"تجسس عابر للحدود" يخيم على الحرب الروسية الأوكرانية
اتهامات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا بشأن عمليات تجسس تخطت الحدود مع مرور 6 أشهر على الحرب الدائرة بينهما والتي ما زلت تعاني منها دول العالم اقتصاديا.
واليوم الجمعة، مع بدايات الشهر السابع للعملية العسكرية، التي انطلقت في 24 فبراير/شباط الماضي، أعلن الجهاز الأمني الفيدرالي الروسي اعتقال عميل أوكراني كان يقوم بأعمال تجسسية متعلقة بأهداف عسكرية في منطقة كورسك الروسية، فيما تشتبه السلطات الألمانية في أن أجهزة استخباراتية روسية حاولت التجسس على تدريبات الجنود الأوكرانيين على أنظمة الأسلحة الغربية في ألمانيا.
عميل أوكراني
الجانب الروسي، وعبر جهاز الأمن الفيدرالي أصدر بيانا رسميا ومقطع فيديو يوثق فيه اعترافات العميل الأوكراني الذي قال: إنه "عمل على جمع معلومات عن الضباط وعائلاتهم، وذلك من خلال طبيعة عمله كمهندس للديكور في الشقق والمنازل".
وأضاف البيان أنه "تم اعتقاله وتمت مصادرة المؤلفات الخاصة بحرب العصابات والتخريب"، مشيرا إلى أنه حاول جمع معلومات عسكرية عن أهداف في منطقة كورسك ومحاولة تجنيد عناصر ضمن صفوف القوات المسلحة الروسية.
وتخوض أجهزة الأمن في المدن والأقاليم الروسية المختلفة، بما في ذلك منطقة شمال القوقاز، حربا ضد جماعات التطرف والإرهاب المحلية التي تربطها علاقة ولاء مع تنظيم "داعش" وغيره من التنظيمات، التي تسعى إلى تحويل عدد من المناطق في روسيا إلى بؤر عدم استقرار وأيضا تجنيد المواطنين الروس.
وفي المعسكر الغربي، ذكرت مجلة "دير شبيجل" الألمانية اليوم الجمعة أن الاستخبارات العسكرية الألمانية "إم إيه دي" رصدت مركبات مشبوهة بالقرب من قواعد عسكرية في إيدار-أوبرشتاين بولاية راينلاند-بفالتس ومنطقة جرافنفور في ولاية بافاريا.
وتشتبه الاستخبارات العسكرية الألمانية في أن تلك المركبات كانت ترصد على الأرجح طرق الوصول إلى الثكنات.
ووفقا للتقرير، حلقت طائرات مسيرة صغيرة فوق مواقع التدريب أكثر من مرة، فيما ترجح الدوائر الأمنية في ألمانيا أن أجهزة روسية ربما حاولت التجسس على بيانات الهواتف المحمولة للجنود الأوكرانيين باستخدام ماسحات لاسلكية.
ألمانيا مسرح التجسس
الاستخبارات العسكرية الألمانية ذكرت ردا على استفسار لوكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ" أنها لا تعلق على نتائج محتملة لعمليات درء التجسس.
وفي قاعدة إدار-أوبرشتاين، قام الجيش الألماني بتدريب جنود أوكرانيين على استخدام دبابات من طراز "هاوتزر 2000"، وفي قاعدة جرافنفور قام الجيش الأمريكي بتدريب الأوكرانيين على أنظمة مدفعية غربية.
وبحسب "دير شبيجل"، تعتبر السلطات الألمانية أيضا عناصر المعارضة الذين فروا من روسيا إلى ألمانيا معرضين للخطر، حيث يمكن استهداف هؤلاء من قبل المخابرات الروسية.
وينطبق الأمر نفسه على الجنود الروس المنشقين عن الجيش والأجهزة الأمنية الذين يمكن أن يفروا إلى ألمانيا مع تقدم الحرب، فيما أشار تقرير المجلة إلى أن السلطات الألمانية لا تستبعد حتى محاولات اغتيال من قبل الكرملين لردع المنشقين.
تأتي تلك الاتهامات في ظل مزاعم أوكرانية تظهر بين الحين والآخر بشأن أعمال تجسس روسية على أراضيها.
وبعد انقضاء 6 أشهر من النزاع الذي ألقى بظلاله على العالم بأسره، هناك 5 توقعات تستشرف ملامح الحرب الروسية الأوكرانية.
صحيفة "الجارديان" البريطانية نشرت تحليلا استعرضت فيه توقعات الأشهر الستة المقبلة من عمر الحرب.
وتوقعت أنه من المحتمل أن تستمر الحرب لعام على الأقل، مشيرة إلى أنها وصلت إلى طريق مسدود في الأساس فيما تخف حدتها.
وقالت إنه رغم مرور نصف عام، ما زالت أوكرانيا وروسيا غير مستعدتين لوقف القتال، بالرغم من الخسائر التي تكبدها الطرفان.
وتريد أوكرانيا استعادة أراضيها التي سيطرت عليها موسكو، بينما تريد روسيا مواصلة إلحاق الأذى ليس فقط بخصمها لكن، بالوكالة، الغرب أيضًا. ويعتقد الكرملين أن الشتاء قد يصب في صالحه.