هل تساءلت يوما كيف ستتصرف إن وقعت حرب نووية بين الولايات المتحدة وروسيا؟ وما هو المكان الأمثل لتفادي تبعات الإشعاعات النووية؟
ويرى علماء أن الهروب إلى الجانب الآخر من العالم هو أفضل فرصة لك للنجاة من حرب نووية بين روسيا والولايات المتحدة، كما نصحوا بالفرار إلى الأرجنتين وأستراليا، اللتين يقول العلماء عنهما إنهما أنسب مكان لتجاوز عشر سنوات من تداعيات هذه الحرب، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وتتمتع الأرجنتين وأستراليا بأفضل أمل في بقاء حضارتهما على قيد الحياة لعقد من الزمان بعد تداعيات الحرب النووية، لكن البقاء في دولة مثل بريطانيا على سبيل المثال يعني احتمالية الموت جوعاً بنسبة 90 بالمائة، وفقا لـ"ديلي ميل".
ويشير البروفيسور آلان روبوك، من جامعة روتجرز، بولاية نيوجيرسي الأمريكية أن السبب وراء ذلك هو تمتع أستراليا والأرجنتين بميزة زراعة بالفعل محاصيل أكثر مقاومة بكميات كبيرة مثل القمح.
وأظهرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة نيتشر فود، واستندت إلى محاكاة الكمبيوتر، أن أكثر من خمسة مليارات شخص سيموتون من الجوع في جميع أنحاء العالم بعد صراع واسع النطاق تستخدم خلاله 100 قنبلة نووية - مع الدخان الأسود الذي تسببه العواصف النارية التي تحجب الشمس وتتسبب في موت المحاصيل.
وبحسب العلماء، فإن انبعاث ما يتراوح بين 5 إلى 50 مليون طن من الأدخنة السوداء يؤدي إلى دخول العالم حالة "الخريف النووي"، أما إذا زادت الانبعاثات بما يصل إلى 150 مليون طن من الأدخنة، التي تُعدّ كافية لدخول العالم مرحلة "الشتاء النووي"، فيقول العالم "روبوك" إن ذلك يعني "مصرع جميع من على الأرض".
وظهر مصطلح "الشتاء النووي" خلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، وأشار تقرير لمجلة "نيتشر "العلمية، إلى أنه حتى الحروب النووية المحدودة ستكون نتائجها مدوية على مستوى العالم عبر تأثيرات طبيعية، مثل تضرر طبقة الأوزون وبرودة مناخ الأرض لأعوام بصورة غير طبيعية، ستكون نتيجته خسائر في المحاصيل الزراعية وصيد الأسماك، الأمر الذي قد يفضي إلى ما يصفه العلماء بـ"المجاعة النووية".
بحسب التقديرات العلمية، فإن قوة بعض الأسلحة النووية حالياً تساوي 3 أضعاف مثيلاتها قديماً، ما يعني أنه لا يمكن مقارنة الدمار المحتمل في عصرنا الحالي بما خلفته قنبلة "الولد الصغير"، وهو الاسم الكودي للقنبلة التي ألقيت على مدينة هيروشيما، أو قنبلة "الرجل البدين" الاسم الكودي للقنبلة التي أصابت مدينة ناغازاكي، وكانتا سبباً في استسلام اليابان وإنهاء الحرب العالمية الثانية.
5 مليار إنسان
على صعيد متصل أفادت دراسة أجرتها جامعة روتجرز ونشرت أمس الإثنين، أن نحو ثلثي العالم قد يموت جوعا في حالة نشوب حرب نووية بين روسيا والولايات المتحدة.
ونقل تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" عن دراسة نشرت في مجلة Nature Food أن الصراع النووي سيؤدي إلى اضطرابات "كارثية" في الإمدادات الغذائي ، حيث سيؤدى الدخان والرماد الى ذبول المحاصيل في جميع أنحاء العالم.
حتى وإن اندلعت حرب نووية على نطاق أصغر بين باكستان والهند من شأنها أن تدمر الإمدادات الغذائية وتخفض الإنتاج العالمي بنسبة 7 في المائة في غضون خمس سنوات وتقتل ما يصل إلى 2.5 مليار شخص، وفق الصحيفة.
وتتوقع الدراسة أن يكون انعدام الأمن الغذائي في هذه الحالات أكثر فتكًا من الانفجارات النووية.
ودرس الباحثون كيف يمكن لأنماط الرياح أن تنشر الدخان واللهيب الناجم عن الهجمات النووية فوق مصدري الأغذية الرئيسيين مثل الولايات المتحدة والصين.
وأشار وا إلى أن نقص ضوء الشمس سيؤدي إلى انهيار المحاصيل ويمكن أن يؤدي إلى انخفاض بنسبة 90 % في غلات الحيوانات وصيد الأسماك والمحاصيل في جميع أنحاء العالم في غضون أربع سنوات من الصراع بين القوى النووية الكبرى.
وتسبب تغير المناخ والحرب في أوكرانيا ووباء الفيروس التاجي بالفعل في تعطيل إنتاج الغذاء العالمي بشدة، وفقًا لبرنامج الأغذية العالمي، إذ يواجه 345 مليون شخص حول العالم انعدام الأمن الغذائي، بزيادة تقارب 200 مليون مقارنة بمستويات ما قبل الوباء.