وول ستريت.. هدوء حذر للأسهم وترقب لقرار الفيدرالي بشأن الفائدة
استقرت الأسهم الأمريكية نسبيا، الثلاثاء، في وقت تترقب فيه وول ستريت قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي، المقرر صدوره يوم الأربعاء، بشأن الاتجاه المقبل لأسعار الفائدة.
وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.1% في تعاملات الصباح، متعافيا من ثاني خسارة له فقط خلال الأحد عشر يوما الماضية. كما صعد مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 122 نقطة، أي ما يعادل 0.3%، بحلول الساعة 10:15 صباحا بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة، في حين تراجع مؤشر ناسداك المركّب بنسبة 0.1%.
وشكلت شركة إكسون موبيل المحرّك الرئيسي لمؤشر ستاندرد آند بورز 500، إذ ارتفع سهمها بنسبة 3.4% بعد أن رفعت توقعاتها للأرباح على مدى السنوات الخمس المقبلة، مدفوعة جزئيًا بقوة حقولها في حوض برميان بالولايات المتحدة، وأيضًا قبالة سواحل غيانا، وفقا لما نقلته AP.
كما صعد سهم سي في إس هيلث (CVS Health) بنسبة 3.3% عقب إعلان الشركة عن توقعات مالية جديدة، تضمنت نموًا سنويًا مركبًا في ربحية السهم يتراوح بين 10% و12% خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وقال المدير المالي للشركة، برايان نيومان: «نحن ملتزمون بما نقوله»، مؤكدًا أن CVS Health تتجه لإنهاء عام 2025 بزخم قوي.
وساعد هذا الأداء الإيجابي في الحدّ من تأثير تراجع أرباح شركة تول براذرز لبناء المنازل بنسبة 3.2%، وانخفاض أرباح أوتو زون بنسبة 3.7%، إذ أعلنت الشركتان نتائج أقل من توقعات المحللين للربع الأخير.
وقال دوغلاس ييرلي الابن، الرئيس التنفيذي لشركة تول براذرز، إن الطلب على المنازل الجديدة لا يزال ضعيفًا في العديد من الأسواق، غير أنه أشار إلى أن المنازل الفاخرة التي تركز عليها الشركة تستهدف بدرجة أكبر فئة العملاء الأثرياء، الذين قد يكونون أقل تأثرًا بـ«ضغوط القدرة على تحمّل التكاليف» مقارنة بغيرهم من المشترين المحتملين.
وتُعد أسعار الرهن العقاري أحد العوامل الرئيسية المؤثرة في مسألة القدرة على تحمّل التكاليف؛ إذ لا تزال أقل مما كانت عليه في بداية العام، لكنها ارتفعت قليلًا بعد شهر أكتوبر/تشرين الأول. ويُعزى ذلك، إلى حدّ كبير، إلى حالة عدم اليقين في سوق السندات بشأن حجم التخفيضات التي قد يجريها الاحتياطي الفيدرالي على سعر الفائدة الرئيسي.
ومن المتوقّع على نطاق واسع أن يُخفّض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بعد ظهر الأربعاء، في خطوة قد تكون ثالث خفض هذا العام. وقد يدعم خفض الفائدة النشاط الاقتصادي وأسعار الأصول الاستثمارية، غير أن مخاطره تكمن في احتمال إعادة إشعال الضغوط التضخمية.
وقد اقتربت سوق الأسهم الأمريكية من تسجيل مستويات قياسية، مدفوعة جزئيًا بتوقّعات قوية بأن يُقدم الاحتياطي الفيدرالي على خفض جديد للفائدة يوم الأربعاء.
ويبقى السؤال الأبرز متعلقًا بما سيشير إليه الاحتياطي الفيدرالي بشأن مسار أسعار الفائدة لاحقًا، حيث يستعد كثير من المستثمرين في وول ستريت لتصريحات قد تهدف إلى تقليص التوقعات الخاصة بمزيد من التخفيضات خلال عام 2026.
ولا يزال التضخم مستقرًا فوق هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%، فيما تتباين آراء مسؤولي البنك المركزي بوضوح حول ما إذا كان التضخم المرتفع أم تباطؤ سوق العمل يشكّل التهديد الأكبر للاقتصاد.
وفي سوق السندات، ارتفعت عوائد سندات الخزانة بعد صدور تقرير يوم الثلاثاء أظهر أن أصحاب العمل الأمريكيين أعلنوا عن 7.7 مليون وظيفة شاغرة بنهاية أكتوبر/تشرين الأول، في زيادة طفيفة عن الشهر السابق، وهو أعلى مستوى منذ مايو/أيار.
وفي حال استمر سوق العمل في إظهار متانة نسبية، فقد لا يحتاج إلى القدر نفسه من الدعم من الاحتياطي الفيدرالي عبر المزيد من خفض أسعار الفائدة.
وتراجع عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات عقب صدور تقرير الوظائف الشاغرة إلى 4.17%، وهو المستوى نفسه المسجل في وقت متأخر من يوم الإثنين. في المقابل، ارتفع عائد سندات الخزانة لأجل عامين – الأكثر ارتباطًا بتوقعات تحركات الاحتياطي الفيدرالي – إلى 3.60% مقارنة بـ 3.57% في أواخر تعاملات الإثنين.
وفي وول ستريت أيضًا، قفز سهم آريس مانجمنت بنسبة 6.7% بعد إعلان مؤشرات ستاندرد آند بورز داو جونز انضمام الشركة الاستثمارية إلى مؤشر ستاندرد آند بورز 500 واسع المتابعة، لتحل محل شركة كيلانوفا، المصنعة لمنتجات «برينجلز» و«بوب تارتس»، والتي استحوذت عليها شركة مارس المنتجة لمنتجات «سنيكرز» و«إم آند إمز».
وعكس سهم هوم ديبوت خسائره المبكرة لينهي التعاملات مرتفعًا بنسبة 0.7%، بعدما قدّمت الشركة توقعات أولية لعام 2026 تشير إلى احتمال انكماش سوق تحسينات المنازل بنسبة تصل إلى 1%، إلى جانب توقعات منفصلة ترجّح نمو أرباح السهم بنسب تتراوح بين المتوسطة والعالية في حال تعافي سوق الإسكان.
في المقابل، تراجع سهم إنفيديا – السهم الأكثر تأثيرًا في السوق – بنسبة 0.6%، بعد سماح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشركة ببيع شريحة متطورة تُستخدم في تقنيات الذكاء الاصطناعي، والمعروفة باسم H200، إلى «عملاء معتمدين» في الصين، علمًا بأن هذه الشريحة لا تُعد المنتج الرئيسي للشركة.
وعلى الصعيد العالمي، تباين أداء أسواق الأسهم في كلٍّ من أوروبا وآسيا، حيث انخفضت المؤشرات بنسبة 1.3% في هونغ كونغ، وبنسبة 0.5% في باريس، ضمن أكبر التحركات المسجّلة عالميًا خلال اليوم.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNCA= جزيرة ام اند امز