تداعيات التمرد.. هل انسحبت "فاغنر" من أفريقيا الوسطى؟
في أعقاب تمردها الفاشل في روسيا أواخر الشهر الماضي، أصبح وضع مجموعة "فاغنر" وزعيمها يفغيني بريغوجين أكثر غموضا من أي وقت مضى.
فالمجموعة التي فشل تمردها في أواخر يونيو/حزيران الماضي، بات مستقبل شبكة العمليات العسكرية والتجارية الواسعة التي تنفذها في أنحاء جمهورية أفريقيا الوسطى وأجزاء أخرى من أفريقيا والشرق الأوسط وأماكن أخرى، موضع علامات استفهام، بعد مغادرة عدد غير معروف من مقاتليها، جمهورية أفريقيا الوسطى في الأيام الأخيرة.
هل انسحبت؟
إلا أن مغادرة تلك القوات، أشار إليها متحدث باسم الرئاسة في جمهورية أفريقيا الوسطى يوم السبت، قائلا إن خروج المئات من مقاتلي مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة من البلاد يأتي في إطار تناوب القوات وليس انسحابا.
وذكرت تقارير أن أعدادا كبيرة من مقاتلي مجموعة فاغنر رحلوا جوا من جمهورية أفريقيا الوسطى في الآونة الأخيرة، مما أثار تكهنات حول انسحاب المجموعة من البلاد، حيث كانوا يساعدون الحكومة في قمع العديد من حركات التمرد منذ عام 2018.
لكن المتحدث باسم الرئاسة في جمهورية أفريقيا الوسطى ألبرت يالوك موكبيم قال في مؤتمر صحفي بالعاصمة بانغي: "إنه ليس رحيلا نهائيا بل تناوبا"، مضيفًا: "البعض غادر وسيأتي آخرون".
وقال مصدر عسكري لرويترز اشترط عدم الكشف عن هويته إن عدة مئات من مقاتلي فاغنر غادروا البلاد في الآونة الأخيرة.
تداعيات التمرد
ولم يتضح بعد عدد المقاتلين الذين لا يزالون هناك. ويُعتقد أن نحو 1900 من عناصر فاغنر، لا يزالون يعملون هناك، ومن شأن أي إعادة هيكلة لعمليات المجموعة في جمهورية أفريقيا الوسطى أن يكون لها تداعيات تجارية كبيرة.
وكان مصدر فرنسي مطلع على الملف، قال عن مغادرة تلك القوات: "يبدو أن هناك مغادرة. إنهم يخفضون عددهم. قد يكون هذا مزيجا من الصعوبات الحالية التي تواجهها فاغنر ودفتر شيكات (الرئيس فوستين أرشانج) تواديرا المحدود".
ونقلت "فرانس برس"، عن فيديل غواندجيكا أحد مستشاري رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، قوله: "تعاقدت روسيا من الباطن مع فاغنر، إذا لم تعد روسيا على اتفاق مع فاغنر فسترسل إلينا مجموعة جديدة".
وأكّد مصدر أمني خارجي لوكالة فرانس برس: "هناك تحركات لطائرات، ومواقع أخليت. ليست لدي قوائم للوحدة، لكننا رأينا قوائم بالطائرات التي أقلعت من ناقلة جنود روسية من طراز إليوشين-76".
ويستخدم هذا الطراز من الطائرات بانتظام منذ العام 2018 لنقل مقاتلي فاغنر من بانغي وإليها.
أضاف المصدر نفسه: "ما يجري تداوله له ما يبرره". وتابع "نراقب أيضا ما يحدث في مالي، لكن في هذه المرحلة ليس هناك شيء" من هذا القبيل.
من جهته، برر مصدر أمني فرنسي هذا التحرك بـ"شكوك كبيرة حول رواتب الأشهر المقبلة ومخاوف من انتقام محتمل من عائلات المقاتلين الذين سيبقون مع فاغنر".
وبحسب المصدر، سيُعرض على المقاتلين الاختيار بين العودة إلى الحياة المدنية أو الالتحاق بالجيش الروسي أو أن يتجندوا في شركات خاصة روسية أخرى.
aXA6IDE4LjIyNS4yNTQuODEg جزيرة ام اند امز