فورين بوليسي: مقتل نشطاء لبنان امتداد لنظرائهم بالعراق.. والجاني واحد
قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن اغتيال الناشط اللبناني، لقمان سليم، رسالة من مليشيا حزب الله الإرهابية لتكميم أفواه المعارضة.
وقتل لقمان سليم، أبرز منتقدي حزب الله، على يد مجهولين ليلة الثالث من فبراير/شباط، حيث اخترقت جسده عدة رصاصات بالرأس والعنق، داخل سيارته جنوبي لبنان الذي تهيمن عليه المليشيا.
ونقلت المجلة الأمريكية عن رشا الأمير، شقيقة سليم، قولها: "الحقيقة، أعلم حقيقة من قتله في قلبي"، في إشارة إلى مليشيا حزب الله.
وكان سليم يتلقى تهديدات منذ فترة، وحذر خلال رسالة كتبها العام الماضي من أن حزب الله المدعوم من إيران يجب تحميله مسؤولية أي محاولة لاغتياله.
ويعتبر مقتل سليم جزءًا من اتجاه جيوسياسي؛ إذ أشار محللون ونشطاء إلى تشابه بين مقتله وزيادة عمليات اغتيال النشطاء في العراق، التي تقف وراءها المليشيات المدعومة من إيران.
وقالوا إن حزب الله كان يعتبر "سليم" خائنا؛ بسبب محاولاته إضعاف نفوذهم بالمجتمع الديني الذي تعتمد عليه الجماعة كقاعدة سياسية في الصراعات الإقليمية.
ونقلت المجلة الأمريكية عن أيمن مهنا، المدير التنفيذي لمؤسسة "سمير قصير" في بيروت وناشط مدافع عن حرية التعبير، أن عمليات الاغتيال توقفت في لبنان بعد أن بسط حزب الله قبضته عليه ولم يتمكن أحد من الوقوف ضده.
وأضاف: "انتصر طرف، لذا لم تكن هناك حاجة لاغتيال أحد"، متابعًا: "يوجد الآن شكل من أشكال المعارضة لحزب الله والطبقة السياسية بأكملها، من حشود الناس التي ليس لها قيادة ويسعون إلى دولة علمانية تقوم على حقوق الإنسان. كان لقمان يتمتع بنفوذ ثقافي كاف لتشكيل الحديث الذي دعا إلى عقد اجتماعي غير طائفي بين المواطنين والدولة".
وقالت المحللة السياسية الأمريكية اللبنانية، راندا سليم، إن مقتل لقمان سليم هو رسالة واضحة من جانب حزب الله بأنه لن يتم التسامح مع معارضيه، مشيرة إلى أن محاسبة حزب الله على الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي لحقت بلبنان تحديدا كانت جزءًا من دفوعات لقمان ضد حزب الله التي كانت تكتسب زخمًا داخل المجتمع الشيعي.
بدورها، قالت حنين غدار، زميلة زائرة بمعهد واشنطن وناقدة قوية أخرى لحزب الله، إن هناك صلة واضحة بين مقتل سليم في لبنان ونظرائه في العراق.
وأشارت إلى أنه "بالنسبة للعديد من المنتقدين المناهضين لحزب الله في لبنان، يعني هذا أنه إذا لم تتم محاسبة الجماعة، سيواصلون استهدافهم، واحدًا تلو الآخر، بما يشبه سلسلة الاغتيالات التي وقعت في العراق مؤخرًا".
وتابعت: "في العراق، هشام الهاشمي على سبيل المثال. وجهت اتهامات للمليشيات الموالية لإيران بالوقوف وراء مقتله".
وطبقًا لمنظمة العفو الدولية، منذ بداية الاحتجاجات في العراق في أكتوبر/تشرين الأول عام 2019، قتل عشرات النشطاء من قبل المليشيات التي كانت جزءًا من وحدات الحشد الشعبي، التي يحظى الكثير منها بدعم إيران ولازالوا جزءًا من قوات الأمن العراقية.
ويتذكر المجتمع الدولي جريمة اغتيال هشام الهاشمي الخبير في شؤون الجماعات المسلحة يوليو/تموز الماضي، والذي استفزت تحليلاته الأمنية المليشيات الموالية لإيران، التي يبدو أنها قررت تصفيته بذات الطريقة التي قتل بها عراقيون شكلوا خطرا على إرهابيي طهران من الرابضين بمفاصل الدولة العراقية أو على هامشها.