باحث فرنسي لـ"العين الإخبارية": مارين لوبان ابتعدت عن التطرف فاقتربت من الرئاسة
اعتبر الباحث السياسي الفرنسي المتخص في الشأن الأوروبي والعربي بسام طيارة أن زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان عن حزب التجمع الوطني، تمكنت من إعادة رسم شخصيتها لجذب شرائح أكبر من الفرنسيين، ولم يستبعد إمكانية صعودها لتصبح رئيسة للبلاد.
وقال طيارة في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن مارين لوبان، ابنة جان ماري لوبان، زعيم حزب الجبهة الوطنية سابقاً، غيرت اسم وهوية حزبها لتصحيح أخطاء والدها وجذب الفرنسيين.
وأوضح أنها ترشحت 3 مرات، لكن المرة الحالية لها في الانتخابات الرئاسية الفرنسية تبتعد عن كلمة الجبهة الوطنية التي ترتبط بوالدها.
وأضاف الباحث السياسي الفرنسي أن زعيمة اليمين المتطرف غيرت من لهجتها خلال الحملة الانتخابية هذه المرة، موضحاً أن كل ما تحدثت عنه هو القوة الشرائية، والمشاكل الاقتصادية للفرنسيين والأزمة الصحية.
وتابع: "لم تتحدث لوبن مثلما كانت تتحدث خلال الحملتين الانتخابيتين السابقتين، عندما كانت معادية للعرب ومناهضة للمهاجرين، ومعادية للسود.. إلخ"، مضيفاً:" هذا العام، خففت صورتها، يمكننا أن نرى في صورتها سيدة الدولة. إذن مارين هي الرئيس".
واعتبر الباحث الفرنسي أن "هذه المرة قد تكون قادرة على ذلك بالفعل لتكون رئيسة لفرنسا"، موضحاً أنه يكاد يكون من المؤكد أنها ستتقدم إلى الجولة الثانية.
وأشار طيارة إلى أن لوبن تخاطر بإغضاب الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، في كل مرة تظهر على شاشة التلفزيون أو في الاجتماعات، إذ تقول إنني مستعدة لحكم فرنسا وذلك من منطلق هذه الحملة التي أعادت رسم صورتها أمام الناخبين.
وأكد طيارة أن الذين كانوا يخشون التصويت لمارين لوبن، خاصة من مؤيدي حزب الجمهوريين، عندما رأوا أنه لم يعد هناك المزيد من التطرف، لم يعودوا يترددون في التصويت لصالحها، كذلك الطبقات المتوسطة والعمال.
ونوه الباحث الفرنسي بأن المهاجرين العرب الذين اندمجوا مع المجتمع الفرنسي وباتو فرنسيين 100%، يمكنهم التصويت لمارين لوبن، موضحاً إذا كان هناك مهاجرون جدد في فرنسا فسوف يصوتون لمارين لوبن، موضحا أن نصف العرب مندمجون بالفعل في المجتمع الفرنسي وسيصوتون كفرنسيين، كذلك سكان الضواحي.
وانطلقت، الإثنين الماضي، الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة في 10 أبريل/نيسان الجاري، في سباق يشهد منافسة بين 12 مرشحا، في مقدمتهم ماكرون، ولوبان مرشحة "التجمع الوطني"، إضافة إلى كل من مرشحة اليمين الجمهوري فاليري بيكريس، ومرشحة الحزب الاشتراكي آن هيدالغو، ومرشح "فرنسا الأبية" جان لوك ميلنشون.
ويرى مراقبون أن حرب أوكرانيا رفعت أسهم ماكرون باستطلاعات الرأي، ورأبت صدعا قاتلا لحق بشعبيته بسبب العديد من الملفات الداخلية، وهذا ما يجعله المرشح الأوفر حظا بتصدره استطلاعات الرأي لنوايا التصويت.
ووفق استطلاع أجرته مؤخرا مؤسسة "إيلاب"، حصل ماكرون على 28 بالمئة من نوايا التصويت (+0,5 نقطة) في الجولة الأولى التي سيتصدرها، مع أن الفجوة مع لوبان ستضيق بسبع نقاط في الجولة الثانية لتحصل المرشحة على 47,5 بالمئة من الأصوات.