فون دير لاين.. «الاستثنائية» تحسم الولاية الثانية بالمفوضية الأوروبية
هي أول امرأة تتولى منصب وزيرة دفاع في ألمانيا، وهي أول امرأة تترأس المفوضية الأوروبية، وليس لمرة واحدة، بل حسمتها لصالحها للمرة الثانية، إنها الاستثنائية فون دير لاين.
وينظر إليها كنموذج للمرأة الاستثنائية التي استطاعت أن تطبق مقاربة ناجحة تجمع بين العمل كربة منزل وسياسية أو مسؤولة ناجحة.
- الانتخابات الأوروبية.. «فون دير لاين» نحو ولاية ثانية
- انتخابات أوروبا.. فون دير لاين تحت الضغوط و«الخضر» بانتظار الأمل
حسم المنصب
مصادر مطلعة، أكدت لصحيفة فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج الألمانية، ووكالة الأنباء الألمانية، بشكل منفصل، أن "رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين حسمت الولاية الثانية بموجب اتفاق أبرم بين الأحزاب السياسية الكبرى والاتحاد الأوروبي".
وذكرت الصحيفة أن "مفاوضين من مفاوضات التيارات السياسية الوسطية الثلاث اتفقت على حزمة قرارات تتضمن تعيين رئيس الوزراء البرتغالي السابق أنطونيو كوستا، رئيسا للمجلس الأوروبي، ورئيسة وزراء إستونيا كايا كالاس مسؤولة عن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي".
وكان من المتوقع على نطاق واسع أن يتولى الثلاثي هذه المناصب، لكن زعماء الاتحاد الأوروبي لم يوافقوا بعد على حزمة التعيينات هذه عندما اجتمعوا على عشاء رسمي الأسبوع الماضي، ومن المقرر أن يناقش الزعماء الأمر مجددا خلال قمة في بروكسل يومي الخميس والجمعة.
وفي تصريحات سابقة، رحبت دير لاين النتائج الأولية الصادرة عن البرلمان الأوروبي التي أظهرت فوز حزب الشعب الأوروبي الذي يمثل تيار يمين الوسط في انتخابات البرلمان الأوروبي بحصوله على 184 مقعدا، مؤكدة حينها أنها "ستعمل مع التكتلات السياسية من يسار الوسط والليبراليين الذين دعموها في الأساس للفوز بإعادة تعيينها في المنصب".
فمن هي فون دير لاين؟
ولدت فون دير لاين بالعاصمة البلجيكية بروكسل في 8 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1958، حيث كان والدها إرنست ألبرشت، أحد أوائل موظفي الخدمة المدنية الأوروبيين.
وفي عمر الـ13 انتقلت إلى هانوفر الألمانية في عام 1971 عندما دخل والدها السياسة ليصبح رئيس وزراء ولاية ساكسونيا السفلى 5 سنوات.
وفي أواخر سبعينيات القرن الماضي، عاشت في لندن، عندما كانت تدرس الاقتصاد باسم روز لادسون، وهو اسم أم جدتها الأمريكية من تشارلستون بكارولاينا الجنوبية.
وفي عام 1987، امتهنت الطب بعدما تخرجت في كلية هانوفر الطبية، وتخصصت في صحة المرأة، وهي متزوجة بزميلها الطبيب هايكو فون دير لاين، وأم لـ7 أطفال.
واختبرت فون دير لاين معنى أن تكون ربة منزل حين عاشت لمدة 4 سنوات في ستانفورد بكاليفورنيا، في الوقت الذي كان فيه زوجها عضوا في هيئة التدريس بجامعة ستانفورد.
حياتها السياسية
في 1996، عادت العائلة إلى ألمانيا، حيث قررت حينها دخول عالم السياسة في عمر 38 عاما، في خطوة بدت متأخرة نوعا ما، لكن نشأتها في بيت تولى فيه والدها الذي شغل منصب رئيس وزراء ولاية ساكسونيا، ومنصب المدير للمفوضية الأوروبية، إضافة إلى مناصب أخرى، جعلتها قريبة من هذا العالم، وإن لم تغص فيه من قبل.
ودير لاين هي عضو في الحزب الديمقراطي المسيحي المحافظ بألمانيا، وتقلدت العديد من المناصب السياسية في هانوفر بين عامي 2001 و2004.
وفي عام 2003، انتخبت لعضوية برلمان ولاية سكسونيا السفلى قبل أن تصبح عضوا في مجلس الوزراء كوزيرة للشؤون الاجتماعية والمرأة وشؤون الأسرة والصحة.
وفي 2005، سطع نجمها حين عينتها المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل وزيرة لشؤون الأسرة وكبار السن والنساء والشباب.
تلك الخطوة التي فتحت أمامها الطريق نحو انتخابها من قبل البرلمان «البوندستاغ»، وتتولى بعد ذلك منصب وزيرة العمل والشؤون الاجتماعية الفيدرالية حتى العام 2013.
وفي 2013، عينت فون دير لاين وزيرة للدفاع، لتكون بذلك أول امرأة تتقلد المنصب ببلادها، وهذا ما منحها مكانة خاصة ببلادها.
وفي 16 يوليو/تموز 2019 انتخبت أورسولا فون رئيسة لمفوضية الاتحاد الأوروبي بـ383 صوتاً في التصويت الذي أجراه البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ.
والمفوضية الأوروبية أهم مؤسسات الاتحاد الأوروبي، باعتبارها السلطة التنفيذية للاتحاد، ومسؤولة عن تفتيش وتطبيق مكتسبات الاتحاد وبرامجه وموازنته، كما تتمتع بصلاحية فتح تحقيق بحق الدول الأعضاء.
aXA6IDMuMTQ1Ljc2LjE1OSA=
جزيرة ام اند امز