"أنف" ليفاندوفسكي تثير الجدل بعد إلغاء طرد فينيسيوس
أثار قرار رفع الإيقاف عن البرازيلي فينيسيوس جونيور، نجم ريال مدريد، جدلا واسعا بسبب البولندي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم برشلونة.
وأصدرت لجنة المسابقات التابعة للاتحاد الإسباني لكرة القدم قراراتها فيما يخص أزمة العنصرية التي واجهت فينيسيوس جونيور خلال مباراة فالنسيا ضد ريال مدريد بالليغا.
وشهدت المباراة أحداثا مؤسفة تمثلت في هتافات عنصرية تجاه فينيسيوس، قبل أن يشتبك في نهاية المباراة مع لاعبي "الخفافيش"، ليحصل على بطاقة حمراء في الدقيقة الـ90+7 من عمر اللقاء.
وتقرر معاقبة فالنسيا بإغلاق جزئي للملعب لمدة 5 مباريات، وتحديدا مدرج "ماريو كيمبس" الذي صدرت منه العبارات العنصرية، مع توقيع غرامة مالية على النادي قدرها 45 ألف يورو.
لكن ما أثار الجدل هو أن لجنة المسابقات قرَّرت إلغاء البطاقة الحمراء التي حصل عليها فينيسيوس بعد الاطلاع على كافة المقاطع المصورة للمباراة، وفقا لما كشفته تقارير صحفية، ليكون متاحا للمشاركة في مباراة رايو فاليكانو (الأربعاء).
وكانت تقنية الفيديو "VAR" كشفت قيام فينيسيوس بصفع هوغو دورو، لاعب فالنسيا، ما دفع الحكم إلى إشهار البطاقة الحمراء للاعب البرازيلي.
وخرج تشافي هيرنانديز، مدرب برشلونة، ليعلن رفضه إلغاء طرد فينيسيوس، رغم التضامن مع الفتى الأسمر في أزمة العنصرية التي يعاني منها في إسبانيا.
وقال تشافي، في تصريحات بالمؤتمر الصحفي بعد مباراة رايو فاليكانو وبرشلونة التي خسرها البارسا 3-1 عن إلغاء طرد فينيسيوس: "التصرفات العنصرية شيء، والاعتداء شيء آخر، كان هناك اعتداء ولا شك في ذلك.. الاعتداء يُعاقب عليه القانون بالطرد، لهذا فأنا مندهش من رفع العقوبة".
كما عبَّر قطاع عريض من جماهير الغريم التقليدي برشلونة عن استغرابهم من إلغاء طرد فينيسيوس، وتمت مقارنة الواقعة بما حدث مع روبرت ليفاندوفسكي مهاجم الفريق الكتالوني في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وتلقى ليفاندوفسكي عقوبة الإيقاف لمدة 3 مباريات بعد تلقيه الإنذار الثاني، إثر تدخل عنيف خلال مباراة فريقه أمام أوساسونا في الجولة 14 من الدوري الإسباني، يوم 8 نوفمبر/تشرين ثان الماضي.
وغاب صاحب الـ34 عاما لمباراة بسبب طرده نتيجة حصوله على إنذارين، بجانب مباراتين لمواقف ازدراء واستهتار تجاه الحكام، حيث قام بإيماءة من خلال لمس أنفه في أثناء مغادرته أرض الملعب، ما اعتُبر بأنّها إساءة للحكم خيسوس جيل مانزانو.
وذكر عدد من جماهير برشلونة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن تلك الحركة تسببت في إيقاف ليفاندوفسكي لمدة 3 مباريات، في حين تُرك فينيسيوس بلا عقوبة رغم ضربه المتعمد للاعب فالنسيا.
كما أشارت الجماهير إلى ما فعله فينيسيوس في أثناء خروجه من أرض الملعب أيضا، حيث قام باستفزاز جماهير فالنسيا وأشار إلى أنهم سيهبطون للدرجة الثانية، قبل أن يشتبك معه مجددا عدد من لاعبي فالنسيا وأفراد الجهاز الفني.
كما أشارت صحيفة "موندو ديبورتيفو" إلى أن إلغاء طرد فينيسيوس يعني أنه في مواجهة الإجراءات المستقبلية المماثلة، يمكن للأندية أن تدعي هذا القرار كسابقة، حيث في حالة الضرب بالذراع لا تتم معاقبة اللاعب بسبب وجود اعتداء سابق، سواء كان جسديًا أو لفظيًا.
لكن يبدو أن قرار إلغاء البطاقة الحمراء التي حصل عليها فينيسيوس ربما كان محاولة لتخفيف حدة التوتر وتبرئة الليغا من دعم العنصرية، خاصةً بعد الهجوم العنيف الذي فرضه اللاعب على الاتحاد الإسباني ورابطة الليغا بسبب ذلك الأمر.
وكان فينيسيوس ذكر عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي: "لم تكن المرة الأولى ولا الثانية ولا الثالثة، العنصرية أمر طبيعي في الدوري الإسباني.. يعتقد المسؤولون أن هذا أمر طبيعي، والاتحاد الإسباني يفعل ذلك أيضًا ويشجعه الخصوم".
وأتم: "أنا آسف جدا، البطولة التي كانت ملكًا لرونالدينيو ورونالدو وكريستيانو وميسي، اليوم تنتمي إلى عنصريين.. في البرازيل، تُعرف إسبانيا بأنها بلد العنصريين".