"معرض" في جبهات أوكرانيا.. الحرب تختبر أسلحة الغرب
جبهات القتال في أوكرانيا تحولت لأكبر معرض للأسلحة في العالم، هناك حيث تختبر ساحات القتال قدرات أسلحة الغرب.
فعلى خط الاختبار، تصطف الأسلحة في الجبهات لتحدد المعارك قدراتها، حيث برز نظام المدفعية الألماني عالي التقنية، والذي يمكنه إطلاق ثلاث قذائف في غضون ثوانٍ، لتقصف نفس المكان في نفس الوقت على بعد أكثر من 25 ميلاً.
ويعد مدفع هاوتزر الألماني "بانزرهاوبيتزه" جزءًا من ترسانة الأسلحة التي يتم اختبارها في أوكرانيا، البلد الذي أصبح أكبر معرض للأسلحة في العالم، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشركات التي تصنّع الأسلحة المستخدمة في أوكرانيا فازت بطلبيات جديدة، لتعيد الحياة إلى خطوط الإنتاج.
كما أتاح نشر المعدات التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات في حرب برية كبيرة، فرصة فريدة للمصنعين والجيوش بهدف تحليل أداء الأسلحة في أرض المعارك، ومعرفة أفضل السبل لاستخدامها.
ورغم القدرة التقنية التي تتمتع بها منظومة بانزرهاوبيتزه أظهرت الحرب أهمية القدرة على إصلاح الأسلحة في ساحة المعركة، وقد أثبتت مدافع الهاوتزر الأبسط M777 أنها أكثر موثوقية، ولكنها أكثر عرضة للهجوم.
ووفقا للصحيفة، فإنه يمكن أن يساعد النقاش حول أداء طرازان من مدافع هاوتزر الألمانية والكثير من الأسلحة في تشكيل المشتريات العسكرية لسنوات مقبلة. وفي معرض الأسلحة الذي أقيم، هذا الشهر في لندن، قالت الشركات المصنعة إنها تلقت أسئلة متكررة حول أداء أسلحتها في أوكرانيا.
وأرسلت الولايات المتحدة والدول الأوروبية معدات بقيمة مليارات الدولارات إلى أوكرانيا من المخزون العسكري الحالي، وبدأت الدول الآن في استبدال بعض هذا المخزون وسط ارتفاع في الإنفاق العسكري.
وارتفع الإنفاق العسكري العالمي للعام الثامن على التوالي عام 2022 إلى مستوى قياسي بلغ 2.24 تريليون دولار، وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
وقالت شركات صناعة الأسلحة إنها تلقت طلبات من المشترين المحتملين.
وقال توم أرسينولت، الرئيس التنفيذي للعمليات الأمريكية لشركة بي إيه إي سيستمز: "ينظر الناس إلى أوكرانيا ويرون ما ينجح".
وتقول شركة الدفاع البريطانية العملاقة إنها تجري محادثات مع كييف بشأن تصنيع مدفعها L199 في أوكرانيا بعد أن أثبتت فائدتها، كما زادت طلبات القذائف المستخدمة في البلاد.
وتقول الشركة أيضا إنها تلقت استفسارات متزايدة بشأن مركبتها القتالية CV90 ومدافعها M777 بناءً على أدائها في الحرب.
وأشاد طاقم من رجال المدفعية الأوكرانيين الذين يعملون خارج باخموت في شرق أوكرانيا بدقة ومعدل إطلاق النار من طراز بانزرهاوبيتزه.
وقالوا إن الفولاذ السميك عالي الجودة للسلاح يوفر الحماية بطريقة لا توفرها مدافع الهاوتزر الأخرى، مستشهدين بنجاة السلاح مؤخرا من قصف لمدة ساعة واحدة مع علامات فقط على السلاح.
وبحسب خبراء فإن أكثر الأسلحة التي أثارت إعجاب الجنرال بارتيك ساندرز، رئيس أركان الجيش البريطاني، في أوكرانيا، كانت راجمات الصواريخ هيمرز و أم 270، أمريكية الصنع، التي تتمتع بدقة كبيرة وتركيز قوة نارها ومداها.
وقد فازت الشركات التي تصنع بعض هذه الأسلحة بطلبات جديدة وعززت إنتاجها، ومنذ بدء الحرب منح الجيش الأمريكي شركة لوكهيد مارتن عقودا بقيمة 630 مليون دولار لتصنيع صواريخ هيمارس لنفسه ولحلفائه.
وفي الوقت نفسه، تعمل شركة RTX على زيادة إنتاج نظام الدفاع الصاروخي باتريوت الخاص بها إلى 12 نظام سنويا، وتخطط لتسليم خمسة إضافيين إلى أوكرانيا بحلول نهاية العام المقبل.
كما تم تعديل برمجياتها لتمكينها من تدمير الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.