زيارة دير "فالام" الروسي مغامرة سياحية
السائحون لا يتمكنون من الوصول إلى هذا الكنز الديني والثقافي الكائن في إقليم كاريليا شمال غربي روسيا إلا بالقوارب في الصيف.
تتوجه السفينة "إم.إس.ليونيد سوبوليف" التي يبلغ طولها 129 مترا وتستوعب 332 راكبا إلى دير "فالام" الذي يعود للقرن الرابع عشر الميلادي في جزيرة "فالام"، وهي جزء من أرخبيل معزول في بحيرة لادوجا الكبيرة للغاية.
ولا يتمكن الزوار ولا السائحون من الوصول إلى هذا الكنز الديني والثقافي الكائن في إقليم كاريليا شمال غربي روسيا سوى بالقوارب في الصيف.
وتصل السفينة ذات الطوابق الثلاثة، منتصف الليل تقريبا، إلى بحيرة لادوجا، وهي أكبر بحيرة في أوروبا، حيث تبلغ مساحتها 17700 كيلومتر مربع، لتبدأ رحلة تستمر ليلتين في العطلة الأسبوعية.
وبحلول وقت الإفطار في صباح اليوم التالي، تظهر للسفينة الجزر الصخرية المغطاة بغابات الصنوبر، وكأنها ظهرت من حيث لا تدري.
ترسو السفينة مع سفينتين سياحيتين أخريين في فالام، وهي ميناء اتصال للجولات النهرية الكلاسيكية بين موسكو وسان بطرسبرج.
وفي مجموعات صغيرة يقودها مرشد، يستكشف السائحون الجزيرة سيرا على الأقدام.
ويتم تعريفهم بأن الدير الأرثوذكسي الروسي له تاريخ حافل بالأحداث، حيث تم تدميره عدة مرات، وكان يتم ترميمه وتزيينه دائما مجددا.
وبعد انهيار الإمبراطورية الروسية عام 1917 أصبح الدير جزءا من فنلندا المستقلة حديثا.
وفرض الاتحاد السوفيتي في عام 1944 سيطرته على فالام والجزر المجاورة، واستغل مجمع الدير الضخم كمخزن للذخيرة ومطعم للضباط ودار للمعاقين.
وقبل انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1989 فقط عاد 6 رهبان للدير.
ويضم الدير حاليا نحو 200 راهب أرثوذكسي روسي.. ويعيش بعضهم في صوامع متناثرة في أنحاء الجزيرة.
وتتم مطالبة النساء اللاتي يزرن الكنائس العديدة في الدير بارتداء غطاء رأس، وإذا كن يرتدين سراويل، فإن عليهن لف قطعة قماش حول الخصر لتكون بديلا للتنورة.
ويعمل الرهبان بالزراعة للمساعدة في إعالة أنفسهم، وهم ينتجون عسلا وجبنا لذيذا.
ويأخذ قارب تابع للسفينة السائحين من رصيف سفينة الرحلات البحرية إلى الخليج المؤدي إلى الكنيسة الرئيسية في الدير، في فترة ما بعد الظهر.
وللوصول إلى الكاتدرائية نفسها، يتعين عليك تسلق تل صغير عبر بستان تفاح.
وفي صباح اليوم التالي، يجد الزوار أنفسهم وقد عادوا إلى مدينة سان بطرسبرج، كما لو كانت تلك الجزيرة الخيالية النائية جزءا من حلم غريب.