برؤية قيادة ومهام بطل.. كيف انتصر سلطان الجابر للمناخ والبشرية؟
نشطاء دوليون في العمل المناخي يشيدون برئيس COP28: لقد منحنا المصداقية والشفافية
بعد ما يقرب من ثلاثة عقود من مفاوضات مناخ عالمية، تجنبت استهداف السبب الرئيسي لتغير المناخ، المتمثل في حرق الفحم والنفط والغاز الطبيعي، انتصرت رئاسة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف COP28؛ للمناخ والبشرية والأرض.
لقد نجح مؤتمر الأطراف COP28، تحت قيادة ورئاسة دولة الإمارات، ممثلة في الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مؤتمر الأطراف COP28، في تصحيح مسار العمل المناخي وتوحيد العالم، بعد مفاوضات دبلوماسية مثمرة وتاريخية، معلناً بداية نهاية عصر الوقود الأحفوري، وهو ما دفع العديد من النشطاء الدوليين للإشادة برئيس COP28 معتبرين أنه منح العمل المناخي المصادقية والشفافية.
وقالت ماريا منديلوس، الرئيس التنفيذي لمنظمة "تحالف الأعمال التجارية من أجل المناخ" غير الحكومية وغير الربحية إن الجابر الذي منح المفاوضات خلال COP28 المصداقية والشفافية.
وأضافت إن القطاع الخاص سوف يقرأ نتائج مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP) كإشارة لا لبس فيها حول مسار الاقتصاد العالمي، وسيبدأ في التخطيط والاستثمار وفقًا لذلك.
وفي إطار حديثها لموقع (سيمافور) قالت: "سوف تختار الشركات العمل في البلدان التي تتمتع ببيئات سياسية أكثر تمكيناً ... ونأمل في سباق يؤدي إلى توسيع نطاق الحلول بشكل هائل، والذي من شأنه خفض أسعار تقنيات الطاقة النظيفة في العالم أجمع".
بينما قال موكيش ساهديف" مدير تجارة النفط لدى مجموعة بحثية "ريستاد إنرجي" إنه من المتوقع أن تستفيد شركات النفط والغاز التي تستثمر بالفعل في تقنيات بديلة مثل تنحية الكربون، والهيدروجين، والوقود الحيوي من صلاحيات COP28، ويمكن أن تشهد ارتفاعاً في أسعار أسهمها على المدى القصير.
ويعتبر أحد أكبر الاختبارات في السنوات القليلة المقبلة هو ما إذا كان توقع منديلوس، أن الاستثمار المتزايد في الطاقة النظيفة في البلدان المتقدمة سيدعم بشكل غير مباشر التحولات في البلدان النامية، سيثبت صحته.
وبدوره، قال محمد أدو، مدير مركز"باور شيفت أفريكا" لأبحاث المناخ والطاقة في كينيا، "يجب أن تكون هناك توقعات أكبر من منتجي الوقود الأحفوري الأثرياء للتخلص التدريجي أولاً".
أما تشاو ينغ مين، نائب وزير البيئة والإيكولوجيا الصيني قد شدد للحضور في COP28 على ضرورة أن تأخذ الدول المتقدمة "زمام المبادرة" في التحول عن الوقود الأحفوري وتقدم الدعم المالي للدول النامية.
وتابع "مين" أن البلدان المتقدمة تتحمل "مسؤولية تاريخية لا تتزعزع تجاه تغير المناخ، وبالتالي يجب أن تأخذ زمام المبادرة للشروع في تحقيق هدف الحد من ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية قبل بقية العالم".
وفي يوم الختام الذي وافق 13 ديسمبر/كانون الأول، دعا مؤتمر الأطراف COP28، المجتمع الدولي إلى "التحول بعيداً عن الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة"، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، وإلى ضرورة تسريع وتيرة العمل خلال هذا العقد الحرج، وذلك لتحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050.
ولم يترك اتفاق الإمارات التاريخي بنهاية COP28، أي لبس في أن السياسة الرسمية للحكومات العالمية تتمحور حول أن عصر استهلاك وإنتاج الوقود الأحفوري قد انتهى، والذي يعد بياناً غير مسبوق. والآن يأتي الجزء الأصعب، "التحول بعيداً" وبصورة فعلية عن الوقود الأحفوري، وخصوصاً في الوقت الذي نشهد فيه زيادة في الطلب على النفط والغاز.
والدكتور سلطان بن أحمد الجابر، رئيس مؤتمر الأطراف COP28، يرى أن نجاح الاتفاق الحقيقي يكمن "في تنفيذه"، مؤكداً على "نحن ما نفعله، وليس ما نقوله". ولذلك؛ "علينا أن نتخذ الخطوات اللازمة لتحويل هذا الاتفاق إلى إجراءات ملموسة".
ووفق معطيات فعلية انطلقت من مدينة الاستدامة "إكسبو دبي" بدولة الإمارات، جاءت نتيجة مؤتمر COP28 حتمية في نواحٍ عديدة، ومتزامنة مع كون 2023 العام الأكثر دفئاً على الإطلاق؛ ومن المرجح تجاوز ذلك التحدي العام المقبل. وفي الوقت الذي تتزايد فيه الخسائر البشرية والاقتصادية الناجمة عن الكوارث المناخية، تدرك العديد من الشركات والحكومات أن تكاليف الحد من الانبعاثات أقل بكثير من تكاليف التكيف مع التغيرات المناخية أو دفع تعويضات، وهذا صحيح بشكل خاص مع استمرار انخفاض تكاليف الطاقة المتجددة والبطاريات والتكنولوجيات ذات الصلة.
- COP28 درة التاج في 2023.. الإمارات جمعت العالم تحت سقف واحد بهذه القمم
- مسؤولة بيئية فنلندية: COP28 أهم مؤتمر للمناخ منذ «باريس 2015»
وترأس المؤتمر الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، والذي يترأس شركة عملاقة بقطاع النفط العالمي، لكنه أثبت بدبلوماسية فائقة ووفق ثقافة وثوابت دولة الإمارات بأنه لا شيء مستحيلاً، وتمكن من توحيد العالم تحت راية استشراف حقبة جديدة من المستقبل النظيف الذي يضمن استقرار ورخاء المجتمعات والأجيال القادمة ويحمي الطبيعة والأرض، وتسطير بداية النهاية لعصر الوقود الأحفوري. وتعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة رائدة عالمية في تنويع مصادر دخلها اقتصاديا مقارنة بالمنتجين الخليجيين الآخرين، وهي عملية قادها الدكتور سلطان الجابر شخصياً.