حرب سيبرانية "باردة" تتصاعد بين إيران وإسرائيل
ذكر تقرير لصحيفة "اندبندنت" البريطانية في نسختها الفارسية، الجمعة، إن الهجمات الإلكترونية الانتقامية الإيرانية-الإسرائيلية على البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات لدى كل منهما قد تصاعدت، ودخل البلدان مرحلة جديدة من المنافسة الشديدة.
وأشار التقرير إلى قيام إسرائيل بتقييم الأضرار الناجمة عن هجوم قرصنة لجماعة تدعى "بلاك شادو" يعتقد أنها تابع للحكومة الإيرانية، حيث هاجم المتسللون مؤسسة طبية وموقع مواعدة مما أدى إلى الكشف عن معلومات خاصة لعشرات الآلاف من الإسرائيليين.
وجاءت الهجمات في أعقاب هجوم على جزء من شبكة محطات الوقود الإيرانية في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وألقت فيه طهران باللوم على إسرائيل والولايات المتحدة في الهجمات.
وقال هارل مناشري، المسؤول في جهاز الأمن الداخلي والمخابرات الإسرائيلي، في مقابلة مع قناة "كان" التلفزيونية، إن "بلاك شادو هو الاسم الذي تعمل بموجبه مجموعة من المتسللين الإيرانيين لتنفيذ أنشطتهم الإجرامية".
وأضاف مناشري: "إيران تستخدم أنظمة افتراضية لإجراء عمليات استراتيجية لإلحاق الضرر بالقطاعين المالي والاستخباراتي في إسرائيل".
وبعد فشل أنظمة توزيع البنزين الإيرانية بسبب هجوم إلكتروني الأسبوع الماضي، أعلنت البلاد أنها تمكنت من إحياء هذه الأنظمة.
وتسبب الهجوم بإغلاق أكثر من 4000 محطة وقود، مما أدى إلى نقص الوقود والاختناقات المرورية في بعض أجزاء البلاد.
وقال علي شمخاني، سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، في تغريدة له الأسبوع الماضي إن إيران حددت الهجوم.
وفي مقابلة مع التلفزيون الرسمي، يوم السبت الماضي، قال غلام رضا جلالي، رئيس منظمة الدفاع السلبي الإيرانية: "لم نتمكن بعد من إجراء تحليل عملي للوضع، لكنني أعتقد أن التحليل النظري يظهر أن الهجوم كان من تنفيذ إسرائيل وتخطيط الولايات المتحدة".
ولم يقدم أي من البلدين أدلة على تورط الطرف الآخر في الهجمات، لكن الهجمات تأتي وسط تصاعد التوتر بين الخصمين في الشرق الأوسط، حيث تطور إيران برامجها النووية والصاروخية، ويتواجه البلدان في سوريا ولبنان.
وامتد الصراع أيضا إلى خطوط الشحن التجارية في الشرق الأوسط، حيث يُزعم أن كلا الجانبين يهاجم سفن الآخر.
وزعمت إيران، الأربعاء الماضي، أن القوات الأمريكية تعتزم الاستيلاء على إحدى ناقلاتها في البحر الأحمر، مشيرة إلى أنها أحبطت الخطوة لكنها رفضت الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت لصحيفة "صنداي تايمز" في مقابلة في وقت سابق هذا الأسبوع: "نحن في حرب مع إيران في الحرب الباردة".
وأضاف بينيت "على مدى الثلاثين عامًا الماضية، سعت إيران إلى ترسيخ وجودها في أجزاء مختلفة من العالم من حولنا من أجل تعطيل تركيزنا، ونحاول مواجهتهم بكل قوتنا وبكل ما لدينا من ابتكار وتكنولوجيا وقوة اقتصادية، للوصول إلى نقطة، حيث نتقدم على إيران بخطوات قليلة".
ووفقا لوسائل الإعلام الإسرائيلية، قامت مجموعة قراصنة الظل الأسود التابعة للحكومة الإيرانية بتحميل معلومات حساسة حول السجلات الطبية لـ290 ألف مريض في معهد ماشون مور الطبي على الإنترنت يوم الثلاثاء الماضي، وتتضمن هذه المعلومات الشخصية ونتائج الاختبارات ومتى يجب على المرضى مراجعة الطبيب.
وتم تسريب المعلومات بعد تسريب أسماء ومواقع وحالة مرضى الإيدز من موقع أتراف للمواعدة لأن الشركة رفضت دفع مليون دولار فدية.
ودان يورام هاكوهين، رئيس جمعية الإنترنت الإسرائيلية، الهجمات، قائلاً إنها واحدة من أخطر الهجمات على الخصوصية التي واجهتها إسرائيل على الإطلاق.
وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن "المواطنين الإسرائيليين تعرضوا للإرهاب السيبراني، وهذه الهجمات الإرهابية بالمعنى الكامل للكلمة، ويجب أن نركز الآن قدر الإمكان على تقليل الضرر ومنع نشر المعلومات".
وكانت مجموعة "بلاك شادو" هاجمت في وقت سابق البنية التحتية المدنية للإنترنت في إسرائيل في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ويُزعم أن الهجوم الأخير للمجموعة نفذته شركة الإنترنت الإسرائيلية المضيفة CyberServe ، حيث تم استهداف وكالة سفر وشركة نقل عام ومتحف للأطفال.