الانتخابات الفرنسية.. "العين الإخبارية" تتجول بأقل المدن تصويتا
مدينة "فولونفلان" بضاحية ليون هي ثالث مدينة في فرنسا سجلت في الماضي أقل نسبة تصويت حيث وصلت نسبة الامتناع فيها في الانتخابات الرئاسية إلى أكثر من ٦٠%.
"العين الإخبارية" أجرت جولة في المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو 55 ألف نسمة للتعرف على أسباب امتناع ذوي الأصول المهاجرة عن التصويت.
وقال مصطفى كاوة، أحد سكان المدينة، وينحدر من أصول جزائرية: "أعيش منذ حوالي 27 عامًا في بلدة (أفرانش) بإفيلين في إقليم رون، وهي بلدة ليست بعيدة عن ليون، وحصلت على الجنسية الفرنسية وأصوت بانتظام في جميع الانتخابات، سواء كانت بلدية أو إقليمية أو وطنية".
وتابع:"لكن ما لاحظته في هذه المدينة التي عشت فيها منذ ما يقرب من ثلاثة عقود هو أنها تمثل امتناعًا قويًا عن التصويت، وذلك لأن معظم السكان من الشباب، و75٪ منهم تحت سن 35 عاما، مضيفاً أن 30100 هم من الشباب تحت سن 25، معظمهم من شمال أفريقيا والأصول الأفريقية".
وأوضح كاوة أن ذلك الأمر يُفسر الامتناع عن التصويت بشكل أساسي من خلال سلوك الشباب، مضيفاً أن معظم السكان من أصول مهاجرة، لذا، فإن عملية الاستقرار في فرنسا تعني أن البعض أصبحوا فرنسيين، والبعض الآخر لم يصبحوا بعد، ما يؤثر قليلاً على الوضع الاجتماعي، لذلك نحن لا نشارك كثيرا في الانتخابات الفرنسية.
من جهته، قال شفيع (25 عاماً): "لا، لا، أنا لا أصوت، أنا ممتنع عن التصويت. لم يكن هناك أبدا مرشح يمثلنا، بكل شفافية".
وأضاف: "سأقول لك الحقيقة لم يكن هناك مطلقًا أي مرشح خاض الانتخابات التشريعية، جاء إلى هنا، إلى منطقتنا في فو إن فيلين ليسألنا عن أي شيء إذا كنا بحاجة إلى أي شيء لمستقبلنا، أو أيا كان.
وتابع:"حتى عمدة فانفي كان يعتني بنا هنا قبل أن نمتنع عن التصويت في الانتخابات الرئاسية.
بدوره، قال محمد (19 عاماً): كل فرد حر في فعل ما يريد، سأصوت لأنني كنت مواطنًا، منذ العام الماضي، يمكنني التصويت وهذه أول انتخابات لي، وسيصوت بعض أصدقائي أيضاً، علماً بأن بعض الناس لا يصوتون. لكن سأختار الرئيس المستقبلي وفقاً لمن لديه أفضل الأفكار والحجج والطرق لمساعدتي، وأنا شاب، ولهذا أصوت.
وقال أحد سكان المدينة: "لسنا معتادين على التصويت لأننا نادرًا ما يكون لدينا مرشحون يمثلوننا، موضحاُ أن "المرشحين معظم الوقت، لا يحاولون حل المشاكل الاجتماعية فقط يهاجمون بعضهم البعض، كما أن الدين هو ما يهمهم إذ يتعاملون وفقاً لديانة المنتخبين، طالما لديك عرب وملحدون ومسلمون".
وأضاف أن ذلك الوضع بخفي الكثير من البؤس الاجتماعي والأشياء الحقيقية، مدللاً على ذلك بأن المرشح اليميني إريك زمور يهيننا المهاجرين، لذلك ليس من الطبيعي أن نرى ذلك على الإطلاق أن نشارك في ذلك التصويت، مشيراً إلى كل شيء يجب أن يتغير جذريًا، ولا أعرف ما إذا كان ذلك من خلال ثورة أو من خلال أعمال شغب كبيرة".
بدوره، قال الأحمر عبدالقادر وهو عضو بلجنة "لنهتم" المعنية بتشجيع التصويت، إن "البطالة والصعوبات الاجتماعية هي عائق أمام تحرير السكان الذين ينسحبون شيئًا فشيئًا من المشاركة السياسية، طالما تم إحباط عملية التحرر الاجتماعي والاقتصادي، يستعيد الناس قيمهم الأصلية، موضحاً أن ذلك يظهر، مع صعود الإسلام السياسي، لذا فإن "فو إن فيلين" أصبحت مدينة حساسة للخطاب الإسلامي.
ورأي أن "عملية تسييس السكان من أصول شمال أفريقية وأفريقية طويلة ستأخذ وقتا طويلًا إلى حد ما".
وانطلقت، الإثنين الماضي، الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة في 10 أبريل/نيسان الجاري، في سباق يشهد منافسة بين 12 مرشحا، في مقدمتهم ماكرون، ولوبان مرشحة "التجمع الوطني"، إضافة إلى كل من مرشحة اليمين الجمهوري فاليري بيكريس، ومرشحة الحزب الاشتراكي آن هيدالغو، ومرشح "فرنسا الأبية" جان لوك ميلنشون.
ويرى مراقبون أن حرب أوكرانيا رفعت أسهم ماكرون باستطلاعات الرأي، ورأبت صدعا قاتلا لحق بشعبيته بسبب العديد من الملفات الداخلية، وهذا ما يجعله المرشح الأوفر حظا بتصدره استطلاعات الرأي لنوايا التصويت.
ووفق استطلاع أجرته مؤخرا مؤسسة "إيلاب"، حصل ماكرون على 28 بالمئة من نوايا التصويت (+0,5 نقطة) في الجولة الأولى التي سيتصدرها، مع أن الفجوة مع لوبان ستضيق بسبع نقاط في الجولة الثانية لتحصل المرشحة على 47,5 بالمئة من الأصوات.