مركز "والتر ريد".. شاهد على لحظات ضعف أقوى رجال العالم
"العين الإخبارية" ترصد تاريخ رؤساء الولايات المتحدة مع مستشفى والتر ريد العسكري بدءا من روزفلت وصولا لترامب
بطائرة مروحية اجتازت أميالا قليلة من البيت الأبيض، وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نزيلا بمستشفى والتر ريد العسكري بضاحية بيثسيدا، معيدا للأذهان مشهدا تكرر مع رؤساء أمريكيين سابقين.
ولم تكن نصيحة طبيب ترامب بضرورة دخوله للمستشفى مفاجئة، إذ يعد مركز الرعاية الصحية الأول لاستقبال سابقيه من الرؤساء وكبار المسؤولين في الكونجرس والقضاء، بالإضافة لأفراد الجيش الأمريكي، حال تعرضهم لأي ظرف صحي.
وستكون هذه المرة الثانية لترامب التي يزور فيها "والتر ريد"، حيث زارها يونيو/حزيران الماضي للقاء الجنود الجرحى والموظفين الطبيين؛ حيث كان مرتديا قناع الوجه في الأماكن العامة للمرة الأولى.
افتتح المستشفى أول مرة عام 1909، وهو مجهز منذ البداية لتقديم الرعاية الصحية لرؤساء الولايات المتحدة، حيث به مهبط خاص للرئيس، وبرج خاص به مسرح عمليات، وغرفة طوارئ وعناية فائقه، بالإضافة لغرفة اجتماعات وقيادة معدة بأجهزة الحماية ومعدات الاتصالات تتيح للرئيس إدارة حرب نووية لو أراد.
ويقع والتر ريد على مساحة 46 هكتارًا في ولاية ميريلاند، المتاخمة للعاصمة واشنطن، ويضم قرابة ٥٥٠٠ غرفة، ونحو ٧١٠٠ موظف يعملون في ١٠٠ عيادة، بمختلف التخصصات.
وتم إغلاق المستشفى من قبل ليفتتح مركز والتر ريد الجديد في منتصف سبتمبر/أيلول 2011 في حرم المستشفى البحري في بيثيسدا.
رؤساء سابقون
قائمة طويلة جمعت زعماء الولايات المتحدة، داخل والتر ريد، في مشهد بدا اعتياديا مع تعرض عدد من الرؤساء لوعكات صحية، أو اضطروا لإجراء جراحات مختلفة، على مدى ٨٧ عاما.
البداية كانت مع انتخاب الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت الذي كان يعاني من شلل في أطرافه السفلية، حيث عرض المركز الطبي التابع للمستشفى العسكري توفير العلاج المناسب، وفعليا رشح المركز طبييا للبيت الأبيض لمتابعة الرئيس بصورة دورية إلى جانب تخصيص المستشفى لوحدة تقييم ومتابعة داخلية لأي وضع يتعلق بصحة الرؤساء.
ومنذ عام 1956 ولأكثر من مرة، دخل الرئيس الأمريكي الأسبق دوايت آيزنهاور، مستشفى والتر ريد، إثر أزمات قلبية حادة، جعلت المستشفى يخصص فريقا طبيا خاصا لرعاية الرئيس.
لكن آيزنهاور توفي داخل المستشفى، عام ١٩٦٩
كما تم تشريح جثة الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي في المركز عام 1963، بعد اغتياله وهو في موكب سيارات في دالاس بولاية تكساس مع زوجته جاكلين.
وقضى الرئيس الأمريكي الأسبق جونسون ليندن، فترة طويلة، داخل المستشفى، عندما كان لا يزال سيناتور أمريكيا، بسبب أزمة قلبية، جعلت زوجته ليدي بيرد ترافقه داخله، طوال المدة، خاصة مع إجرائه لعمليات جراحية.
ومن والتر ريد، استطاع أن يدير ليندون جونسون حملته الانتخابية بنجاح، قبل فوز جون كيندي وقبوله بمنصب نائب الرئيس عام ١٩٦٩، خلال مكالمة هاتفية جمعت الاثنين داخل المستشفى.
وفي يوليو/ تموز عام ١٩٧٣، دخل الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون والتر ريد لعدة أيام، بعد إصابته بفيروس التهاب رئوي، مواجها مرضه ومعه شرائط تسجيل تثبت تورطه في قضية التجسس الشهيرة "ووترجيت".
وخلال فترة رئاسة رونالد ريجان، خضع مرتين للجراحة داخل والتر ريد، الأولى في عام ١٩٨٥، حيث أجريت له عملية جراحية لإزالة الزوائد من القولون.
وبعد عامين، أجرى ريجان عملية جراحية لاستئصال ورم سرطاني بالبروستاتا، وكان عمره ٧٦ عاما.
ولا ينسى التاريخ أن والتر ريد شهد وفاة جيمس فورستال أول وزير للدفاع في الولايات المتحدة، إثر سقوطه من النافذة في الطابق السادس عشر خلال فترة علاجه بالمستشفى.
ولم يكن فورستال العسكري الوحيد الذي كان يعالج داخل والتر ريد، لكن سبقه الجرحى من الجنود الأمريكيين العائدين من العراق وأفغانستان، وغيرهم من صفوة القوات الأمريكية.