كيف أطاح الحب بإدوارد الثامن من على عرش بريطانيا؟
كان تنازل العاهل البريطاني إدوارد الثامن عام 1936 عن العرش للزواج من مطلقة أمريكية أضخم حدث في تاريخ الملكية الذي دام 1000 عام.
فقبل 87 عاما، في 10 ديسمبر/كانون الأول عام 1936، أصدر عم الملك تشارلز الأكبر، الملك السابق إدوارد الثامن إعلانا غير مسبوق، بعد 325 من تتويجه ملكا لانجلترا، باعتزامه التخلي عن العرش حتى يتمكن من الزواج من المرأة التي أحبها واليس سيمبسون، الأمريكية التي طلقت مرتين، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
أثار القرار أزمة دستورية، وترك الأمة في حالة من الذهول وأدى لصدع مع العائلة المالكة لن يلتئم أبدا.
أشارت الصحيفة إلى أن قرار إدوارد غير أيضا مسار التاريخ، حيث انتقل العرش إلى شقيقه الملك جورج السادس ثم إلى ابنته إليزابيث الثانية، التي باتت أطول ملوك بريطانيا جلوسا على العرش.
شاب التوتر الأسابيع التي سبقت تنازل إدوارد الثامن عن العرش، حيث سارع أفراد العائلة المالكة ورجال الحاشية ورئيس الوزراء ستانلي بالدوين إلى منع حدوث أزمة دستورية، فبصفته رئيسا لكنيسة إنجلترا، يُمنع الملك من الزواج من مطلقة.
وفي أواخر أكتوبر/تشرين الأول 1936 واجه بالدوين الملك للمرة الأولى بشأن علاقته بواليس سيمبسون، وطلب منه التخلي عن علاقته الغرامية، لكن إدوارد أخبر بالدوين برغبته في الزواج من واليس، حتى وإن كان ذلك يعني التخلي عن التاج.
لم يكن بالدوين معجبا بالملك، واصفًا إياه بأنه "كائن غير طبيعي: نصف طفل ونصف عبقري.. ويبدو الأمر كما لو أن خليتين أو ثلاث خلايا في دماغه ظلت غير مكتملة النمو تماما، بينما بقي منه رجل ناضج".
وفي 25 نوفمبر/تشرين الثاني من العام ذاته، التقى إدوارد بالدوين مرة أخرى، وأخبره أنه يريد زواجًا مورغانيًا من السيدة سيمبسون.
ويعني الزواج المورغاني في سياق السلالات الملكية الأوروبي هو زواج بين اثنين من رتبتين اجتماعيتن غير متكافئتين، مما يمنع مرور ألقاب وامتيازات الزوج إلى الزوجة وأي أبناء يولدون من هذا الزواج. كما يعرف بالزواج الأعسر لأنه في حفل زفاف يمسك العريس يد عروسه اليمنى بيده اليسرى بدلاً يمناه.
تم رفض هذا الاقتراح تمامًا من قبل مجلس الوزراء وبقية الإمبراطورية، وبدعم من اجتماعات سرية للغاية مع رئيس أساقفة كانتربري كوزمو لانج، في 2 ديسمبر/كانون الأول 1936 كشف بالدوين خيارات الملك.
كان أمام إدوارد 3 خيارات فقط، إنهاء علاقته مع واليس، أو الزواج ضد نصيحة وزرائه، الذين سيستقيلون بعد ذلك، أو التنازل عن العرش.
في اليوم التالي، انتشرت القصة، التي ذاع صيتها في أوروبا والولايات المتحدة، أخيرًا في الصحافة البريطانية، مما صدم الأمة بأن ملكهم أراد الزواج من مطلقة أمريكية.
كان إدوارد يأمل أن يساعد بث نداء إلى الأمة في التأثير على الرأي العام تجاه الزواج، لكن بالدوين رفض الفكرة، معلنا أنها ستكون مستحيلة دستوريا.
وفي 10 ديسمبر/كانون الأول 1936 في فورت بلفيدير، منزله الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر في أراضي وندسور، وقع إدوارد على أوراق تنازله عن العرش، وشهد عليها ووقعها إخوته الثلاثة الأمير ألبرت، دوق يورك (التالي في ترتيب ولاية العرش) والأمير هنري، دوق غلوستر والأمير جورج دوق كينت.
وكان نبأ زواج الأمير هاري من ميغان ماركل -وهي أيضاً مطلقة أمريكية- قد تسبب في شعور بالصدمة بين المراقبين الملكيين بأنهم شاهدوا من قبل.
وعندما انفصلت هي ودوق ساسكس عن العائلة المالكة وضحيا بألقابهما وأقاما منزلهما بعيدًا عن المملكة المتحدة، شعرت عائلة وندسور أن التاريخ لا بد أنه يعيد نفسه.
aXA6IDE4LjIyNy4wLjI1NSA= جزيرة ام اند امز