زيارة مثمرة لرئيس البرازيل إلى الإمارات.. تعزيز الصداقة وتنمية العلاقات
زيارة جايير بولسونارو جاءت في وقت مهم، حيث يحتفل البلدان بمرور 45 عاما على العلاقات الدبلوماسية بينهما.
أثمرت زيارة الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، عن نتائج عديدة وبناءة بين البلدين الصديقين، ترجمت ترسيخ جسور الصداقة وتنمية علاقات التعاون الثنائي بين البلدين في كافة المجالات.
زيارة الرئيس البرازيلي جاءت في وقت مهم، حيث يحتفل البلدان بمرور 45 عاما على العلاقات الدبلوماسية بينهما.
وصل بولسونارو، مساء السبت، إلى الإمارات، في مستهل جولة خليجية تشمل أيضا السعودية، برفقة وفد رفيع المستوى يضم عددا من الوزراء والمستشارين، وكان في استقباله لدى وصوله مطار الرئاسة في أبوظبي، سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والصناعة.
وفي مستهل زيارته، زار الرئيس البرازيلي، واحة الكرامة بأبوظبي، واستعرض مع الشيخ خليفة بن طحنون آل نهيان، مدير تنفيذي مكتب شؤون أسر الشهداء في ديوان ولي عهد أبوظبي مراسم حرس الشرف، ثم وضع إكليلا أمام نصب الشهيد الذي يتكون من 31 لوحا يستند كل منها إلى الآخر رمزا للوحدة والتكاتف والتضامن بين قيادة دولة الإمارات وشعبها وجنودها الأبطال.
وفي ثاني أيام زيارته لدولة الإمارات، جرت لرئيس البرازيل، لدى وصوله إلى قصر الرئاسة في العاصمة أبوظبي، مراسم استقبال رسمية؛ حيث رافق موكب الضيف ثلة من الفرسان على الخيول العربية الأصيلة في ساحة القصر، وأطلقت المدفعية 21 طلقة تحية لضيف البلاد، بعدها عزف السلام البرازيلي والسلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، فيما حلقت طائرات الفرسان في سماء قصر الرئاسة احتفاء بهذه الزيارة.
وفي قصر الوطن، رحب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بالرئيس البرازيلي آملا في أن تمهد زيارته الأولى لدولة الإمارات لبناء شراكة استراتيجية على مختلف الصعد وشتى الميادين.
وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن دولة الإمارات تحرص على ترسيخ أواصر الصداقة والتعاون مع مختلف دول وشعوب العالم بما يحقق المصالح العليا لشعب الإمارات وشعوب هذه الدول الصديقة التي تبادلنا الآراء والأفكار نفسها في بناء جسور للتواصل الإنساني بين مختلف شعوب العالم وثقافاتها.
ومن جانبه، أعرب الرئيس البرازيلي عن رغبة حكومة بلاده في توسيع آفاق التعاون مع دولة الإمارات في القطاعين العام والخاص، وأشار إلى مقومات الاستثمار المشترك الذي تتميز به بلاده والتي يمكنها أن تستقطب المستثمرين من دولة الإمارات خاصة في قطاعي الزراعة والصناعة.
مباحثات وترحيب
كما استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، الرئيس البرازيلي بمقر القصر الرئاسي، وعقد الجانبان جلسة مباحثات رسمية بحثا خلالها العلاقات الثنائية وآفاق تعزيزها وتنميتها خلال الفترة المقبلة في المجالات الاستثمارية والاقتصادية والتنموية وبشكل خاص في قطاعات الطاقة والزراعة والبنية التحتية والنقل والطاقة والابتكار والذكاء الاصطناعي.
كما استعرضا المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية والأوضاع في منطقتي الخليج العربي والشرق الأوسط والقضايا والملفات محل الاهتمام المشترك، وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن الإمارات حريصة على تعزيز علاقاتها مع البرازيل على المستويات كافة، خاصة في مجالات التجارة والزراعة والطاقة وغيرها، مشيراً إلى أن الإمارات تعد ثالث أكبر شريك تجاري عربي للبرازيل، وأن ثمة سعيا مشتركا لزيادة معدل التبادل التجاري بين البلدين خلال الفترة القادمة.
وأثنى كذلك على عقد مجلس النواب البرازيلي جلسة برلمانية عامة في شهر سبتمبر/أيلول الماضي احتفاء بعام التسامح 2019 في الإمارات واصفاً الجلسة بأنها لفتة حضارية مهمة تجاه الإمارات وشعبها ومؤشر قوي على القيم المشتركة التي تجمع بين البلدين والشعبين، مما يوفر الأرضية لمزيد من التوسع في العلاقات الثنائية خلال الفترة القادمة.
