المال والحب.. هكذا تنازل «الملك العاشق» عن عرش بريطانيا
مسار مختلف كان يمكن أن يتبعه التاريخ الملكي البريطاني كشفته رواية معاصرة لأزمة تنازل الملك إدوارد الثامن عن العرش عام 1936.
ذلك المسار كان يمكن أن يفضي إلى اختفاء الملكة إليزابيث الثانية ليعتلي شخص آخر العرش بدلا من الملك تشارلز الثالث، وفق رواية معاصرة لأزمة تنازل الملك إدوارد الثامن عن العرش.
الرواية الجديدة مختلفة عما ردده المؤرخون طوال العقود الثمانية الماضية وكشفها تفحص ملفات السير هوراس ويلسون، الذي عهد إليه رئيس الوزراء ستانلي بالدوين بجمع الكم الهائل من المعلومات حول أزمة إدوارد الثامن الذي تنازل عن العرش للزواج من حبيبته الأمريكية واليس سيمبسون.
وتكشف الوثائق عن صفقة سرية كادت أن تغير التاريخ، حيث كانت واليس مستعدة وراغبة في الحصول على الأموال للتخلي عن فكرة الزواج من الملك.
واقترح محاميها الخاص مسألة التسوية النقدية للتخلص من الأمريكية المطلقة مرتين التي كان يعني زواجها من رئيس كنيسة إنجلترا أن تواجه البلاد أزمة دستورية.
وعلى الرغم من أن الصفقة لم تتم، لكن للحظة بدا كما لو أن المرأة التي أحبها الملك البائس ستتخلى عنه مقابل مبلغ كبير من المال، بحسب صحيفة "التلغراف" البريطانية.
ووفق أوراق ويلسون، فإن تنازل الملك عن العرش والبحث عن بديل له كان عبارة عن فوضى تامة وصولا إلى 11 ديسمبر/كانون الأول 1936، وهو اليوم الذي وقع فيه إدوارد الثامن على وثيقة التنازل عن العرش بعد 25 يوما فقط من اللحظة التي أخبر فيها رئيس الوزراء بصوت عالٍ أنه سيتزوج سيمبسون.
وبحسب الوثائق، فإن الملك جورج الخامس توقع أن حكم ابنه لن يدوم ومع وراثته للعرش كان الجميع يعلمون بوجود مشكلة في علاقة إدوارد بسيمبسون وأنه مستسلم تماما لإرادتها، ومع ذلك لم تتم صياغة خطة بديلة.
وفي وثيقة تعود لـ5 ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، نبه وزير الدولة للطيران اللورد سوينتون رئيس الوزراء بأن إدوارد أمر بتجهيز طائرتين للإقلاع باتجاه زيوريخ، وهو ما بدا كخطة هروب وضعها الملك لتجنب توقيع تنازل عن العرش بعد عرقلة طلبه في إخبار رعاياه بحبه لواليس ورغبته في الزواج منها، حيث كان واثقا من أن الأمة ستتجمع خلفه.
ولم يكن أحد يعرف ما الذي يخطط له الملك الهارب بعد ذلك وعشيقته المطلقة، لكن هذا السلوك المتهور كان سيعرض مكانة بريطانيا في العالم للخطر الشديد وواجه رئيس الوزراء الملك بخطة هروبه وتم إلغاؤها.
اقتراح
ووسط الشكوك داخل أروقة السلطة حول ملاءمة الأمير ألبرت لوراثة العرش بسبب معاناته من نوبات الهلع وتلعثمه وبكائه على كتف والدته عندما علم أنه سيكون الملك القادم، اقترح السير توماس بارنز يأن تكون والدته الملكة ماري وصية على العرش ما يعيد تأسيس سمعة النظام الملكي.
واعتقد المسؤولون وقتها أن دوق كينت يمكنه أن يخلف الملكة الوصية لأنه الوحيد في خط الخلافة الذي له ابن وقد أخذ معدو مشروع قانون التنازل هذا الأمر في الاعتبار.
ولو كانت تلك الخطة نجحت لكان دوق كينت الحالي يجلس على عرش البلاد بدلا من الملك تشارلز.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 1936، اقترح ويلسون إرسال الملك لقضاء "عطلة" على متن سفينة بحرية تليها جولة عمل، وهو ما بدا وكأنه محاولة لوضع إدوارد تحت الإقامة الجبرية.
وبعد 3 أيام فقط، تنازل إدوارد عن العرش ورحل عن البلاد ليتزوج حبيبته بعد ذلك بنحو 6 أشهر.