دولة الإمارات كمركز رئيسي لإدارة أعمالها في الخليج وشمال وشرق أفريقيا وأجزاء من الهند، وفي الوقت نفسه، أصبحت دولة الإمارات المعبر الرئيسي لصادرات النمسا إلى منطقة الشرق الأوسط.
وأنهت العديد من الشركات النمساوية مشاريع مهمة في دولة الإمارات، من بينها جسر المقطع، جسر الشيخ خليفة، جسر دبي العائم قبة متحف اللوفر، قوالب برج خليفة. مركز الشيخ زايد لتعلم الصحراء وهو متحف ومركز أبحاث للبيئات الصحراوية والقضايا البيئية.
مكافحة الإرهاب
يحتل ملف مكافحة الإرهاب أهمية كبيرة في سلم أولويات الإمارات والنمسا، ويتوقع مراقبون أن يكون حاضرا بقوة في جلسة المباحثات المقررة غدا في فيينا.
ويعمل البلدان على دعم قضايا الأمن والاستقرار والتنمية في العالم ويؤمنان بضرورة محاربة الإرهاب والتطرف والتصدي للأفكار الإرهابية التي تروج لها الجماعات المتشددة والمليشيات المسلحة في العالم.
ويرفض الجانبان كل أشكال العنف والإرهاب والترويع التي تمارسها هذه الجماعات مع تأكيد أهمية الحفاظ على الشباب و تحصينهم تجاه الفكر الإرهابي.
وفي الأعوام الأخيرة، قدمت النمسا نفسها كرأس حربة مهم في مكافحة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية في أوروبا.
وفي الفترة بين 2019 و2021، اتخذت النمسا اجراءات قوية ضد التنظيمات الإرهابية، مثل حظر رموز الإخوان الإرهابية، ومليشيا حزب الله، وداعش والقاعدة، وتأسيس مركز توثيق الإسلام السياسي لمراقبة هذه التنظيمات، وأخيرا تمرير حزمة مكافحة الإرهاب التي تضع الأساس القانوني لإجراءات أقوى في هذا الصدد.
وفي نوفمبر تشرين ثاني الماضي، فتحت السلطات النمساوية تحقيقات واسعة في ملف الإخوان الإرهابية، وشنت مداهمات قوية ضد الجماعة، لتصبح النمسا الطرف الأوروبي الأقرب للموقف العربي من التنظيمات الإرهابية.
الأوضاع الإقليمية والدولية
وتأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى فيينا، في ظل وضع دولي وإقليمي متغير باستمرار، وتطورات في ملفات عدة بالشرق الأوسط.
ومن المنتظر وفق وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، أن يناقش الجانبان الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
تاريخ العلاقات
ويعود تاريخ العلاقات بين الإمارات والنمسا إلى عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والمستشار برونو كرايسكي وكان أول لقاء يجمعهما في العام 1973 فيما أقيمت العلاقات الثنائية بين البلدين في 10 مارس/آذار 1974.
وزار المستشار برونو كرايسكي الإمارات 8 مرات خلال الأعوام ما بين 1973 و1986، فيما زار الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان النمسا 4 مرات خلال الفترة نفسها.
aXA6IDMuMTMxLjEzLjI0IA== جزيرة ام اند امز