ورحّب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بضيف الإمارات وقال على حسابه على "تويتر": "نرحب بزيارة ضيف البلاد الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو.. متمنين أن تشكل زيارته دفعة قوية لمسار علاقات الصداقة والتعاون والعمل المشترك بين بلدينا الصديقين".
ترسيخ جسور الصداقة
من جانبه، أعرب رئيس البرازيل، خلال مباحثاته مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عن بالغ سعادته بزيارة الإمارات واعتزازه بالعلاقات المتينة التي تجمع البلدين والتي تقوم على الثقة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وأكد اهتمام بلاده بترسيخ جسور الصداقة وتنمية علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، خاصة في الجوانب الاقتصادية والتجارية والصناعية والاستثمارية والزراعية والطاقة المتجددة، وصولا إلى بناء شراكة قوية تتيح للبلدين توظيف إمكاناتهما المتنوعة من أجل تحقيق المصالح المشتركة لشعبيهما.
وأضاف: "سعيد بوجودي في دولة الإمارات.. وهذه فرصة لنا لنعزز العلاقات بين بلدينا.. إننا نريد علاقات جيدة وعميقة مع هذا البلد الصديق"، مشيرا إلى الإصلاحات التي تنفذها بلاده والفرص المهيئة لاستقبال المستثمرين من أرجاء العالم، مضيفا: "لدينا فرص كثيرة، خاصة في الزراعة والتكنولوجيا ومجالات أخرى".
وأكد الجانبان، في ختام مباحثاتهما، ضرورة بذل مزيد من الجهود لتوطيد وتعميق علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين، وشددا على مضاعفة جهود المجتمع الدولي ومساعيه لتحقيق السلام والأمان والتعايش المشترك لدول المنطقة والعالم، مؤكدين الحاجة الملحة لمواجهة التطرف والعنف والإرهاب بأشكاله وصوره كافة.
منتدى الأعمال الإماراتي البرازيلي
على هامش حضوره منتدى الأعمال الإماراتي البرازيلي الذي عقد الأحد في أبوظبي، أكد بولسونارو أهمية زيارته للإمارات التي تحمل الرسالة الرئيسية؛ وهي أننا نستعيد ثقة العالم في البرازيل ونتطلع لتعزيز الشراكة وأوجه التعاون مع دول العالم الصديقة.
وشهد منتدى الأعمال الإماراتي البرازيلي الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة أبوظبي بالتعاون مع اتحاد غرف الإمارات حضورا رفيع المستوى من بينهم سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد وسهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والصناعة وأحمد بن علي محمد الصايغ وزير دولة بالإمارات والشيخ عبدالله بن محمد آل حامد رئيس دائرة الصحة في أبوظبي والمهندس عويضة مرشد المرر رئيس دائرة الطاقة.
كما حضر المنتدى إبراهيم المحمود النائب الأول لرئيس مجلس إدارة اتحاد غرف الإمارات وغرفة أبوظبي، ومحمد هلال المهيري مدير عام غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، بالإضافة إلى ممثلي الجهات الحكومية والمحلية من الجانبين الإماراتي والبرازيلي، وعدد من أصحاب الأعمال الإماراتيين من مختلف القطاعات الاقتصادية إلى جانب ما يزيد على 100 رجل أعمال برازيلي.
كذلك زار بولسونارو والوفد المرافق له، جامع الشيخ زايد الكبير، وكان في استقباله لدى وصوله الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد رئيس دائرة الصحة في أبوظبي.
واستهل بولسونارو والوفد المرافق له الجولة بزيارة ضريح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مستذكرين إرثه ونهجه الحكيم الذي أسهم في تعزيز ثقافة التسامح والتعايش والسلام بين مختلف شعوب العالم.
وفي ختام الزيارة، أهدى الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد، رئيس دائرة الصحة في أبوظبي، رئيس جمهورية البرازيل، نسخة من كتاب "فضاءات من نور" أحد إصدارات مركز جامع الشيخ زايد الكبير، الذي يضم عدداً من اللقطات والصور الخاصة بجائزة "فضاءات من نور" للتصوير الضوئي التي ينظمها المركز سنويا وتبرز جماليات العمارة الإسلامية في الجامع.
بالإضافة إلى إهدائه نسخة من كتاب "بيوت الله" الذي يتناول تاريخ الجوامع في التاريخ الإسلامي، بما فيها جامع الشيخ زايد الكبير.
aXA6IDE4LjIyNi4xMDQuMzAg جزيرة ام اند امز