بعيد ميلاده الـ70.. حياة بوتين في صور
قبل ما يقرب من 23 عامًا اختاره الرئيس بوريس يلتسين كخليفة محتمل له في إعلان مفاجئ عشية رأس السنة الجديدة 1999.
قبل ما يقرب من 23 عامًا اختاره الرئيس بوريس يلتسين كخليفة محتمل له في إعلان مفاجئ عشية رأس السنة الجديدة 1999.
منذ ذلك الحين دأب الرئيس بوتين على إظهار نفسه بصورة الرجل القوي، بأداء رياضات المغامرة - بما في ذلك ركوب الخيل عاري الصدر، وإطلاق النار في ميادين الرماية ولعب هوكي الجليد أو حتى استكشاف أعماق المحيط، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
ولد بوتين في مدينة لينينجراد - المعروفة الآن باسم سانت بطرسبرغ - إبان الحقبة السوفيتية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 1952.
وكان الأخ الأصغر بين ثلاثة أطفال، وكان جده طاهياً لفلاديمير لينين وجوزيف ستالين.
بعد التحاقه بالجامعة، انضم إلى جهاز الاستخبارات السوفيتية (كيه جي بي) عام 1975، مع تقارير مختلفة تفيد بأنه عمل عميلا متخفيًا في نيوزيلندا لبعض الوقت، وبعد ذلك في مدينة دريسدن، بألمانيا الشرقية.
وخدم في الـ"كيه جي بي" لمدة 16 عامًا، ورقي إلى رتبة مقدم، قبل أن يستقيل عام 1991 مع انهيار الاتحاد السوفيتي.
خاض بوتين غمار السياسة، وبدأت حياته السياسية في سان بطرسبرج، قبل أن ينتقل إلى موسكو في عام 1996 للانضمام إلى إدارة بوريس يلتسين.
وشغل لفترة وجيزة منصب مدير جهاز الأمن الفيدرالي (FSB) وسكرتير مجلس الأمن، وتم تعيينه رئيسًا للوزراء في أغسطس 1999.
وفي تحول غير متوقع للأحداث، أصبح رئيسًا بعد عام - استكمالًا لصعوده السريع إلى قمة هرم السلطة في روسيا.
منذ ذلك الحين، يسيطر بوتين على مقاليد الحكم في البلاد، ومهدت التغييرات التي أُدخلت على الدستور في عام 2020 الطريق أمامه للحكم المحتمل حتى عام 2036، ولا يوجد مرشح بارز لخلافته.
ومع تقدمه في السن، بدا بوتين منشغلاً بشكل متزايد بإرثه، ففي يونيو/ حزيران الماضي، قارن أفعاله في أوكرانيا بحملات القيصر بطرس الأكبر، مشيرًا إلى أن كلاهما شارك في مهام تاريخية لاستعادة الأراضي الروسية.
وبحسب الصحيفة:" أصبح بوتين مغرمًا بشكل متزايد بالاقتباس من الفيلسوف الروسي إيفان إيلين، الذي يرى أن لروسيا طريق مقدس يجب عليها اتباعه لإعادة النظام إلى عالم غير كامل".
وفي لقاء متلفز مع المعلمين هذا الأسبوع، أظهر الرئيس الروسي اهتمامًا شديدًا بحادثة أخرى من التاريخ وهي "ثورة الفلاحين" في القرن الثامن عشر ضد الإمبراطورة كاثرين العظيمة - ألقى باللوم فيها على "ضعف السلطة المركزية في البلاد".
وأشاد الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش به ووصفه بأنه "زعيم رائع"، بينما كان الألماني جيرهارد شرودر والإيطالي سيلفيو برلسكوني من بين أصدقائه.
من ناحية أخرى، تبدو شعبية بوتين في الداخل ثابتة لا يمكن المساس بها، حيث يشعر الروس بالامتنان لازدهارهم النسبي وعودة موسكو إلى طاولة القمة في العالم بعد الفوضى الاقتصادية والسياسية التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي.
انهيار الاتحاد السوفيتي
بالنسبة لبوتين وكثير من أبناء جيله، لا يزال زوال الاتحاد السوفيتي ومجال نفوذه جرحًا مؤلمًا.
وكانت الغصة مريرة بشكل خاص بالنسبة لبوتين، العميل السابق في الكيه جي بي في ألمانيا الشرقية.
وبعد سنوات، قال بوتين إنه أُجبر على العمل كسائق تاكسي لتغطية نفقاته.
وأكد بوتين في عام 2005 بوصف الانهيار السوفيتي بأنه "أكبر كارثة جيوسياسية" في القرن العشرين ولم يبذل محاولة تذكر للتراجع عن هذا الادعاء، مؤكداً مرارًا وتكرارًا على "المهمة التاريخية" للروس.
هذه العقيدة لدى بوتين تثير شكوك بشأن محاولة حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي العبث في الفناء الخلفي لموسكو، واقتناعه بأن الغرب سعى إلى إخضاع روسيا، وهو ما جعله يعلن أوكرانيا "خطه الأحمر".
عندما أطاحت الحشود في كييف بالزعيم المدعوم من روسيا فيكتور يانوكوفيتش في فبراير/شباط 2014، واجه الكرملين فقدان هيمنته على جار رئيسي.
وفي غضون أيام، أمر بوتين القوات الخاصة بالاستيلاء على شبه جزيرة القرم الاستراتيجية ووقع - بعد استفتاء متسرع مرفوض دوليًا - على ضم المنطقة.