"فولكسفاجن" تدهس أطماع أردوغان في خريف 2019
قرر عملاق السيارات الألماني إرجاء القرار النهائي بشأن بناء مصنع للسيارات في تركيا إثر اجتياحها شمال سوريا
تواصل تركيا تسديد فاتورة سياسات تخبط رئيسها رجب طيب أردوغان، وآخرها إعلان شركة فولكسفاجن الألمانية منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2019 إرجاء قرارها النهائي بشأن بناء مصنع للسيارات في تركيا باستثمارات قدرها 1.3 مليار يورو (1.4 مليار دولار).
جاء القرار وسط انتقادات دولية للعملية العسكرية التي شنتها أنقرة على شمال سوريا في 9 أكتوبر/تشرين الأول، وهو ما أثار مخاوف حيال التداعيات المحتملة على سمعة البلاد، مما يلحق ضررا بصورة الشركة عالميا.
ونقلت صحيفة "أوتوموبيل فوخه" الألمانية المتخصصة في السيارات عن مصادر بشركة فولكسفاجن أن قرار إنشاء المصنع لن يتم اتخاذه قبل فبراير/شباط 2020.
كما أشارت إلى أنه إذ قررت الشركة الألمانية عدم إنشاء المصنع في مدينة مانيسا التركية، فإنها تعتزم بدلا من ذلك توسيع أحد مصانعها الحالية، والتخلي عن فكرة البحث عن موقع جديد بالكامل للمصنع.
وتعتزم الشركة نقل إنتاجها لسيارات "باسات" و"سكودا سوبيرب" من مصنعها الحالي في مدينة إمدن الألمانية إلى مكان آخر، وكانت رومانيا وبلغاريا تأملان في أول الأمر في إنشاء المصنع الجديد لديها.
- % ارتفاعا في مبيعات فولكسفاجن بألمانيا والصين
- بي إم دبليو تشتري ليثيوم لخلايا البطاريات بقيمة 600 مليون دولار
وفي حالة تحول فولكسفاجن لدولة أخرى غير تركيا فإن الأخيرة سيتم حرمانها من إنشاء مصنع متطور بطاقة إنتاجية تصل إلى نحو 300 ألف سيارة منها سيارات، وتوفير وظائف لنحو أربعة آلاف شخص.
وبحسب صحيفة "أحوال التركية"، فإن أردوغان قدّم تنازلات كبيرة جداً للشركة الألمانية مقابل افتتاح مصنع لها في بلاده، بل وصل الأمر إلى دعوة كبار مساعديه في حزب العدالة والتنمية الحاكم إلى استخدام سيارات باسات التي تنتجها فولكسفاجن.
وبحسب الصحيفة فإن تقارير تشير إلى أن الحوافز المقدمة لفولكسفاغن لتحقيق ما تصفه تركيا بأنه "استثمار استراتيجي" تشمل مساعدات من خلال الإعفاءات الجمركية والإعفاءات من ضريبة القيمة المضافة على جميع المكونات وكذلك الإعفاءات الضريبية الأخرى وتوفير الأراضي العامة للمصنع مجاناً.
وعلى الرغم من ذلك، أعلن بيرند أوسترلو رئيس مجلس الأعمال العالمي لفولكسفاجن وعضو مجلس الإشراف، في تصريحات نشرتها جريدة خاصة بالنقابة داخل الشركة، واطلعت عليها وكالة أنباء "بلومبرج" الأمريكية، أن ممثلي العمال يرفضون الموافقة على إنشاء المصنع طالما أن تركيا تحاول تحقيق أهدافها السياسية بالحرب والقوة.
ولقي توجه فولكسفاجن لتأجيل قرار إنشاء المصنع في تركيا ترحيبا من جانب منظمة العفو الدولية.
aXA6IDMuMTQ0LjEwNi4yMDcg جزيرة ام اند امز