تأشيرات الطلاب الجزائريين تفجر معركة سياسية في فرنسا

أعلنت السفارة الفرنسية في الجزائر عن ارتفاع لافت في عدد التأشيرات الممنوحة للطلاب الجزائريين الراغبين في الدراسة بفرنسا.
بحسب بيان رسمي نُشر على حسابها في منصة "إكس" يوم الاثنين الماضي، فإن 8351 طالباً جزائرياً حصلوا على تأشيرات للدخول إلى فرنسا مع مطلع العام الجامعي 2025، أي بزيادة تفوق الألف تأشيرة مقارنة بعام 2024.
كما دعت السفارة الراغبين في التقديم إلى التسجيل لدى وكالة Campus France ابتداءً من الأول من أكتوبر/تشرين الأول، بحسب صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية.
غير أن هذا الإعلان، الذي جاء في صيغة تهنئة للطلاب المقبولين، سرعان ما تحوّل إلى مادة سجال أثارت جدلاً واسعاً على الساحة السياسية الفرنسية.
وقالت الصحيفة الفرنسية إنه "بينما يفترض أن يترجم هذا القرار على أنه إشارة إلى تعزيز التعاون الأكاديمي والثقافي بين باريس والجزائر، فإن المعارضة اليمينية تلقفته كذخيرة سياسية في سياق حساس يتعلّق بملف الهجرة".
وسارع إريك سيوتي، رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية إلى مهاجمة القرار قائلاً: "حكومة منافقة.. في الوقت الذي يعيش فيه الكاتب بوعلام صنصال معتقلا في الجزائر، تختار الحكومة الفرنسية زيادة عدد التأشيرات للطلاب الجزائريين!".
وفي السياق نفسه، هاجمت ماريون مارشال، رئيسة حزب "الهوية والحريات"، ما وصفته بـ"دبلوماسية مازوشية"، مشيرة إلى أن فرنسا تقدم على "منح 8500 تأشيرة دراسية، منها ألف إضافية، في تناقض صارخ مع المصلحة الوطنية".
ورغم أن القرار يأتي ضمن سياسة ثقافية وأكاديمية تقليدية تسعى باريس إلى المحافظة عليها مع دول المغرب العربي، إلا أن ارتفاع معدلات الرفض في ملفات الطلاب الجزائريين ما زال يطرح تساؤلات حول مدى توازن هذه السياسة بين الانفتاح الأكاديمي والقيود الأمنية والإدارية، بحسب الصحيفة الفرنسية.
وقالت "لوفيجارو": "يبدو أن ملف التأشيرات، مجدداً، قد أصبح ساحة مواجهة سياسية بامتياز بين الحكومة والمعارضة في فرنسا".