أوكرانيا وغزة والعلاقات مع الغرب.. أبرز رسائل المؤتمر السنوي لبوتين
من مستجدات الحرب في أوكرانيا مرورا بالعلاقات مع الغرب، إلى الأزمة في غزة، جاء المؤتمر الصحفي السنوي للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي أكد أن "السلام سيتحقق عندما نصل إلى أهدافنا التي لم تتغير".
وعن تطورات الحرب في أوكرانيا، قال بوتين إن "القوات المسلحة الروسية تتقدم على طول خط المواجهة وتعزز مواقعها".
وأضاف: "العدو أعلن الهجوم المضاد ولم يحقق أي نتائج، والمحاولات الأخيرة كانت محاولة تحقيق اختراق في الضفة اليسرى لنهر الدنيبر والوصول إلى القرم. لم يتحقق ذلك، ودفعوا بجنودهم نحو "طريق بلا عودة"، جرح 6 جنود لنا، بينما بلغت خسائر العدو عشرات القتلى، وقد قررت القيادة السياسية القذف بهؤلاء لأهداف سياسية، من أجل طلب المساعدات".
وأعرب عن اعتقاده بأن "إمداد أوكرانيا سوف يتوقف في يوم من الأيام. 747 دبابة تم تدميرها، وأكثر من ألفين من المدرعات منذ الهجوم الأوكراني المضاد".
كما أعلن الرئيس الروسي أن موسكو نشرت أكثر من 600 ألف عسكري في أوكرانيا بعد قرابة عامين على إرساله جيشه للسيطرة على العاصمة كييف.
وقال بوتين، خلال المؤتمر، إن "خط الجبهة يمتد لأكثر من 2000 كيلومتر. هناك 617000 شخص في منطقة النزاع".
وأضاف أن 224000 من الجنود الذي تمت تعبئتهم ينتشرون حاليا في مناطق في أوكرانيا تسيطر عليها حاليا القوات الروسية.
"ليست هناك حاجة لتعبئة المزيد من قوات الاحتياط في الجيش"، وفق الرئيس الروسي، الذي أشار إلى أن "نحو 486 ألف شخص تقدموا حتى الآن طوعا للخدمة كجنود متعاقدين، إضافة إلى 300 ألف تم استدعاؤهم العام الماضي، التدفق لا يتناقص".
وحول إمكانية عقد مباحثات سلام، أكد الرئيس الروسي أن "السلام سيتحقق عندما نصل إلى أهدافنا التي لم تتغير، وهي اجتثاث النازية في أوكرانيا ونزع سلاح الدولة الأوكرانية والوضع الحيادي لها".
وعن المناطق التي تم ضمها لروسيا، قال بوتين: "جنوب وشرق أوكرانيا كان دائما روسيا وهي أرض روسية تاريخيا، أوديسا مدينة روسية، وهي حقيقة نعرفها جميعا. سلمهم فلاديمير لينين كل شيء، وقد قبلنا بهذا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. الروس بطبيعتهم كانوا يصوتون للشعارات المؤيدة لروسيا، وكانت روسيا تقبل بهذا الوضع. بعد الانقلاب (أحداث 2014)، أصبح من الواضح أنهم لن يسمحوا لنا ببناء علاقات مع أوكرانيا".
العلاقات مع الغرب
"تطبيع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي ليس مرتبطا فقط بنا"، وفق الرئيس الروسي الذي أكد أن "القطيعة مع أوروبا بدأت عقب الانقلاب في أوكرانيا عام 2014".
حرب غزة
وردا على سؤال لصحفي تركي حول الأزمة الإنسانية في غزة، قال بوتين إنه يأمل أن يجتمع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أوائل 2024، هناك دور رائد للرئيس التركي فيما يتعلق بقضية تسوية الأوضاع في غزة، لدينا مواقف مشتركة مع الرئيس أردوغان، ونخطط للقاء قريب العام القادم".
وأضاف بوتين: "كل الحاضرين هنا وفي جميع أنحاء العالم يقارنون بين يجري في العملية العسكرية الخاصة وما يجري في غزة".
وتابع: "الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وصف غزة بأنها مقبرة الأطفال الأكبر في العالم. فيما يخص دور الأمم المتحدة لا يوجد شيء غير اعتيادي. تحدثت عن ذلك من قبل، هناك دول تعيق القرارات التي تقترحها دول أخرى".
ومضى قائلا: "أنشئت الأمم المتحدة للحصول على التوافق الكامل. وزير الخارجية أندري جروميكو أطلق عليه وزير "الفيتو" لكل فعل رد فعل. عندما تقوم إحدى الدول بتقديم القرار وتنقضه دول أخرى، كان ذلك يجري في فترة محددة بعد الحرب العالمية الأولى. لا يعني ذلك ألا نبحث عن التوافق الكامل انطلاقا من أن يكون تنفيذ قرارات الأمم المتحدة لإنشاء دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، ولكن لا بد من إيجاد أسس متينة للتسوية الفلسطينية الإسرائيلية".
وأشار الرئيس الروسي إلى أنه ناقش مع "المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات الأوضاع في غزة، وأنا على تواصل مع الرئيس المصري (عبدالفتاح السيسي) ولا بد من توصيل المساعدات الإنسانية. تبين أن الجانب الإماراتي قد أنشأ على أراضي غزة بالقرب من معبر رفح مستشفى ميداني، وتحدثنا حول إمكانية أن تقوم روسيا بفتح مثل هذا المستشفى، إلا أنه لا بد من الحصول على موافقة مصر وإسرائيل. وتحدثت مع الرئيس المصري ودعمه، وتحدثت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي وناقشته مع هيئات أخرى. الجانب الإسرائيلي يقول إن فتح مستشفى روسي هو أمر غير آمن، ولكننا لا نوقف هذه الجهود. وإذا كانت المسألة غير آمنة من وجهة النظر الإسرائيلية، فقد طلب منا من تسليم المزيد من المساعدات الطبية، وهو ما نقوم به، ونتواصل مع كافة الأطراف".
ويعقد بوتين مؤتمرا ماراثونيا سنويا في نهاية كل عام منذ عودته إلى الرئاسة في عام 2012، لكنه ألغاه العام الماضي بعد "بعض النكسات" للقوات الروسية في الحرب آنذاك، بحسب وكالة بلومبرغ.